شارك شاغل كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية الدكتور محمد العناقرة بندوة "الرواد الأوائل" التي نظمتها هيئة شباب كفرسوم بمشاركة الشيخ أحمد تركي الكايد العبيدات، والباحث والكاتب أحمد شريف الزعبي، وبحضور العديد من الشخصيات الوطنية من محافظة اربد في بلدة كفرسوم.
وأكد العناقرة إن الحديث عن الرعيل الأول من رواد نهضة الوطن يؤسس للحفاظ على جانب مهم من الذاكرة الوطنية، ويقدم صورة مشرقة لكوكبة من رجال الأردن الأوفياء.
وقال إن بعض الأصوات تعلو بين الحين والآخر لتكريم الشخصيات البارزة قبل رحيلها إلى دار الحق، ربما هذا مهم وضروري ورغم ذلك تحتاج الذاكرة الجماعية دوماً لنفض الغبار مخافة نسيان من ضحوا بالغالي والنفيس خدمة للأمة لا بحثاً عن حياة شخصية ومنافع ذاتية.
إن الحديث عن الشيخ كايد مفلح العبيدات وابنه الشيخ تركي العبيدات هو حديث عن شخصيات وطنية من الرعيل الأول فالشهيد تركي هو أول أردني استشهد على التراب الفلسطيني وأن الحديث عن الشهيد كايد مفلح العبيدات وابنه الشيخ تركي العبيدات هو حديث عن الوطن عن ترابه المقدس عن أرضة الطاهرة المروية بدم الأبطال جيل القيم والمبادئ والثوابت.
وأضاف العناقرة أنهما من الجيل المبكر الذي كان له شرف الوعي بالقضايا القومية والوطنية هذا الجيل الذي تربى على حب الوطن من خلال علاقات نضالية مبنية على الفهم الاستراتيجي للقضايا القومية بشكل عام.
وقد جاءت ثورة الشوبك عام 1905 من أجل النضال الوطني والعربي ضد الحكم العثماني. وبعد خمسة سنوات جاءت ثورة الكرك عام 1910 ضد الحكم التركي العثماني وسياساته القمعية والتتريك والتهميش للعرب.
وقد كان للشهيد كايد المفلح العبيدات وابنه الشيخ تركي مكانة كبيرة في نفوس أهله وأقاربه والتف حوله العديد من المجاهدين والأحرار من أجل الجهاد في سبيل الله والوطن والأرض العربية فسقط الشيخ كايد مفلح العبيدات شهيداً على تراب فلسطين في معركة تل الثعالب، وتابع ابنه الشيخ تركي المسيرة في النضال.
وقد عرض الدكتور العناقرة أبرز محطات الشيخ تركي ونشأته في بلدة كفر سوم ومشاركاته مع والده الشيخ تركي الكايد العبيدات في مؤتمر جباتا الخشب ومخرجات هذا المؤتمر ومشاركته في الجمعيات العربية السرية ودوره البطولي في معركة تل الثعالب ومشاركته في مؤتمر قم الذي سبق معركة تل الثعالب ودوره الكبير في نصرة أحرار سوريا من الاضطهاد العثماني، ودوره في حكومة اربد المحلية وموقفه من المجاهد إبراهيم هنانوة وعمله السياسي ومشاركته في الأحزاب العديدة والمؤتمرات الوطنية وعمله النضالي والبطولي.
وقد أشار الدكتور أحمد شريف الزعبي في كلمته قائلاً: إنه من الصعوبة بمكان أن يتحدث الانسان عن شخصية من الشخصيات إما أهله وذويه، ولكن عندما تتعدى هذه الشخصية مسقط رأسه ويصبح شخصية وطنية، ففي هذه الحالة يصبح من حق هذه الشخصية أن يتكلم عنها هذا من جهة ومن جهة أخرى، ومن واجب المؤرخين والباحثين أن يبحث وينقبوا في جوانب حياة هذه الشخصية لإبراز أعماله ومآثره، كونه قدوة يقتدى بها.
وقد أدار الحوار الدكتور أحمد النوتي، حيث رحب بالمشاركين في هذا اللقاء الذي عقد بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، في رحاب كفرسوم ل، وبمشاركة ثلاثة من النخبة المثقفة للحديث عن شخصية مهمة من شخصيات هذه البلدة العريقةِ بتاريخها ورجالاتها.