رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي فعاليات المؤتمر الدولي "الاتجاهات الحديثة في صناعة السياحة والآثار: الواقع والتحديات"، والذي نظمته المنظمة الاورو عربية لأبحاث البيئة والمياه والصحراء، في مدينة انتاليا التركية، بمشاركة 200 باحث وأكاديمي من 11 دولة، 80 منهم من الأردن.
والقى كفافي كلمة في افتتاح المؤتمرأشار فيها إلى أن انعقاد مثل هذا المؤتمر يدل على الاهتمام الكبير الذي توليه الدول لصناعة السياحة بشكل عام، وللآثار بشكل خاص لافتا إلى ان صناعة السياحة التي تعتمد بشكل رئيسي على الإمكانات المادية والبشرية للدول، تشكل مصدراً هاماً من مصادر الدخل القومي لدول العالم قاطبة، وعنصراً أساسياً في الاقتصاد العالمي، الأمر أدى إلى وجود تنافس بين الدول على استقطاب المجموعات السياحية، ووضع البرامج الخاصة بها، وتسهيل إقامتها وحركتها ن مشيرا إلى أن منظمة السياحة العالمية تتوقع أن يصل عدد السياح في العالم خلال عام 2020 إلى 6ر1 مليار سائح.
وأضاف أن سياحة القرن الحادي والعشرين تختلف جل الاختلاف في مكوناتها وأساليبها وأدواتها عنها في القرون السابقة، وخاصة بعد الثورة الرقمية واستخدام أدواتها في العمل السياحي، مشددا على ضرورة أن تكون صناعة السياحة والاثار من الاولويات لدى الدول العربية، واتخاذها للإجراءآت وسن التشريعات الهادفة إلى تأمين تنافسية قطاعاتهم السياحية مع مثيلتها في العالم، لاسيما وأن دولاً عدة مثل تركيا والصين والولايات المتحدة الأمريكية وتايلاند وكوريا الجنوبية ودبي، قد ضخت أموالاً طائلة وقدمت عروضاً سياحية مخفضة وجاذبة للسياح في الاونة الأخيرة.
وقال كفافي إن عدد السياح في الأردن يتزايد من عام لآخر، نظرا لمقوماتها الطبيعية وموقعها الجغرافي، ومعالمها التراثية التي تجعلها مقصدا سياحيا رائدا، إضافة لمقومات أخرى كالمواقع الدينية وخاصة الكنائس الأثرية (المغطس) والمساجد الأثرية (عجلون) وأضرحة الصحابة (غور الأردن والكرك)، وخصوصية السياحة العائلية، لافتا إلى أنه ورغم وجود هذه المقومات إلا أن تطور صناعة السياحة في الاردن يواجع العديد من العوائق كضعف الاستثمارات الوطنية الخاصة، والنقص الشديد في السياحة الترفيهية، وغياب الاستراتيجيات السياحية الهادفة إلى تحقيق صناعة سياحية متطورة ومستدامة، وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها بعض المؤسسات الحكومية في بعض من الدول العربية، لا بد من الاعتراف من أن الحالة السياسية غير المستقرة في كثير من البلدان الواقعة شرقي البحر المتوسط قد أثرت كثيراً على القطاع السياحي في المنطقةن مشددا على ضرورة، توفير المصادر المالية لتمويل المشاريع السياحية، وتنشيط صناعة السياحة، والاستثمار في البنية التحتية السياحية، وتطوير المواقع الأثرية وتأهيلها للأغراض السياحية، ومشاركة القطاع الخاص، وانشاء مجلس للتنمية السياحية في البلدان المهتمة بالسياحة بما يتفق مع تحقيق أهداف هذه الصناعة الهامة، ولترويج المناطق سياحيا، وتسهيل منح التأشيرات السياحية، جنبا إلى جنب مع ضرورة إنشاء نظام لقياس مؤشرات الأداء السياحي، خاصة وأن السياحة تشمل قطاعات واسعة من المؤسسات مثل الفنادق والمطاعم ومراكز التسوق والترفيه، إضافة إلى مواقع السياحة الطبيعية والتراثية.
كما قدم كفافي خلال المؤتمر ورقة بحثية بعنوان " مقومات السياحة في شمالي الأردن: نظرة عامة".
وقد شارك في المؤتمر عدد كبير من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.