استضافت مكتبة الحسين بن طلال في جامعة اليرموك اللقاء الخامس عشر من لقاءات "نادي الكتاب" الذي تشرف عليه المكتبة، بالتنسيق مع مديرية ثقافة إربد، ويديره الروائي هاشم غرايبة.
وقد تم تخُصيص اللقاء الخامس عشر الذي أُقيم باستخدام تقنية زووم لمناقشة العمل القصصي "القدس وحدها هناك" للأديب الفلسطيني محمود شقير، واستضاف اللقاء المؤلفَ، والأستاذة الدكتورة عالية صالح من جامعة عمَّان الأهلية، وشارك فيه الأستاذ الدكتور نايف العجلوني من قسم اللغة العربية بجامعة اليرموك، والدكتور عبد الله طوالبة، ومجموعة من الأديبات والأدباء، بالإضافة إلى أعضاء من نادي الكتاب وإلى طالبات وطلاب من جامعة اليرموك، وحضر اللقاء مدير المكتبة الدكتور عمر الغول.
وفي بداية اللقاء رحَّب الروائي هاشم غرايبة بالمؤلِّف وبالحضور، وقال إن قصص "القدس وحدها هناك" تهدف إلى الدفاع عن القدس من خلال التعريف بأهلها، وأنها تعبِّر عن نبض المدينة وشريان الحياة فيها.
ثم تحدَّث محمود شقير في إيجاز، فذكر أنَّ هذا العمل الأدبي يتحدَّث عن القدس في ظلِّ الاحتلال، ويبيِّن أنَّ للناس في القدس أهمِّية تزيد على أهميِّة الحجر.
وأفاضت الأستاذة الدكتورة عالية صالح في التعليق على العمل، فقالت إن قصصه تُقرأ متفرِّقة ومجتمعة، فهي تذكِّر بقصص "سداسية الأيام الستة" لإميل حبيبي. ونوَّهت بأن القصص عبرت الزمان، وأظهرت فعالية أصحاب الأرض، وصوَّرت حياتهم اليومية. وقالت إن للعمل سياق روائي، وأن لغته شعرية، وينتشر الخوف والقلق في قصصه، ونبَّهت إلى أن المؤلف جسَّد في القصص الأساسي وتجاوز عن التفاصيل. وجملة القول عندها إن المجموعة بُنيت بحيث تظهر التضاد في حياة فلسطيني القدس، في جوانب مختلفة، أهمها التناقض مع الاحتلال.
وتحدَّث الأستاذ الدكتور نايف العجلوني عن الجنس الأدبي للعمل، فقال إنه نوع من الكتابة الأدبية يسمح بتداخل الأجناس والتقنيات الفنية السردية والشعرية والسينمية؛ فالمقاطع القصصة التي يبدو كل واحد منها مستقلًا بنفسه تحاكي تنقية التقطيع السينمائي التي تنقل المشاهد من مشهد آخر في كلٍ متكامل. ونبَّه العجلوني إلى شعرية اللغة التي استثمرها شقير في التعبير عن كثير من المواقف الحميمة، ومن تجليات هذه الشعرية عناوين القصص القصيرة التي جاءت موحية إيحاء، ومن عناصرها أيضًا تكرار الوقوف عند الشرفات والشبابيك.
وذكر الأديب والصحفي الدكتور عبد الله الطوالبة أن قصص العمل نابضة بالحياة تدلُّ على صلة المؤلف بالقدس، ورأى أن العنوان "القدس وحدها هناك" يدل على أن هذه المدينة لا تقبل أي احتلال. وتساءل الدكتور الطوالبة عن السبب في اكتفاء المؤلف بذكر الأيوبيين من بين الشعوب التي حكمت المدينة.
ونبَّه أحمد زكارنة إلى أن المكان يتخذ مكانة خاصة في أعمال محمود شقير، فالعمل يحكي سردية المكان مع الآخر، المحتل. وقال إن حضور المكان في أعمال محمود شقير يدفع القارئ إلى التساؤل إن كان هذا الانشغال بالمكان يدل على علاقة فقد أم امتلاء بالمكان؟
وأكدت فهمية غنايم أن العمل القصصي يشكل أساسًا لدى محمود شقير، وأنه اتخذ القصة القصيرة وسيلة لتوثيق الأحداث بين الزمان والمكان، ليشكل وثيقة تاريخية واجتماعية جمالية للمجتمع الفلسطيني، وهو مجتمع في حاجة ماسة إلى التوثيق نظرًا لما وقع عليه وعلى تاريخه من تزوير على أساس من الأساطير التوراتية.
وقالت الدكتورة سماح خصاونة من جامعة اليرموك إن محمود شقير من أوائل الكتاب الذين تبنَّوا قضايا التنوير في أعمالهم، وأنه من أوائل الذين رسَّخوا فن القصة القصيرة جدًا في الأدب العربي. وأضافت أن محمود شقير وُفق في تحويل القصة القصيرة جدًا إلى متوالية سردية تجمع الوحدات السردية الصغيرة في بناء واحد.
ورأى إبراهيم أبو حمَّاد من طلبة الدراسات العليا بجامعة اليرموك أن عنوان العمل يدل على أن القدس محاصرة ومعزولة. ونبَّه المهندس يوسف ردايدة إلى أوجه الشبه بين عمل محمود شقير وقصيدة تميم البرغوثي "في القدس"، إذ يؤكد الأديبان، كلٌ بطريقته، أن القدس لأهلها، على الرغم من تعدد الشعوب والسلطات التي تداولت عليها.
وشارك في اللقاء أيضًا من نادي الكتاب هادية السرحان وروند كفارنة، ومن طالبات وطلبة جامعة اليرموك ياقوت بني ياسين، وحنان عابد، وسارة الجعفري، ورغد قبلاوي، ومحمد حلالشة.
وفي نهاية اللقاء، أجاب الأديب محمود شقير على أسئلة المشاركات والمشاركين وملاحظاتهم.
وأدارت اللقاء السيدة سوزان ردايدة، مشرفة النشاط الثقافي في المكتبة، وأداره فنيًا السيد سامي أبو دربية، رئيس قسم الدعم الفني، والسيد عبد القادر عوَّاد من القسم.