رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي افتتاح فعاليات مؤتمر "حوار الثقافات: السياحة والسلام"، الذي نظمته كلية السياحة والفنادق في الجامعة بالتعاون مع السفارة الفرنسية في عمان، بحضور السفيرة الفرنسية فيرونيك فولان، ويستمر يومين.
ورحب كفافي بالمشاركين في فعاليات المؤتمر في جامعة اليرموك، لافتا إلى أن السياحة تعتبر نشاط عالمي يضم أشخاصا من أصول وثقافات مختلفة، وتتضمن مفاهيم متعددة كالتنوع والحوار بين مختلف الثقافات، واحترام الآخر، والسلام، والاستدامة، مشددا على ضرورة احترام السياحة للسكان المحليين للموقع السياحي والزائرين له كذلك، إضافة إلى الإرث الثقافي لهذا الموقع وبيئته.
وأشار إلى أنه ونظرا إلى أن قطاع السياحة يضم أشخاصا من خلفيات ثقافية متنوعة فيتحتم عليه لعب دور محوري في تعزيز التسامح والتفاهم والسلام بين الثقافات والأديان المختلفة، فالسياحة بإمكانها أن تحقق السلام العالمي والنمو، داعيا المشاركين في فعاليات المؤتمر الخروج بتوصيات من شأنها أن تتحق على أرض الواقع.
بدورها ألقت السفيرة فولان كلمة خلال الافتتاح أشارت من خلالها إلى أننا نجتمع اليوم للحديث حول قطاع هام ومحوري بالنسبة للاستقرار والاقتصاد الأردني، مشيدة بجهود كلية السياحة والفنادق في اليرموك التي استطاعت جمع المختصين والمهتمين في هذا المجال من مختلف الدول العربية والأوروبية لتبادل خبراتهم ومعارفهم في القطاع السياحي، لافتة إلى أن السياحة تعتبر صناعة رئيسية في فرنسا حيث يبلغ عدد السياح خلال العام الواحد في فرنسا حوالي 90 مليون.
وأكدت دعم السفارة الفرنسية للقطاع السياحي الأردني والجامعات الأردنية، وذلك انطلاقا من العلاقات الدبلوماسية المتينة التي تربط البلدين، مؤكدة أن أي تعاون بين المؤسسات الفرنسية والأردنية من شأنه أن يوطد العلاقات الثقافية والاجتماعية التي تسهم في فهم الشعبين للعادات والتقاليد والمفاهيم الخاصة بفرنسا والأردن.
من جانبه قال عميد كلية السياحة والفنادق رئيس المؤتمر الدكتور محمد الشناق إن الكلية تتطلع على الدوام لتحقيق التميز والجودة الاكاديمية للبرامجها العلمية فضلا عن إجراءها للبحوث العلمية المتميزة في المجال السياحي، لافتا إلى أن السياحة تعتبر من أساسيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية اللتان تسهمان في تنمية الدول بشكل عام.
وأشار الشناق إلى أن صناعة السياحة في الأردن استطاعت عبر السنوات أن توفر العملات الصعبة، والفرص الوظيفية لآلاف الأردنيين، بالإضافة إلى دور السياحة الهام في تنمية وتطوير بعض المناطق الفقيرة في الأردن.
وقال إن ترجمة ثقافة الموقع السياحي بشكلها الصحيح للسياح تمكنهم من فهم والتعرف على ثقافة وطبيعة البلد المستضيف بشكل جيد، الأمر الذي يسهم في تصحيح أي صورة خاطئة قد تكون تشكلت لدى سياح من خلال الوسائل الإعلامية المختلفة، مؤكدا على دور السياحة في الترويج للحوار البناء بين الثقافات المختلفة، وجسر الفجوة فيما بينها، بالإضافة إلى إسهامها في تحقيق السلام العالمي.
وحضر فعاليات الافتتاح عدد من عمداء الكليات، وأعضاء الهيئة التدريسية والمسؤولين في الجامعة.
وتضمن برنامج المؤتمر في يومه الأول جلستي عمل، ترأس الأولى الدكتور عبدالقادر عبابنة، وتضمنت موضوعات " التنوع في السياحة من أجل السياحة والسلام المستدام" شارك فيها كل من الدكتور إيفينو باتريك والدكتور جان ميشيل شابويس من جامعة السوربون الفرنسية، و "إدارة الضيافة والثقافة وأصول المدينة في الثقافة والسياحة" لجيرالد باير من جامعة أنجر الفرنسية، و "السياحة وعلوم حفظ التراث: الواقع والتحديات" للدكتور فادي بلعاوي عميد كلية الملكة رانيا للسياحة التراثية، و" الوجهة الآمنة في ظل الوضع غير المستقر في الشرق الأوسط" للدكتور جلال عفيفي من جامعة السلطان قابوس في عُمان.
وتضمنت الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور سعد السعد، موضوعات "صورة السويد في عيون المهاجرين" للدكتور سالم حرحشة من جامعة اليرموك، و" بطء الطعام والسفر البطيء" للدكتور رافا حداد من جامعة فيلادلفيا، و" تجارب سيدات الأعمال في صناعة السياحة في الأردن" لكل من الدكتورة أريج العودات، وهالة بشابشة من جامعة اليرموك، و"نحو الترويج لمفهوم السياحة للجميع: الإمكانات والآفاق" للدكتور مأمون علان من الجامعة الأردنية.