أحـمـد الحـورانـي
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
أحسنت جامعة اليرموك صنعاً حين استجابت إدارتها على عجل لنبض طلبة تقدموا بمبادرة على شكل سؤال" لماذا يحصد جلالة الملك عبد الله الثاني جوائز دولية رفيعة بين الحين والآخر" وهل أن ما يتمتع به الملك من صفات قيادية لا تتوفر عند سواه، وحينما يطرح مثل هؤلاء الطلبة تساؤلاً كبيراً بهذا الحجم فإن أبرز أولويات الجامعة تصبح تتمحور في ضرورة إجابتهم على هذه الاستفسارات وغيرها لا لتعريفهم بالمزيد عن شخصية قائدهم التي حازت إعجابهم وأطلقوا عليه وصف" شخصية عالمية".
الجامعة حاورت الطلبة يوم أمس واتخذت للإجابة على تساؤلات الطلبة شكل جلسة حوارية قُرأت فيها بعض من ملامح ومكونات الشخصية القيادية التي يتحلى بها الملك وتبيان وشرح المبررات والمزايا الضافية التي كانت وراء تنادي مؤسسات وجامعات ومعاهد دولية لمنح جلالة الملك جوائز وشهادات دكتوراه فخرية إذ لم يغب جلالته عن منصات التتويج منذ تسلم سلطاته الدستورية مما يؤكد أنه ومنذ بواكير حكمه كان قائداً حظي بمتابعة واهتمام دوائر السياسة العالمية وقادة الفكر والرأي والمثقفين والإعلاميين، وفي كل مرة كانت بواعث منحه هذه الجائزة أو تلك تختلف عن سابقتها إن كان جُلّها جاء اعترافاً وتقديراً لدور جلالته في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية وجهده المكثّف في تعزيز مبادئ الحوار والتعايش بين أتباع مختلف الأديان.
أهمية ما فعلته جامعة اليرموك بحوارها للطلبة حول موضوع هام كهذا، كان نابعاً من إدراكها لمسألة غاية في الأهمية لا بد من تعميمها ومؤداها أن هؤلاء الطلبة الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثامنة عشرة إلى العشرين عاماً كانوا قد ولدوا بالتزامن مع اعتلاء جلالة الملك عرش المملكة في العام تسعة وتسعين أي أنهم بحاجة إلى المزيد من التعمق في قراءة فكر ونهج جلالة الملك لا سيما وهم يمثلون جيل الشباب وهي الفئة التي أثارت إعجاب وانبهار القائد الذي عبّر في أكثر من مناسبة عن تعظيمه لعقولهم وإبداعاتهم وطاقاتهم الخلاقة التي لا وأن يفجّرونها فيما يسهمون من خلاله ببناء وطنهم.
جميل جدا أن يتداعى طلاب الجامعات للبحث في أسباب تميز قائد الوطن لأنهم يدركون أن فوزه يعني فوز بلدهم وفوزهم وبالتالي إعلاء سمعتهم ورفعة مكانتهم، والأجمل هو الاستمرار بمحاورة هؤلاء الشباب الذين إن مكّناهم علمياً ومعرفياً وثقافياً جعلنا منهم معاول بناء وتدعيم لمسيرة التنمية بالوجهة التي يرنو ويتطلع إليها الملك، ولعمري أن الجامعات كحاضنات لعشرات الآلاف منهم هي الأولى بالنهوض بمثل هذا الدور الهام، ففي أذهان الطلبة الكثير من الأسئلة عن الوطن وهمومه وتحدياته، وعن قائده وكيف استطاع أن يقود المملكة وسط تحديات ماثلة من كل جانب.
الملك شخصية عالمية، عنوان لجلسة حوارية ينبغي أن تتكرر وأن يعمم نموذجها، لأن خروج الطلبة من مائدة مستديرة تناقش فكر وسياسة جلالة الملك امر مهم للغاية إذا ما أردنا أن نعظّم في الناشئة حب الوطن والانتماء الصادق إليه.