احمد الحوراني
ما كانت جامعة اليرموك التي تقارب الخمسين من عمرها المديد يوما إلا مع الوطن وللوطن ولم تغب شمسها الحرة عن ساحة الأحداث التي شهدتها المملكة في مراحل هامة من تاريخها بل كانت في موضع القلب والرئة منها فما وهنت ولا استكانت ولا لانت لها قناة وكانت كما أريد لها أن تكون جامعة تعيش مع الأردن وتلبي حاجاته التنموية والبشرية التي أسهمت في رفد وتعزيز مسيرة التنمية والتحديث جنبا إلى جنب مع القيادة الهاشمية الحكيمة
اليرموك التي يتقدمها اليوم رئيسها ذو الخلق العظيم الدكتور زيدان كفافي تنهض بواجبها الأردني النبيل النابع من إحساس صادق وتقف الى جانب الوطن في هذا الظرف الاستثنائي الذي القى بظلاله علينا وتسخر امكاناتها البشرية والفنية والعلمية لدرء مخاطر فيروس كورونا الذي تعلم الجامعة أنه يحتاج إلى تضافر جميع الجهود وأن عليها كمؤسسة وطنية رائدة مسؤوليات جسام ينبغي القيام بها فكانت الاستجابة عاجلة من إدارتها التي ما توانت يوما عن نجدة الوطن وتلبية ندائه.
بالأمس وفي غضون ساعات قليلة من إعلان حملة التبرع لغايات دعم جهود الحكومة من خلال وزارة الصحة في مكافحة هذا الفيروس اللعين ..قالت أسرة الجامعة كلمتها وما تواكل أحد من رئيس وعميد ومدير وإداري ومستخدم إلا ولبى الواجب وجادت نفسه بما يستطيع ووصل المبلغ لنحو خمسة عشر ألف دينار لغاية اللحظة وهو آخذ بالازدياد..وما هذا النهج بغريب لأن الشيء من معدنه لا يستغرب فهؤلاء هم اليرموكيون جزء من وطنهم وقد وعوا طبيعة دورهم في هذا الظرف الدقيق فما قالوا لا ولم يقبلوا أن يكونوا مع القاعدين من الخوالف
هكذا كانت اليرموك وهكذا ستبقى درة في جبين الأردن ومحط ثقة القائد الذي ضرب لنا أروع الأمثلة للقائد الرائد الذي يتقدم الصفوف ولا ينأى بنفسه عن الناس...ولئن قلنا شكرا جزيلا من الأعماق للفزعة الوطنية البرموكية فحسبي أن أحد من الزميلات والزملاء لا ينتظرون الشكر لأنهم سيقولون أن هذا جزء مما علينا لحماية وطننا