كتب رئيس الجامعة الدكتور زيـــدان كـفــافــي، مقالا بعنوان "في عيد الجلوس الملكي"، تلك المناسبة الوطنية الكبيرة التي تحتفل بها الأسرة الأردنية الواحدة اليوم – الثلاثاء.
وتاليا نص المقال :
تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة في التاسع من حزيران بعيد جلوس قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم على العرش، وهي مناسب
غالية على قلوبنا، تملأ النفوس كبرياءً وفخراً بالانجازات التي دونها جلالته في
سجل الأردن ليثبت بالفعل لا بالقول أن حياة الأمم لا تقاس بالسنوات بقدر ما تقاس بحجم الانجازات التي تتحقق على ارض الواقع، وقد استطاع جلالته أن يحقق نجاحا باهرا في سنوات حكمه المديد إن على المستوى الداخلي وما شهدته المملكة من نقلات نوعية شاملة لمختلف الميادين والمجالات و الإصلاحات الاقتصادية وغيرها أو على صعيد تطوير علاقات الأردن العربية والدولية لتكريس دور الأردن المحوري في قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
إحدى وعشرين سنة مضت على تسلم جلالته العرش ولا تزال الصورة حية ماثلة كما هي، وشاهدة على ولادة مرحلة جديدة من مراحل صناعة الانجاز والبناء والعمران للولوج بالأردن فوق عقبات الجغرافيا المحدودة بالزمان والمكان، والوصول إلى آفاق مفتوحة لا حدّ لها تقرأ معها مقولة ( أما الرجل الصانع للأحداث فهو رجل أحداث أفعاله هي نتائج طاقات وملكات، ذكاء حاد وإرادة قوية وشخصية بارزة ).
عيد الجلوس الملكي ذكرى تستوقفنا في كل عام ونعيشها بمزيج من المعاني والمشاعر المتضافرة والأحاسيس الجياشة والدلالات المتنوعة المستمدة من بصيرة جلالته الذي يرى أن العمل والإخلاص به يأتيان في مقدمة الإشارات الدالة على حب الوطن والانتماء إلية، لذا فان جلالته لم يجعل من ذكرى جلوسه وعيد ميلاده وغيرهما من مناسبات الوطن الخالدة أياما للاحتفال والتباهي، بل لترجمة ما تعنيه هذه المناسبات من أفعال تحدث تحولات كبيرة ونهضة تنموية اقتصادية وسياسية واجتماعية شاملة.
المنجزات التي سطرها جلالة الملك عبر سنوات حكمه المديدة – بإذن الله – لن تعطى حقها وكفايتها بعجالة، فما يشهده الأردن اليوم من تقدم ونهضة إنما هو نتاج جهد موصول وعطاء صادق وانتماء كلله جلالة الملك لمستقبل الأردن و تحسين مستوى ونوعية حياة المواطن عماد التنمية ومركزها الرئيسي، لذا فان الحديث عن عيد الجلوس الملكي تتعدد جوانبه بحجم ما استطاع جلالة الملك تحقيقه، فقد عمل جلالته على صون وحماية قواعد الدستور التي قامت عليها المملكة الأردنية الهاشمية، وتعزيز الحياة الديمقراطية، كما تقدمت الوحدة الوطنية أهداف جلالته وأولوياته إيماناً منه أن مواجهة التحديات الخارجية تتطلب حشداً كاملاً لطاقاتنا الأمر الذي لا يكون إلا بتمتين الجبهة الداخلية ورصّ صفوفها وخلق المناخ الإنتاجي الفعال، كما جسد جلالته مفهوم التنمية السياسية التي يشارك بها كافة قطاعات المجتمع وقواه السياسية حيث النزاهة والمساءلة والشفافية وحيث سيادة القانون والعدالة والمساواة وحيث مشاركة فاعلة وحقيقية للمرأة الأردنية والشباب الاردني وتفعيل طاقاتهم واستثمارها في شتى مناحي الحياة.
الجلوس الملكي مناسبة تبعث في الأردنيين العزيمة التي تتسم بسعي الجميع نحو الصالح الوطني العام الذي يؤدي إلى تحقيق السعادة والاطمئنان والسكينة والأمان، فالمجتمع الأردني وبفضل بصيرة وحكمة جلالته يسير بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل واعد زاهر يسوده الخير والعطاء و يقوم على دعائم العلم والمعرفة مما يتطلب جهداً مخلصاً وعملاً دءوباً لمواكبة التطورات وتسخيرها لخدمة الأردن وحل مشاكله وتحقيق طموحاته.