رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور نبيل الهيلات – رئيس مجلس كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، احتفال الجامعة بمنح وزير الثقافة الأسبق الشاعر حيدر محمود، جائزة عرار للإبداع الأدبي لسنة 2021 "حقل الشعر"، والتي تمنحها الجامعة بالتعاون مع مؤسسة إعمار إربد.
وقال الهيلات في كلمته خلال الاحتفال الذي جرى تنظيمه في مدرج عرار في مبنى الندوات والمؤتمرات، إن جزءا أساسيا من رسالة جامعة اليرموك منذ انطلاقتها المباركة قبل نيف وخمسة وأربعين عاما، هو إحياء المناسبات، وإقامة الفعاليات التي تحمل معاني الوفاء وتجسد تكريم العطاء، بكل أبعاده المادية والمعنوية، ولا سيما العطاء الذي يخاطب أرواحنا، ويرسم معالم وجداننا، ويبعث إشراقات الجمال في نفوسنا.
وأضاف نجتمع اليوم لنكرم شاعراً كبيراً، ورمزاً وطنياً مضيئاً في سماء شعرنا العربي المعاصر، هو شاعرنا الفذ الأستاذ حيدر محمود، الذي اختارته جامعة اليرموك / كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، لنيل جائزة عرار للإبداع الأدبي لهذا العام في حقل الشعر، ضمن إجراءات تم فيها التقيد بالأسس الناظمة لهذه الجائزة الصادرة سنة ألفين وعشرين وتعليمات كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية رقم واحد لسنة ألفين وأربع عشرة.
وأشار الهيلات إلى أن اختيار حقل الشعر من بين الحقول الخمسة التي تمنح فيها الجوائز وهي " الشعر والرواية والقصة القصيرة والمقالة الأدبية والنص المسرحي"، جاء لكون الشعر هو عنوان الثقافة العربية في مختلف عصورها، فكان من الطبيعي أن نستهل مسيرة هذه الجائزة بهذا الفن الأصيل الذي جعل من وصف الأمة العربية بالأمة الشاعرة، وصفاً لا مبالغة فيه، وفي مكانه حقاً.
وتابع: في هذه المناسبة أتقدم بكل مشاعر الاحترام لشاعرنا الكبير معالي الأستاذ حيدر محمود، الذي أتاح لنا بشعره الجميل وشمائله الأصيلة، أن نحيا فرحة الشعر، بل فرحة الفن النقي المصفى، في هذا اليوم بل في كل يوم، كما لا يفوتني أن أشكر مؤسسة أعمار إربد على دعمها السخي لهذه الجائزة، ممثلة برئيسها دولة الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، وسعادة المهندس منذر البطاينة، وكل السادة أعضاء مجلس المؤسسة، وأشكر كذلك كل من شارك وأسهم في إنجاز هذا الحدث الثقافي المهم، ولا سيما لجنة التحكيم الموقرة.
وقال شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية الدكتور نبيل حداد في كلمته، إننا نكرّم اليوم هذا المبدع الكبير الذي خاض غمار الفن القولي ودنيا الإبداع الشعري فإننا نتطلع إلى السعي لإبراز اهتمام جامعتنا بالحركة الثقافية في بلادنا العزيزة وتأكيدها السعي لتكريم رموز هذه الحركة ممن كان لهم الباع الطويل في التغني الجميل بأمجاد الوطن والإسهام الجليل في كتابة صفحاته المشرقة.
وتوجه حداد بالشكر لرئاسة الجامعة على دعمها واهتمامها ومتابعتها للعمل، مما كان له الأثر الكبير في إنجاز هذا الحدث الثقافي وفي المضي قدما في فعاليات الكرسي وبرامجه القادمة، شاكرا ايضا لجنة التحكيم وأعضاء مجلس كرسي عرار، ودائرة العلاقات العامة والإعلام، ومختلف وسائل الإعلام، ومركز التعلم الإلكتروني ومصادر التعليم المفتوحة، وكادر كرسي عرار، وكل من ساهم في نجاح هذا الحفل.
بدوره القى عضو لجنة تحكيم الجائزة الدكتور موسى ربابعة كلمة أوضح فيها أن لجنة التحكيم التي تضم أيضا الدكتور يونس شنوان، والدكتور محمد الزعبي ارتأت منح جائزة عرار للإبداع الأدبي 2021 للشاعر حيدر محمود الذي جسد شعره الحس الوطني وعزز الهوية والانتماء حتى لقب بشاعر الضفتين، ولأن شعره يمثل إرثا أدبيا مهما امتد على مدى عقود طويلة تحدث فيه عن الانسان والمكان، ولأن قصائده تعبر عن أحداث العصر بأسلوب شعري يمتاز بالسلاسة والوضوح، وتلامس لغته نبض القارئ، وتعكس نصوصه الشعرية مستوى راقيا من الجمالية شكلا ومضمونا.
وأضاف أن شعر حيدر محمود يمتاز بخصوصية التجربة الشعرية حافظ من خلالها على روح الشعر العربي الذي يجمع بين التراث والمعاصرة، وأسهم في تطوير القصيدة العربية ، ودافع عن القضايا الوطنية والقومية والانسانية العادلة.
وقدم الدكتور بسام قطوس من كلية الآداب ورقة حول شعر حيدر محمود، قال فيها إن هذه ليست دراسة لشعر حيدر محمود، فالمناسبة لا تحتمل ذلك، وإنما هي كلمة عامة من قارئ عاشق لشعر حيدر محمود بمقدار عشق حيدر لعمان القديمة.
وتابع : قصائد حيدر محمود تمثل واحدة من لحظات المكاشفة الشعرية التي تحضر فيها الذات / ذات الشاعر أو التاريخ الذاتي والشعري للشاعر، الذي غنى للأردن: سهوله وجباله وأوديته، بله ناسه وجيشه وملكيه، وقد خص عمان بلدا وعاصمة ورمزا بجزء كبير من شعره، وارتبط شعره بالمغفور له الملك الحسين بن طلال ارتباطا لا يخفى على أحد.
وقال الشاعر حيدر محمود في كلمته خلال الاحتفال: شكرا لجامعة اليرموك، هذا الصرح العلمي الشامخ في الوطن وعلى المستويين العربي والعالمي، مضيفا :" وأنا لا أجامل وأخص بالشكر في هذا الصباح الذي أسميتموه بـ الصباح اليرموكي، وأنا أضيف الصباح اليرموكي العظيم".
وتابع: أسجل لهذه الجامعة المتميزة، بإنها الجامعة الوحيدة التي خصصت كرسيا مهما لشاعر أردني بغض النظر من هو، وبالصدفة أن هذا الشاعر هو عرار، الذي عندما يُذكر تذكر إربد أو العكس، وعندما تذكر جامعة اليرموك، تذكر إربد وعرار.
وزاد: الشكر لإربد التي تحتضن هذه الجامعة، وتقوم بما هو أهله لرعاية أكثر من مئة جنسية من الطلبة والأساتذة الذين يعيشون فوق هذه الأرض الطيبة وفي كنف هذه الجامعة التي تربطني بها علاقة استثنائية خاصة تعرفونها.
وتوجه الشاعر حيدر محمود بالشكر لـ أساتذة الجامعة، الذين اعتبرهم مشاريع شهداء للعلم والوطن، مبينا أن الشهادة هي أمنية كل واحد منا، وهل هناك أسمى من أن نكون شهداء للوطن قبل أي شيء آخر.
وأضاف من أولى من إربد بـ ان تكون جامعة عرار، أو أن تكون جامعة عرار، إحدى منجزاتها الكبار، مشيرا إلى أنه لا يوجد مدينة في الكون كله، أولى من أن تكون مدينة لعرار من إربد، وجامعة عرار بالتأكيد.
وشدد على أنه و على المستوى الشخصي مُنح العديد من الجوائز محليا وعربيا و عالميا، معتبرا أن هذه الجائزة اليوم هي أهم جوائزه، والسبب هي "العلاقة الشخصية الحميمة التي تربطه بـ عرار".
وعلى هامش الإحتفال، كرم الهيلات مجموعة من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة، كما وشمل التكريم المهندس منذر بطاينة من مؤسسة إعمار إربد، وأعضاء لجنة التحكيم للجائزة كل من الدكتور موسى ربابعة ، والدكتور محمد الزعبي، والدكتور يونس شنوان، وعريف الحفل الدكتور أحمد أبو دلو.
كما وشمل التكريم كل من رامي حداد ولين الرفاعي من كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، واسماعيل الصباحين من دائرة العلاقات العامة والإعلام، وأنس العمري من إذاعة يرموك أف.أم.