رعى القائم بأعمال رئيس جامعة اليرموك الدكتور موفق العموش افتتاح ندوة "واقع التعليم الجامعي الأردني" التي نظمها قسم العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام، بمشاركة رئيس لجنة التعليم والشباب في مجلس النواب النائب الدكتور بلال المومني، وعدد من أعضاء اللجنة وهم مقرر اللجنة النائب المهندس عطا ابداح، والنائب الدكتور محمد أبو صعيليك، والنائب محمد المحارمة، والنائب الدكتور زهير السعيدين، بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني.
ورحب العموش في بداية حديثه برئيس وأعضاء اللجنة النيابية في رحاب جامعة اليرموك حاضنة التنوير والمعرفة ومصنع القادة، مشيرا إلى أن لقاء هذا اليوم يأتي لنتشارك الهموم والرؤى والتطلعات للوقوف على أبرز التحديات التي تواجه قطاع التعليم العالي لنتمكن من تحقيق انجازات وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني، لإيمان جلالته بـ أن هذا القطاع هو أساس التنمية، لاسيما وأن هذا القطاع ومنذ تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية شهد تطورا كميا ونوعيا كبيرا على مختلف الأصعدة، حيث شهد قطاع التعليم العالي خلال المئوية الأولى للدولة إنشاء 10 جامعات حكومية، و 16 جامعة خاصة، وجامعة إقليمية، وجامعتين بموجب قانون خاص، وتضم هذه المؤسسات ما يقارب 342 ألف طالب، منهم 40 ألف طالب وافد.
واستشهد العموش بما ورد في الورقة النقاشية السابعة لجلالة الملك عبدالله الثاني وكان عنوانها "بناء قدراتنا البشرية وتطوير العملية التعليمية جوهر نهضة الأمة" والتي ركز فيها جلالته على عدد من الرسائل وهي "فما من أمة تنهض بغير التعليم، وقد بات من البديهيات أن لا شيء يعدل التعليم في مسيرة بناء الدول، وتغيير وجه العالم، إلى الأجمل والأكمل والأفضل، ولا سيما في مرحلة باتت تتسابق فيها الأمم في اقتصاد المعرفة، واستثمار الطاقات البشرية"، و "لم يعد خافيا على أحد أننا نعيش في عصر تسارعت خطاه، وأننا لن نستطيع أن نواكب تحديات هذا العصر إلا بأدواته المعرفية الجديدة، ولا أن نلبي احتياجاته إلا بوسائله التقنية الحديثة"، والرسالة الثالثة وهي "ولا يمكننا في ظل هذا الواقع، أن نغفل عن التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التعليم، بدءا من الاعتراف بها، ومن ثم بذل الجهود لتجاوزها، وابتكار الحلول الناجعة لها، وصولا إلى نظام تعليمي حديث، يشكل مرتكزا أساسيا في بناء المستقبل المزدهر الذي نسعى إليه"، والرسالة الرابعة "على المؤسسات التعليمية أن تؤمن بما يتمتع به أبناء هذا الشعب وبناته من طاقات هائلة، وقدرات كبيرة، ومواهب متنوعة، وتسعى لاكتشاف هذه الطاقات، وتنمية تلك القدرات، وصقل تلك المواهب، وتحفيزها إلى أقصى حدودها، عبر أحدث الأساليب التعليمية التي تشجع على الفهم والتفكير، والفهم لا التلقين، وتجمع بين العلم والعمل، والنظرية والتطبيق، والتحليل والتخطيط".
وشدد العموش على أن الوطن يستحق حُسن الاستثمار في العقل البشري في الجامعات، وعلينا جميعا أن نعمل على تفجير طاقات الذكاء والابداع والابتكار لدى شبابنا ومواصلة العمل بجدية وإخلاص لتخريج الطاقات المبدعة وذات الكفاءة، مؤكدا استعداد الجامعة لمشاركة أعضاء اللجنة وأصحاب القرار بالمضي قدما في تطوير قطاع التعليم العالي ليتجاوز التحديات التي تواجهه وصولا لتحقيق تطلعاته وآماله.
بدوره أشاد رئيس اللجنة الدكتور بلال المومني في بداية حديثه بجامعة اليرموك التي تعد من الجامعات المرموقة والرائدة على مستوى المنطقة، لما تضمه من قامات علمية وطاقات طلابية يشار اليها بالبنان، لافتا إلى سعي اللجنة الدائم للتواصل مع مختلف مؤسسات التعليم العالي للوقوف على أبرز التحديات التي تواجهها والعمل جنبا إلى جنب لتحقيق التطور والمستوى المطلوب لهذه المؤسسات، مشيرا إلى أن من أكبر المعيقات التي واجهت هذا القطاع في آخر سنتين "جائحة كورونا" التي كان لها العديد من الانعكاسات السلبية على قطاعي التعليم والتعليم العالي أبرزها التحول إلى التعليم عن بعد، و الذي كان خيارا ضروريا وليس الخيار الأفضل.
وأكد المومني على الاهتمام الذي يوليه الهاشميون للتعليم منذ نشأة الدولة الأردنية، مستشهدا بما قاله جلالة المغفور له الحسين بن طلال خلال رعايته لحفل تخرج الفوج الثامن من طلبة الجامعة الأردنية "حينما قامت الجامعة الأردنية لم يكن من اهدافها أن تقدم للأردن أفواجا من ذوي الألقاب وحملة الشهادات ولكن هدفها الأكبر كان وسيبقى أن تقدم للأردن والعرب أفواجا من ذوي الطاقات وأصحاب القدرات"، مؤكدا أن ما يصدر عن الهاشميين هو منهاج للعمل وأسلوب تدار فيه الدول، مشددا على ان الأردن الآن أحوج ما يكون لذوي الهمم والطاقات والقدرات القادرة على رفعة هذه الأمة وتنميتها وتطويرها، كما أننا بحاجة إلى قراءة الرسائل الملكية بشكل صحيح وترجمتها على أرض الواقع والسير بها باتجاهها الصحيح.
وأكد المومني على مسؤولية الجامعات في تخريج الطاقات الشبابية المبدعة والمؤهلة والقادرة على دخول سوق العمل المحلي والخارجي بكفاءة واقتدار، بالإضافة إلى حرص الجامعات على التطوير المستمر للنهوض بمختلف البرامج التي تطرحها، والعمل على استحداث التخصصات المواكبة للمستجدات المتنوعة في مختلف حقول العلم، بما يلبي احتياجات سوق العمل.
ومن خلال مداخلاتهم أكد أعضاء اللجنة على ضرورة اهتمام الجامعات بمخرجات عملياتها التعليمية ومتابعة الخريجين من قبل الإدارات الجامعية، ومدى ارداك الجامعات لأهمية مفهوم السياحة التعليمية وتطبيقها، كما أكدوا على أهمية إحداث نقلة نوعية في التخصصات التي تطرحها الجامعات والتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية لتفادي مشكلة زيادة معدلات البطالة بين الشباب الجامعي.
وأكد أعضاء اللجنة كذلك على أن الحرية قرينة الابداع ويجب أن يمنح عضو هيئة التدريس الحرية الكاملة داخل الغرفة الصفية، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة سياسات القبول الجامعي والاستثناءات المختلفة التي يتضمنها هذا القبول، ومدى انعكاس هذه الاستثناءات على مستوى مخرجات العملية التعليمية في الجامعات، لافتين إلى أهمية تشكيل لجنة علمية في الجامعات مختصة في تقييم البحوث العلمية ونشرها، داعيين إلى ضرورة معالجة أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة في بحوثهم العلمية لمشاكل المجتمعات في مختلف المجالات مما يمكنهم من ترجمتها على أرض الواقع وإحداث التغيير الإيجابي المنشود منها.
وأكد عميد كلية الإعلام الدكتور خلف الطاهات، على أن تنظيم هذه الندوة الحوارية اليوم يأتي ضمن أدوار جامعة اليرموك وكلياتها في التواصل مع مختلف الجهات والمؤسسات الوطنية ذات العلاقة، وفي مقدمتها بالتأكيد مجلس النواب بصفته جهة تشريعية ورقابية، من خلال لجانه المتخصصة المختلفة.
وأضاف أن كلية الإعلام بوصفها رائدة كليات الإعلام في المملكة، و واحدة من أعرق الأكاديميات المتخصصة بعلوم الإعلام والاتصال في المنطقة العربية والإقليمية، لتضطلع بدور هام فيما يخص الرسالة الإعلامية الوطنية، من تخريجها لـ كفاءات علمية وعملية مؤهلة للقيام بهذا الدور بكفاءة واقتدار.
وطالب الطاهات بـ إنصاف خريجي كليات الإعلام، في ظل الحديث الدائر عن تدريس التربية الإعلامية في المدارس، مشددا أهمية ضرورة تعيين هؤلاء الخريجين لتدريس هذه المادة بوصفهم الأكثر جاهزية من الناحية الأكاديمية والعملية لتدريسها، لضمان ايصال وغرس فكرة التربية الإعلامية ومضمونها وهدفها المنشود في الأجيال الناشئة، بدل اناطة مهمة تدريسها لمعلمين بعيدين عن مضمونها من حيث الاختصاص والدراية العلمية.
وأشار مدير الندوة مساعد عميد كلية الإعلام لشؤون ضبط الجودة الدكتور فرحان علميات، إلى أهمية مناقشة موضوعات التعليم الالكتروني سلبياته وإيجابياته، وعدم استقرار التشريعات في منظومة التعليم العالي والثغرات التي تعتريها، واستقرار الإدارات الجامعية ، والحاكمية والحوكمة وتغول بعض الإدارات على أعضاء الهيئة التدريسية، ومديونية الجامعات، وتفاوت الحقوق المالية لأعضاء الهيئة التدريسية من جامعة إلى أخرى، ودور الجامعات في تنمية المجتمعات، ومآلات البحث العلمي في الجامعات، وزيادة القبول عن طاقتها الاستيعابية.
وفي نهاية الندوة، التي حضرها رئيس قسم العلاقات العامة والإعلان في كلية الإعلام الدكتور خلف الحماد، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية وطلبة الكلية، نقاش موسع حول واقع التعليم الجامعي في المملكة، والمشاكل التي تعاني منها جامعتنا الأردنية و التخصصات المطلوب طرحها واستحداثها والتي يحتاجها سوق العمل ، و تأثير جائحة كورونا على العلمية الأكاديمية في هذه الجامعات.