أنهى فريق قسم الآثار في كلية الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة اليرموك أعمال موسم التنقيب الثاني في موقع ام السرب في محافظة المفرق, التي ينفذها القسم من خلال المشروع المشترك مع جامعة باريس الأولى والمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي, ممثلين بكل من الدكتور بيير- ماري بلان، والدكتور بييرو جيلنتو، والدكتورة ابولين فيرنيه، والدكتور غورغن دافتيان، وبالتعاون مع دائرة الآثار العامة، وبدعم من عمادة البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعة.
وأشار مدير فريق جامعة اليرموك الدكتور خالد البشايرة أن أعمال التنقيب الأثري للموسم الثاني من العام 2019م إستمرت لمدة ثلاثة أسابيع (12-31/10/2019), وتركزت في استمرار التنقيب في المنطقة (A) في جنوب الموقع، لافتا إلى أنها تضمنت تدريب طلبة الماجستير المشاركين ضمن الفريق على أعمال التنقيب والتوثيق الأثري للموقع, وإستخدام جهاز المحطة الشاملة (Total Station) في التطبيقات المساحية, بالإضافة لقراءة أولية للفخار المكتشف وتوثيق التسلسل الطبقي لمحاولة فهم طبيعة الإستيطان الذي ساد في الموقع.
وبدوره أوضح الدكتور معن عموش الأستاذ المشارك في الآثار الإسلامية, والباحث المشارك في المشروع أن الفخار الإسلامي الأيوبي والمملوكي لا سيما المصنوع يدويًا (HMPW) ، وكذلك المزجج ((glazed) بالإضافة للفخار البيزنطي والروماني الذي تم إكتشافه في الموسم الثاني 2019م يدل على تميز موقع ام السرب من الناحية الإستيطانية خلال هذه الفترات وخصوصاً الفترة الإسلامية, علماً أن موقع التنقيب شهد كذلك استيطاناً كثيفاً ومستمراً إمتد من الفترات الإسلامية وحتى الفترة الرومانية المتأخرة؛ حيث تم الكشف عن أساس جدار يقع في القطاع الشمالي الغربي من المنطقة (A) ويتصل هذا الجدار بجدارٍ آخر في جهة الجنوب وقد أمكن تأريخ الجدار الذي يقع في القطاع الشمالي الغربي إلى الفترة الرومانية المتأخرة؛ وهذا ما أكّدته لُقى الفخار في تلك الطبقة. وقد تمّ العثور في القطاع الجنوبي من المنطقة (A) خلال هذا الموسم على بقايا تنورٍ ثانٍ أسفل التنور الأول الذي تمً إكتشافه خلال الموسم الماضي 2018م, حيث تشير القراءات الأولية للفخار إلى أنه يمكن إرجاع إستخدام كلا التنورين للفترات الأموية والعباسية, القرن الثامن الميلادي.
وقد ضم فريق جامعة اليرموك كل من التقني الميداني موسى سربل، والمصور حسين ديباجة، والطالبين وسيم جرادات وهبة أبو دلو من قسم الآثار، إضافة لمندوب دائرة الآثار العامة من مكتب آثار المفرق محمد الزهد.
ويشار إلى أنه سيتم دراسة وتحليل اللقى الأثرية المتنوعة في الفترة القادمة من خلال استعارة بعضها من مديرية آثار المفرق لربط نتائج وبيانات موسمي 2018م و 2019م مع بعضهما البعض لإيضاح طبيعة الإستيطان المكثف الذي شهدته منطقة التنقيب في موقع ام السرب, حيث أن هذه المعطيات والنتائج شجّعت الفريق على الإستمرار في التخطيط للعمل الميداني لمواسم قادمة.