انهى فريق اثري من كلية الآثار والانثروبولجيا بجامعة اليرموك بإشراف الدكتور عاطف الشياب أعمال التنقيبات الأثرية العلمية في موقع أم قيس (جدارا) الأثري بالتعاون مع دائرة الاثار العامة، وذلك ضمن مساقات التدريب الميداني لطلبة قسم الاثار بكلية الاثار والانثروبولوجيا ، حيث تم تعليم وتدريب الطلبة المشاركين في الحفرية على طرق الحفر والتوثيق، وكتابة التقارير اليومية والأسبوعية والنهائية، وغسل ورسم الفخار وتاريخه وتصنيفة، والتدريب على أعمال التصوير ورسم الخرائط الكونتوريه والطبقات الاستيطانية وقياس الارتفعات في مربعات الحفر، إضافة الى توعية الطلاب والسكان المحليين بأهمية الموقع من الناحية التاريخية والأثرية .
وقد تم في هذا الموسم الكشف عن العديد من الآوابد والمعالم الأثرية في موقع أم قيس والتي تعود الفترة الهللينستية والرومانيه الإسلامية ،حيث تم الكشف عن بعض الجدران والارضيات والساحات والمنشآت المعمارية والتي تعود للفترتين الهللنستية والرومانية والتي من أهمها الساحة الغربيه للمعبد الهللنستي الموجود في وسط المدينه والتي تقع في الجهة الشمالية من الشارع الرئيس للمدينه ، وان اكتشاف الساحات الغربيه والاماميه للمعبد والتي اعيد استخدامها في الفترة الرومانية لغايات السكن والتخزين يعتبر من الاكتشافات النادرة في الاردن بشكل خاص والمنطقة بشكل عام، كما تم الاستمرار في الكشف عن امتداد النفق المائي المركزي والذي يعود للعصر الروماني والواقع تحت المعبد الهلنستي والذي يتصل بالنفق السفلي الممتد على طول الشارع الرئيس للمدينه المسمى شارع الديكومانوس وتبين ان هذا النفق المكتشف هذا العام يتصل بالنفق السفلي الممتد على طول الشارع الرئيس في ام قيس ليتلاقى مع الجسر المائي الموجود بالقرب من البوابه الشرقية للمدينة ، كما ان هناك نفق اخر يمتد من هذا الجسر المائي ليصل الى عين التراب ومن عين التراب يصل الى مدينة قويلبه(ابيلا ) ثم درعا حتى يصل مدينة مزيريب في سوريا حيث كانت تجر المياة من مدينة مزيريب في سوريا حتى تصل الى مدينه ام قيس الاثريه .
ويتوقع الشياب مدير المشروع ان هذه الاكتشافات الهامه ستساعد مستقبلا في تأهيل المنطقه لتكون جاهزة لاستقبال الزوار في مدينة ام قيس، وبالتالي الوصول الى تأهيل النفق المائي المذكور ليكون جاهزا لاستقبال السياح والزوار في المستقبل كنوع من سياحة المغامرة ، الامر الذي سيساعد في زيادة اعداد الزوار لمنطقه ام قيس .