أ.د. زيدان كفافي - رئيس جامعة اليرموك
تحلُّ علينا اليوم الذكرى السادسة والعشرين لميلاد سمو ولي العهد المحبوب الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظه الله ورعاه، مستذكرين مسؤوليات كبيرة نهض بها سموّه وحملها بحكم موقعه وليّاً للعهد، ليكون سنداً قوياً إلى جانب جلالة الملك في تحمل المسؤولية ويكتسب منه الحكمة والفطنة والخبرة والصبر في تدبير أمور البلاد والعباد.
ولعل المتابع لنشاطات سموه الميدانية بشكل خاص يلحظ أنه لا يدّخر جهداً على جميع الصعد المحلية والإقليمية والعالمية في سبيل رفعة الوطن وتعظيم المنجز الوطني الأردني، وبهذا يستلهم رؤاه وعزيمته من مدرسة القصر الملكي الهاشمي.
تعجز الكلمات عن وصف خصائل سموه الحميدة الكثيرة، فهمّ الوطن همّه، وتراه يحمل طرود الخير ويوزعها بهمة عالية على مستحقيها، وتجده يتابع التعلم والتعليم، ويزور الناس مطمئناً عنهم، ومواسياً لهم في أحزانهم، وقليل ما ينزع عن نفسه لباس العسكرية مثبتاً أنه جندي وطني دائماً في الميدان، فهو أخ لكل أردني وأردنية، ولا يدرك عمق معنى هذا إلا من يتتبع تحركات الأمير الشاب بين إخوانه وأخواته من رجالات الوطن وسيداته وشبابه، متنقلاً بين القرى والأرياف وبيوت العزاء يقوم بواجبه الذي يفرضه عليه ضميره الهاشمي اليقظ وإحساسه الأخوي النبيل تجاه كل فرد من أبناء وطنه.
حين نكتب عن سمو ولي العهد لا نستأذنه لأننا إن فعلنا ذلك جزمنا أنه لن يدعنا، فهو الأمير الذي يزداد تواضعاً وقناعة برغبته أن تمرّ كل تحركاته دون إطراء أو مديح أو إشارة، وأنه إنما ينطلق في كل عمل ينهض به بحماس شديد ومنقطع النظير، وهو المثال للجندي المواطن الذي يهتم بشؤون وطنه ويعرف ما هو مسند إليه من مهام جِسام فيضطلع بها على أحسن حال، وتراه يوجّه هنا وينصح هناك، ويزرع في نفس كل من يلتقي به الأمل والتفاؤل والإيجابية والاعتقاد بأن القادم لهذا
أفضل، بحول الله.
أما نحن في جامعة اليرموك فإننا نستذكر عيد ميلاد ولي العهد بمزيد من الإجلال والإعتزاز، إذ شرفنا سموه كان قبل نحو عام، حين تفضل برعاية حفل تخريج طلبة الدراسات العليا. هذه الزيارة، والتي نتمنى تكرارها، زادت اليرموك ألقاً ووضعتها أمام مسؤوليات جديدة. وما زالت أصداء كلمة سموّه بما انطوت عليه من معان ودلالات وقيم تؤكد على عمق نظرته وبُعد تفكيره في تحقيق وتدعيم أسس ومعالم النهضة والتنمية الشاملة في ربوع الوطن، وما ذلك عن سمّوه بغريب وهو الذي شرب حب الوطن والتفاني في خدمته من المدرسة الهاشمية العظيمة خلقاً وعلماً ومعرفة.
نبارك لسمو الأمير الحسين عيد ميلاده السادس والعشرين ولا يفوتنا في حجم المقالة المتاحة لنا أن نتوقف على طبيعة ونوعية المبادرات التي أطلقها سموه في مناسبات عديدة مثل مبادرة "ض" التي أعادت الألق للغة العربية، ومبادرة منصة "نوى" لمضاعفة العمل الخيري ومبادرة "حقق" لتعزيز مهارات القيادة لدى الشباب ومبادرة "قصي" لتأهيل معالجين رياضيين ومبادرة مصنع الأفكار للتحفيز على الإبتكار، فكل عام وسموه وجلالة الملك وجلالة الملكة والأسرة الأردنية بألف خير،
والعقبى لمائة سنة وأكثر.