تشرف جامعة اليرموك ممثلة عن الأردن بحثيا على تنفيذ مشروع بحثي لارسال عينات بكتيرية لدراستها في الفضاء الخارجي، وذلك بالتعاون مع مؤسسه الفضاء البريطانية KSF Space Foundation .
وقالت الدكتورة حنان ملكاوي من قسم العلوم الحياتية في الجامعة مديرة المشروع انه وفي ظل جائحة كورونا الصحية أصبحت الأبحاث العلمية وبكافة مستوياتها تتوجه لدراسة العينات الفيروسية والبكتيرية على مدار الساعة، وبحسب ما أعلنته مؤسسة الفضاء البريطانية فإن الأردن يتصدر قائمة الدول العربية في دراسة إمكانية نمو وسلوك الكائنات الحية الدقيقة متمثلة بأنواع متعددة من البكتيريا الحية، في مجال انعدام الجاذبيه في الفضاء وتاثير انعدام الجاذبية على هذه العينات البكتيرية.
وأوضحت أنه وضمن المشروع والذي يعد الأول على مستوى الدول العربية المدعوم من جامعة اليرموك يتم حاليا في المختبر البحثي في الجامعة تحضير ودراسة العينات البكتيرية لتحميلها وإرسالها في الكبسولة الفضائية المصنعة من قبل مؤسسة الفضاء الدوليه، حيث ستنطلق الكبسولة من المملكة المتحدة إلى الفضاء لتصل إلى ارتفاع ما بعد الغلاف الجوي وأول طبقة في المدار الفضائي المنخفض، وستعود الكبسولة إلى الأرض بعد يومين على حد أكثر ليتم دراسة سلوك الخلايا البكتيرية الحية قبل اطلاقها في الكبسولة الفضائية وبعد عودتها وهبوط الكبسولة الفضائية بسلام من نقطه الانطلاق، مشيرة إلى أنه سيتم تحديد استجابات الكائنات الحية الدقيقة (الخلايا البكتيرية) لعوامل عديدة في الفضاء تتضمن انعدام الجاذبية، والإشعاع، وتأثيرها على العمليات والوظائف الخلوية والتركيب الوراثي والتحور الجيني في الكائنات الحية الدقيقة.
وأضافت ملكاوي أن استخدام البكتيريا في هذه الدراسات البحثية قد يوفر أدلة على الآليات الأساسية المسؤولة عن التكيفات الفسيولوجية والجينية التي يواجهها البشر في الفضاء، لافتة إلى أنه سيتم تحديد موعد اطلاق الكبسولة في شهر حزيران من العام الجاري 2021، بحضور مجموعة من الباحثين والمهتمين بعلوم الفضاء، معربة عن شكرها لمؤسسة الفضاء البريطانية على مشاركتها في تنفيذ هذا المشروع وسعيها إلى دعم ومساندة العديد من المشاريع البحثية للجامعات العربية والدولية، من أجل دعم البحث العلمي وتنميه الافكار والابتكارات التطبيقيه في الفضاء.
ويذكر أن الدكتورة الملكاوي مديرة المشروع حاصلة على درجة الدكتوراة في تخصص الكائنات الحية الدقيقة والبيولوجيا الجزيئية، ودرجة الماجستير في علم الجراثيم والصحة العامة من جامعة ولاية واشنطن الأمريكية، و لها إنجازات بحثية مميزة في مجالات التكنولوجية الحيوية وتكنولوجيا النانو وتطبيقاتها في الطب والبيئة والزراعة والغذاء والصناعة، وما يزيد عن 70 بحث منشور في مجلات عالمية مرموقة، وعدد من براءات الاختراع، ومن ضمن الأبحاث المنشورة لها "عزل ودراسة الكائنات الحية دقيقة المقاومة للظروف البيئية القاسية ومقدرتها على تحمل هذه الظروف والعيش بهذه البيئات، مثل الملوحة الشديدة في بيئة البحر الميت، ودرجة الحرارة العالية في الينابيع الحارة، والبيئة الجافة، والبيئة الملوثة بالمواد الخطرة".