وجهت اللجنة المنظمة للمؤتمر الدولي الإلكتروني الأول للأوبئة عبر التاريخ، في جامعة الكويت، رسالة شكر وتقدير إلى رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، لمشاركته العلمية الفاعلة في هذا المؤتمر الذي نظمه قسم التاريخ والآثار في كلية الآداب عن بُعد، خلال الفترة من 20-21 نيسان الماضي.
كما وشددت اللجنة في رسالتها على أهمية التعاون العلمي والأكاديمي مستقبلا بما يحقق المصلحة ويخدم البحث العلمي.
وكان كفافي قد شارك بورقة علمية بعنوان" ثلاث حالات مرضية في العصور الحجرية في شرقي المتوسط"، أكد فيها أهمية فهم المظاهر الإنسانية الحضارية وتطوراتها، ونقل التطورات الثقافية وما واجهته البشرية من أمراض وأوبئة عبر العصور، وبالتالي هذا يتطلب منا دراسة وفهم البيئة التي نشأت فيها هذه الحضارات والطريقة التي تفاعل فيها الناس مع هذه البيئات.
وعرض كفافي أمثلة لبعض الأمراض التي وجدت خلال العصور الحجرية، مبينا أن البيئة التي يعيش فيها الإنسان ربما تكون هي الداء والبلاء، ومن الأمثلة على ذلك مرض الملاريا الذي ينتشر في مناطق المستنقعات، فإن تواجد الناس في بيئة كهذه، معرضون بطبيعة الحال للإصابة به.
وقدم كفافي ايضا في ورقته البحثية هذه ايجازا حول ثلاثة أنواع من الأمراض التي تم التعرف عليها من عصور ما قبل التاريخ، اولها مرض الشلل، الذي أصيب به شخص نياندرتالي (أي قبل ظهور الإنسان العاقل)، و دفن قبل أكثر من خمسين ألف عام في كهف شانيدر في جبال كردستان شمال العراق، حيث تم بتر ذراعه وتعرض بعدها لشلل نصفي، مشيرا إلى أن هذه الحادثة تدل على معرفة متقدمة بكيفية التعامل مع الحالات المرضية الإنسانية.
اما المرض الثاني فـ يُعتقد بأنه النزيف الدماغي، وهنا يُشير كفافي في ورقته العلمية إلى أنه تم العثور على عدد من الجماجم البشرية في موقع تل السلطان/ في مدينة أريحا - فلسطين، تعود لحوالي عشرة آلاف عام من الوقت الحاضر، وجدت مدفونة دون أجسادها، واحدة منها كانت تحمل ثقوباً في أعلاها، مما جعلنا نعتقد أن حفر هذه الثقوب كان مقصوداً للتخلص من نزيف في الدماغ، والله أعلم.
وأشار كفافي إلى أن المرض الثالث ، كان اكتشاف ثلاث حالات لمرض السُل تعود لما قبل حوالي تسعة آلاف عام، في موقع عين غزال – شرق العاصمة الأردنية عمّان، لافتا إلى أن هذا التشخيص تم بناء على دراسة قام بها ثلاثة من متخصصي الأنثروبولوجيا العضوية، مبينا ان هذه الحالات المكتشفة تعد الأقدم على مستوى العالم، حتى الآن.