احـــمـــد الــحــورانــي
تعنينا الكتابة عن كلية الإعلام في جامعة اليرموك ليس من قبيل الثناء عليها بقدر ما هو اعتزاز بوجودها كطائر يفرد جناحيه على امتداد مساحات شمال المملكة، بعدما كانت في الزمن الماضي حلماً ثم ما لبث أن تحقق وبرعاية ملكية سامية ومباشرة من لدن القائد الرائد جلالة الملك عبد الله الثاني الذي أدرك منذ تسلمه سلطاته الدستورية بأن الوطن بحاجة إلى مؤسسة إعلامية كفوءة تسهم في التوعية والتوجيه الوطني وتحمل رسالة الأردن الحديث إلى العالم بأسره، نقية صافية، من خلال صحافة حرة مسئولة تتميز بالرصانة والاتزان والمصداقية، وإذاعة مسموعة ومرئية تنفتح على شؤون الوطن، كل الوطن، وتعبر عنها بواقعية، وتستقطب ذوي الرأي الصادق الأمين الموضوعي بغض النظر عن آرائهم وأفكارهم، وكلُّ ذلك في إطار من حرية التعبير بمسؤولية لا تفتئت على قيم الوطن ولا تهمل إنجازاته، ولا تستغل أجواء الديموقراطية للإساءة إليها بحيث تقيّم بوعي وتنقد بإيجابية، فالكلمة بلسم شاف بيد المخلص المسؤول وسيف قاتل بيد الظالم أو المتجني.
هكذا كانت كلية الإعلام في جامعة اليرموك وهكذا أُريد لها، فكانت على قدر مطامح جلالة الملك وتطلعاته وها هي ما انفكت تؤدي رسالتها وتعبّر بصدق عن واقع هذا الوطن وجهوده وانجازاته ومسيرته الديمقراطية ومناخ الحرية المسئولة التي يعيش، إذ تحرص على تربية الناشئة من طلبتها وتُعظّم فيهم حب الوطن وتغرس في نفوسهم قيم الأصالة والمعاصرة وتحيطهم علماً ومعرفة بالتحديات الماثلة التي تواجه الوطن والأمة ليصبحوا أكثر إدراكاً ووعياً وفهما لما يحيط بهم، الأمر الذي يشكل جوهر دعوات وتوجهات الملك الذي يريد أن يكون للشباب دورهم بالمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل وطنهم.
الرعاية الملكية المباشرة والحثيثة لكلية الإعلام التي توُّجت نهاية الأسبوع المنصرم بهدية ملكية ثمينة بتقديم عربة للنقل الخارجي في مسعى من جلالته لتعبيد الطريق أمام الطلبة الأردنيين والعرب الدارسين فيها للمواءمة بين النظرية والتطبيق، لم تكن هي المؤشر أو المرة الأولى التي تحظى بها من قبله، فجلالة الملك قد كرّس نهجاً بات جلياً وواضحاً في المشهد الوطني جسّده في المتابعة الشخصية لكل شاردة وواردة تُعنى بالوطن، فهو الذي تفضل قبل نحو ثلاثة عشر سنة من الآن بوضع حجر الأساس للكلية، وتحت رعايته السامية تم افتتاح الكلية، وطالبات كلية الإعلام كان لهنّ الشرف بأن منحهن جلالة الملك قلادة إجراء أول مقابلة صحفية تحدث فيها القائد عن جوانب أخرى في شخصيته في إطارها الإنساني، وكان هذا تقديراً منه لمخرجات الكلية المتمثلة بوجود طلاب نُجباء يريدون أن يكونوا شيئاً في المستقبل وقدموا مبادرات ريادية وأفكار نالت رضى الملك وإعجابه.
ختاماً تدرك إدارة جامعة اليرموك والقائمون على كلية الإعلام أن الرعاية الملكية لكليتهم كمنجز وطني هاشمي، تضعهم أمام مسؤوليات جديدة في التعاطي معها لتعدُّ للوطن كفاءات مؤهلة في ميادين الإعلام ولتمسك زمام أمر الوطن وتسهم في تبيان حقيقته ودوره في نهضة الامة ورفعة شأنها وما قدمه الهاشميون منذ فجر ثورتهم العربية الكبرى.