أكدت الدكتورة أنجاد محاسنة من قسم الترجمة في جامعة اليرموك أن مشروعها البحثي "عدم دقة ترجمة آيات الجهاد في القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية وربطها بالإرهاب وتشويه صورة الإسلام في المطبوعات الغربية بعد ظهور داعش" هدف إلى تقصي عدم دقة ترجمة آيات القران الكريم المتعلقة بالجهاد وأية صور نمطية عن الإسلام والمسلمين في المطبوعات الغربية بعد ظهور تنظيم داعش عام 2014.
وأضافت خلال إعلان نتائج مشروعها البحثي، ان الدراسة التي أجرتها خلال المشروع شملت 66 كتاباً تم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات: الأولى تضم الكتب المؤلفة من قبل كتاب غربيين بعد 2014 وعددها سبع وثلاثين كتاباً، و الثانية تضم اثنا عشر كتاباً لمؤلفين عرب ومسلمين والثالثة تضم سبعة كتب لمؤلفين غربيين قبل 2014، لافتة إلى أن الهدف من تناول هذه الكتب هو مقارنة أية اختلافات في درجة العدائية ضد المسلمين أوأي اختلاف في تفسير آيات الجهاد.
وأوضحت محاسنة أنه تم رصد جميع آيات الجهاد المتكررة في هذه الكتب والسياقات التي وردت فيها ومقارنتها بتفسير ابن كثير لمعرفة أسباب نزولها وتوضيح معناها، مشيرة إلى أن نتائج الدراسة أظهرت أن معظم آيات الجهاد التي ذكرت في المجموعة الأولى والثالثة أخذت خارج سياقها، ولم تتحرى الدقة في نقل المعنى المراد أو تم ذكر جزء منها فقط، دون ذكر بقية الآية التي توضح عادة قيود الجهاد وأحكامه، الأمر الذي ساهم وبشكل كبير في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب وإظهار الإسلام على أنه دين يدعو إلى العنف والتطرف والإرهاب.
وقالت إن المجموعة الثانية أظهرت تفسيرات وشروح توافقت مع تفسير ابن كثير في معظم الأحيان.
وخلصت الدراسة والمدعومة من صندوق دعم البحث العلمي والابتكار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إلى أن تشويه صورة الإسلام قد بدأ قبل ظهور تنظيم داعش ولكن درجة التشويه زادت وتفاقمت بعد ظهوره، وذلك بسبب التغطية الإعلامية المعادية للإسلام من جهة، وادعاءات داعش وغيرها من التنظيمات المتطرفة الأخرى لإقامة دولة إسلامية.
وقدمت الدراسة بعض الاقتراحات لرأب الصدع بين الغرب والمسلمين من خلال توضيح صورة الإسلام الحقيقية في الإعلام والمجتمع الغربي على حد سواء.