أكد رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، أنه في مشروع النهضة لمئوية الدولة الثانية، علينا الاستمرار في بناء الجودة في التدريس والتدريب والتأهيل ومخرجات البحث العلمي، وكذلك المرونة في الخطط والبرامج الدراسية للتكيف مع التغيير، وترسيخ التعليم المستمر في برامج تعلمية وتدريسية لإعادة صياغة تأهيل المهندسين في حقول جديدة يتطلبها مجتمع التغيير .
وأضاف خلال رعايته اليوم العلمي لكلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية في جامعة اليرموك، بحضور رئيس الجامعة الدكتور إسلام مساد، أنه في "عام 1984، جاءني هشام أديب حجاوي يعرض علي، تأسيس كلية تكنولوجية باسمه في جامعة اليرموك هدية للجامعة، وكان التبرع آنذاك مليون ديناراً، ويساوي حوالي ثلاثة ملايين دولاراً من "مؤسسة هشام أديب حجاوي العلمية"، فوافقت على عرضه بعد أخذ موافقة "اللجنة الملكية"".
وتابع: بعدها وضعنا رؤيا لأهداف الكلية بأن تكون تطبيقية لدرجة البكالوريوس في مجالات الهندسة والتكنولوجيا على غرار التجربة الألمانية، مع تدريب عملي قبل التخرج في الصناعات الهندسية والتكنولوجية، لتهيئة مهندسين تطبيقيين يردفون الصناعة علمياً وعملياً.
وأشار بدران إلى أن كلية الحجاوي حققت الكثير من أهدافها وخاصةً في تخريج الأكفياء في المهارات التطبيقية في مجالات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات، و الآن بعد ما حققته من نجاحات ، كيف لها أن تنطلق لتحقيق مساحات ومدارات جديدة لتخريج عربات النمو التي تحرك الاقتصاد، وتنمي الشركات الناشئة في مشروع النهضة لمئوية الأردن الثانية، معتمدة على المشروعات والبحوث التطبيقية الهادفة مخرجاتها في استنبات الشركات الناشئة وتطوير القطاعات الإنتاجية الأردنية.
كما وشدد على ضرورة إنشاء اتفاقية تعاون بين كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية وجامعة ألمانية مشابهة لها في تخصصاتها وحقولها، لقضاء ستة أشهر في ألمانيا للتدرب في حقول تخصصهم، مبينا أن التجربة الألمانية في الهندسة التطبيقية كانت ولا تزال قاعدة النهضة الصناعية الإنتاجية، وعلينا الاستعداد لها بتعليم اللغة الألمانية.
وقال مساد في غمرة احتفالاتنا بمئويةِ الدّولة الأردنيّة، التي كانت "اليرموك" من أُولى قطافهَا ركنَاً من أركان العلم والمعرفَة والنهضة في هذا البلد المبارك، وما زالت، بعد مرور قرابة خمسة وأربعِين عاما على تأسيسها، وستظَل بعون الله، هِي الشَجرةَ الخضراء الوارفة المُثمرة بِجُهود المُخلصِينَ الأوفياء من أبنائها.
وأضاف يأتي هذا اليوم العلمي لكلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية، وهي الكلية التي حققت خلال مسيرتها الحافلة عبر 37 عاما الماضية منذ تأسيسها سمعة طيبة في المملكة والمنطقة العربية والعالم، من خلال خريجيها الذين تميزوا على المستويات المعرفية والعملية، مبينا أن أبرز العوامل التي أدت إلى هذا التميز هو الكفاءة العالية للهيئة التدريسية والميزة النوعية لخططها الدراسية.
وأكد مساد حرص الكلية على الاستثمار في الطلبة المتميزين من خلال ابتعاثهم للدراسة في أعرق وأفضل الجامعات العالمية ليعودوا للعمل فيها كأعضاء في هيئتها التدريسية، والذين يزيد عددهم عن 120 عضوا، هم من المبتعثين.
وتابع : أما على صعيد الخطط الدراسية، فقد تميزت الكلية بالتركيز الكبير في خططها على الجانب العملي التطبيقي من خلال المختبرات العلمية ومشاريع التخرج والتدريب الميداني لطلبتها.
وقال المهندس أيمن الحجاوي من "مؤسسة هشام أديب حجاوي العلمية"، إن التحدي في أي مؤسسة أو صرح علمي على مستوى العالم، هو مواكبة ما يحدث في العالم، مبينا أن ما حدث في العامين الآخرين هو دليل على أنه بدأ يتغير بشكل متسارع جدا، يتوجب علينا مجارة هذا التطور السريع.
وأضاف أن هذا التغيير يحتم علينا السرعة في التعامل والقدرة الكبيرة على استيعاب ما يحدث وما سيحدث، وهذا يفرض على هذه الكلية العريقة أن تواكب ما يحدث في العالم اليوم، مبينا أن التكنولوجية تتغير وفق نظام متزايد.
وجدد الحجاوي التأكيد على استعداد "مؤسسة الحجاوي" لدعم الكلية ومسيرتها، والبناء على ما حققته من نجاحات واكتسبته من عراقة اكاديمية، لموائمة وتعزيز قدرات الطلبة والأساتذة لمواكبة هذه التطورات السريعة، من خلال تغيير طرق التفكير الذهني نحو الإبتكار والإبداع.
وأكد عميد كلية الحجاوي للهندسة التكنولوجية الدكتور موفق العتوم، حرص الكلية على تنظيم هذه الفعالية السنوية لعرض انجازاتها وابراز نشاطات طلبتها واساتذتها في سياق التواصل والتفاعل مع المجتمع المحلي بكافة أطيافه، مبينا أن الاحتفالية هذا العام لها ميزة خاصة، تتمثل بوجود مؤسس الجامعة الذي أنشأ الكلية، بالإضافة لوجود الداعم والشريك الاستراتيجي للكلية مؤسسة هشام أديب حجاوي، والعمداء السابقين الذين تعاقبوا على خدمة الوطن من خلال هذا الموقع.
وأضاف لقد شهدت الكلية في الآونة الأخيرة تطورا وتوسعا كبيرا في البرامج والأنشطة والخدمات التي تقدمها لطلبتها وللمجتمع المحلي، فهي تمنح درجة البكالوريوس في 10 تخصصات، كما وتمنح الماجستير في خمسة تخصصات.
وأشار العتوم إلى أن هذا اليوم العلمي، يتضمن عددا من المعارض، منها المعرض العلمي لمشاريع طلبة الكلية وأبحاثهم المتميزة على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، بالإضافة لمعارض فنية بمجالات مختلفة لتمكين الطلبة من عرض أعمالهم الفنية والإبداعية، إلى جانب عدد من الجلسات النقاشية التي تتناول قضايا تتصل بالتعليم الهندسي وأثره الاقتصادي والاجتماعي وآليات تضمينه مهارات التفكير الريادي والإبداعي بطرق فعالة والتحديات التي يواجهها.
كما وكرم بدران على هامش حفل افتتاح هذا اليوم العلمي، عمداء الكلية السابقين، الذين تولوا عمادة الكلية خلال السنوات السابقة منذ تأسيسها.
يذكر أن هذا اليوم العلمي يتضمن العديد من الفقرات والنشاطات التي تتناول محاور عديدة تتصل بتعزيز مهارات الطلبة في الريادة ودور الجامعات في الابتكار في ظل الواقع والتحديات، بالإضافة لنشاطات تتضمن مقاطع تمثيلية وأداء موسيقي ومسابقات شعرية، ومعرض للتوظيف بمشاركة شريحة واسعة من الشركات والمؤسسات ومن القطاع الخاص.