رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مساد الاحتفال الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، وذلك بمشاركة كل من القاضي الشرعي الدكتور زيد الكيلاني، وعميد الكلية الدكتور آدم القضاة، والدكتور أسامة الفقير من الكلية.
ورحب القضاة في كلمته بالمشاركين والحضور بهذا الاحتفال الذي يأتي لإحياء ذكرى كريمة ومباركة وهي المولد النبوي الشريف، لافتا إلى أن هذه الاحتفالات تمكننا من ربط أبنائنا الطلبة بأحداث سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تلك السيرة العطرة التي تمثل منهاجا متكاملا لحياة المسلم في تعامله مع الأحداث العامة والخاصة، ولا شك أن يوم ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم يمثل انطلاق هذه السيرة حيث حمل ميلاده للناس أولى بشائر الرحمة والهدى للعالمين.
وقال القضاة إن هذا الاحتفال في بداية العام الجامعي يكتسب أهمية خاصة حيث شهدت جامعتنا عودة طلابها إليها وعودتها اليهم وسط تدابير خاصة نأمل من الجميع الالتزام بها لتستمر مسيرة العطاء على وجهها المنشود باذن الله.
وبدوره تحدث الكيلاني عن أسباب محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وكيفية التعبير عن حبنا له، ومعنى الصلة برسولنا محمد صلى الله عليه وسلم والتي هي بمثابة العهد والميثاق والبيعة سيسأل عنها العبد بين يدي الرسول عليه السلام فيكرم من صدق العهد، حتى اذا حانت ساعة اللقاء يكون لقاء الصادقين التابعين لقائدهم.
وأكد على أهمية الصلاة على النبي والمداومة عليها مستشهدا بالحديث النبوي الشريف "ما من مسلم يصلي علي إلا رد الله علي روحي فأرد عليه السلام" حيث تعتبر الصلاة على النبي أحد أشكال الصلة مع رسولنا الكريم، لافتا إلى أن الله تعالى في قوله الكريم "إنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" حيث جاء تعبير الصلاة على النبي في صيغة المضارع تأكيدا على ضرورة المداومة عليها.
واستعرض الكيلاني مجموعة من الأحداث من سيرة الصحابة رضوان الله عليهم وكيفية تجسيدهم لحب الرسول عليه السلام في حضوره وغيابه ومدى ارتباطهم فيه وحبهم له كالأحداث التي حصلت في حروب الردة، ومعركة حطين، ومعارك فتح بلاد فارس.
من جانبه قال الفقير في كلمته في ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم تعجز الكلمات ، وفي حبه تتيه العبرات والعبارات، مستعرضا اروع الامثلة في حب رسول الله وتقديره وتوقيره فهناك صحابي يستشهد دفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شعاره روحي دون روحك يا رسول الله، وصحابي آخر يفدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه فيصاب ويشج ويجرح و شعاره انا دونك يا رسول الله، وصحابية يخبرونها باستشهاد ابنائها وزوجها واخوها ثم تسأل ما صنع رسول الله حتى إذا رأته قالت كل أمر بعدك جلل يا رسول الله، وآخر يقول: أردت أن يكون آخر عهدي في هذه الدنيا أن يمس جسدي جسدك يا رسول الله.
وتابع الفقير حديثه متسائلا ماذا فعلنا لاظهار حبنا لرسول الله، وللاقتداء به، والسير على هديه، مشددا على أنه على كل واحد منا أن يعلم انه مسؤول عن اظهار حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: لو سئلت يوم القيامة ماذا فعلت من حبك لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل التزمت بشرعه، وهل تمسكت بهديه، هل صليت عليه، هل حدثت الناس عنه، هل جعلته قدوة لك في كل شئ؟، ماذا ستقول لرسول الله يوم ان ترد على الحوض؟.
ودعا أن لا نجعل الدنيا اكبر همنا وننسا الاخرة، وان لا نقدم أمر البشر على أمر الله، وأن لا نقدم مصلحتنا الشخصية على مصلحة المسلمين، وأن لا نحارب الله ودين الله بقصد او بغير قصد.
وحضر فعاليات الاحتفال نائبا رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش، والدكتور رياض المومني، وعدد من عمداء الكليات والمسؤولين في الجامعة، وحشد من طلبتها.