نادي الكتاب في مكتبة الحسين بن طلال يناقش "القُرْمِيَّة" لسميحة خريس

مناقشة نادي الكتاب لرواية القرمية

 

استضافت مكتبة الحسين بن طلال اللقاء الثاني عشر من لقاءات "نادي الكتاب" الذي تشرف عليه المكتبة، بالتنسيق مع مديرية ثقافة إربد، ويديره الروائي هاشم غرايبة. وخُصص اللقاء الذي أُقيم باستخدام تقنية زووم لمناقشة رواية "القُرْمِيِّة" للروائية الأردنية سميحة خريس التي حضرت اللقاء وشاركت فيه.

كما وشارك في اللقاء الذي حضره مدير المكتبة، الدكتور عمر الغول، أستاذ الأدب العربي  بكلية الآداب – جامعة اليرموك الدكتور نبيل حداد، والدكتورة نسرين أختر خاوري من جامعة دي بول الأميركية التي ترجمت الرواية إلى الإنكليزية، وحضر معها طالبها زكريا أوستررايشر الذي يُعدُّ رسالته للماجستير في الأدب العربي النسوي. وحضر اللقاء أيضًا عدد كبير من المهتمات والمهتمين من نادي الكتاب والمجتمع المحلي، بالإضافة إلى طالبات وطلاب الجامعة.

وأكَّد حدَّاد أن رواية "القُرْمِيَّة" محطة مهمة في مسيرة الرواية الأردنية، وأنها تُعد مقاربة فنية لأحداث الثورة العربية الكبرى؛ فهي رواية تاريخية فيها خطان، أحدهما تارخي والآخر تخيلي. وقال إن سميحة خريس نفخت في خطوط السرد أنفاسًا ملحمية، متمثلة بالبُعد الجمعي، والعنصر الشعري، والاستبعاد الزمني، والسعي إلى الانتصار. وقال حدَّاد إن الرواية اشتملت على أربعة مستويات للتعبير اللغوي هي: الخطاب الروائي التقليدي، والأداء الشعري المباشر، والخطاب الشعري المكثَّف الذي أضفى على العمل ثقلًا ملحميًا، والخطاب التاريخي.

وأكدت الدكتورة نسرين أختر خاوري وجود علاقة خاصة بين مترجم العمل ومؤلفه. وبيَّنت أن من أهم مقوِّمات ترجمة العمل الأدبي اكتشاف صوت المؤلف؛ ليتمكن المترجم من نقل النص بخصوصياته ونبضه. ونوَّهت إلى أن نص رواية "القُرْمِيَّة" صعب الترجمة لاحتوائه على قصائد كان ينبغي نقلها في سياقها، واضطرت المترجمة، إلى ذلك، إلى إضافة الحواشي لتعريف القارئ الأجنبي ببعض الشخصيات التاريخية المذكورة في الرواية. وذكرت الدكتورة نسرين أن الرواية تُعد مشروعًا توعويًا لإعادة كتابة تاريخ الثورة العربية الكبرى، وللتصدي للرواية الغربية لأحداث تلك الثورة، ومن ذلك الصورة النمطية التي خلقها الغرب عن المرأة العربية، فالمرأة في الرواية ذات مساهمة حقيقية في الأحداث وفي الحياة، خلافًا للنظرة الغربية.

وانتقلت الدكتورة أختر خاروي إلى الحديث عن المكان في الرواية، فنبَّهت إلى أن خريس ربطت التاريخ الأردني بالمكان، وأنها لم تؤلف الرواية إلا بعد أن زارت الأماكن التي جرت فيها أحداث الثورة العربية الكبرى، لتتمكن من إضافة الواقعية على نص الرواية.

كما و أكدت الدكتورة نسرين أختر خاوري أن الأديب الأردني وجد مكانه في الحيِّز العالمي، وأنه لا بد من ترجمة الأعمال الأدبية العربية إلى اللغات العالمية، وفي مقدمتها الأعمال الأدبية الأردنية.

من جهتها، علقت الأديبة سميحة خريس على آراء المتحدثين بقولها إن هدف الرواية كان إيصال صوت من ليس له صوت في أحداث الثورة العربية الكبرى، فالكتب التي أرخت للثورة لم تؤرِّخ للإنسان الذي صنعها وشارك فيه، وأكدت أن البُعد التخيلي هو الذي حمل الرواية بما فيها من أحداث تاريخية واقعية.

ونوه الطالب الأميركي زكريا أوستررايشر بأن الرواية تكشف عن جانب من شخصية المرأة العربية والبدوية يخالف الصورة النمطية للمرأة في الذهن الغربي، وتساءل عن الطريقة التي اتبعتها مؤلفة الرواية في التمييز بين الروايات الشفهية من حيث الصحة والدقة، فأجابته الأديبة سميحة خريس بأنها اطلعت على عدد كبير من المصادر المتعلقة بالثورة العربية الكبرى، لكنها ترى أن الروائي ينتقي من الروايات التاريخية ما يناسب قناعاته، فهي لم تكن معنية بتوثيق الرواية الحقيقية لأحداث الثورة العربية الكبرى، وإنما بإقناع القارئ بأن الرواية التي ضمنتها في عملها الأدبي هي الرواية الحقيقية.

وتحدث في اللقاء أيضًا يوسف ردايدة من نادي الكتاب فنبَّه إلى الشبه بين رواية "القُرْمِيَّة" وخماسية "مدن الملح" لعبد الرحمن منيف، وأكد أن الرواية تقوم على المزاوجة بين الخط التاريخي والخط التخيلي، وكذلك فعلت مرام رحموني من نادي الكتاب، وإبراهيم الشبيل من طلبة الجامعة. ونبَّه محمد الشواشرة من طلبة الجامعة أيضًا إلى استخدام المؤلفة للعامية مما أدَّى إلى إغناء النص. وأضافت هيفاء شرادقة من موظفات مكتبة الحسين بن طلال إلى كثرة الاستعارات في الرواية، والأمثال العامية، والشعر الشعبي، وإلى دقة المؤلفة في نقل الأحداث التاريخية.

وأدارت اللقاء مشرفة النشاط الثقافي في المكتبة سوزان ردايدة، ، وأداره فنيًا رئيس قسم الدعم الفني سامي أبو دربية.

 

 

YU
إعــداد الكفــاءات العلميــة فــي مختلــف حقــول العلــم والمعرفــة مــن خـلال تقديــم تعليــم متميــز، وإنتــاج بحـث علمـي إبداعـي يخـدم المجتمـع ويسـهم فـي بناء اقتصـاد المعرفـة مـن خـلال إيجـاد بيئـة جامعيـة محفـزة للإبداع، ومــن خــلال حريــة الفكــر والتعبيــر والاستجابة لمتطلبــات المجتمــع والتطــور العلمــي.

اتصل بنا

  •  اربد- الاردن, ص.ب 566 الرمز البريدي 21163
  •  yarmouk@yu.edu.jo
  •  7211111 2 962 +
جميع الحقوق محفوظة © 2024 جامعة اليرموك.
+96227211111Irbid - Jordan, P.O Box 566 ZipCode 21163