رعى رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي فعاليات الحفل الختامي لمشروع "ريادي"، والذي تنفذه الجامعة ضمن إطار منحة برنامج HOPES الممول من الصندوق الإئتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي للاستجابة للأزمة السورية "صندوق مدد"، والذي تقوم بتنفيذه الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD بالشراكة مع المركز الثقافي البريطاني، وكامبوس فرانس، والهيئة الهولندية للتعاون الولي في مجال التعليم العالي Nuffic.
وأكد كفافي في كلمة القاها خلال الحفل حرص الجامعة على توفير البيئة التعليمية السليمة لطلبتها، وطرح البرامج الأكاديمية المتنوعة التي تلبي طموحاتهم، وضم الكفاءات المتميزة إلى كوادرها التدريسية والإدارية، وذلك بهدف إعداد طلبتها وتأهيلهم بالمهارات الريادية اللازمة لتمكينهم اقتصاديا واجتماعيا في المجتمع، وتشجيعهم على الابداع والابتكار ليكونوا مواطنين منتجين يتمتعون بالنزاهة، والتسامح، والقدرة على استشراف المستقبل، لافتا إلى ان جامعة اليرموك استطاعت تحقيق التوازن بين برامجها الأكاديمية التي تتناول مختلف العلوم الإنسانية، والعلمية، والطبية، وأنها تسعى وعلى الدوام من أجل استحداث البرامج الأكاديمية الجديدة التي تواكب التغيرات التي يشهدها العالم في مختلف الحقول العلمية.
وأوضح أن اليرموك وفي إطار دعم اللاجئين ومساندتهم باعتبارها إحدى المؤسسات الوطنية في الأردن، وانطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المحلي، فقد كانت اليرموك الرائدة في إنشاء مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية عام 1992، وبتوجيهات من صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، ليكون مركزاً أكاديمياً بحثيا ريادياً متميزاً متخصصاً في قضايا اللجوء في المنطقة والعالم، موضحا أن الجامعة ومنذ بدء الأزمة السورية نفذت ما يقارب العشرين مشروعا دوليا لخدمة اللاجئين السوريين في إقليم الشمال، وتأهيلهم وإعدادهم ليكونوا أفراد منتجين في المجتمعات المضيفة.
بدوره أوضح مدير المشروع، مدير دائرة العلاقات والمشاريع الدولية بالجامعة الدكتور موفق العتوم، أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا في الأردن عام 2018 بلغ 657628، وأن عددا كبيرا منهم تمركزوا في إقليم الشمال وخاصة في محافظة اربد، الأمر الذي شكلا ضغطا كبيرا على المجتمع الأردني وخاصة على القطاع التعليمي وسوق العمل، ومن هنا جاءت فكرة المشروع بضرورة التركيز على ريادة الأعمال واكساب الشباب المهارات المناسبة وتأهيلهم لبناء مستقبلهم الذين يطمحون إليه، حيث تم من خلال المشروع إنشاء حاضنة أعمال داخل الحرم الجامعي أتاحت الفرصة للشباب الأردنيين واللاجئين السوريين لتصميم وتطوير افكارهم الريادية وتحويلها إلى مشاريع مدرة للدخل وتخدم أبناء المجتمع، حيث تم عقد دورات تدريبية للطلبة المشاركين في المشروع حول ريادة الأعمال والتكنولوجيات المتطورة ذات الصلة، وتنفيذ أفكارهم المبتكرة في الحاضنة، وربط رواد الأعمال المستضافين ببرامج تسريع الأعمال لمساعدتهم في بدء أعمالهم الخاصة، مستعرضا خطوات تنفيذ المشروع ، وورش العمل التي تم عقدها للمشاركين وحضرها 72 طالبا من بينهم 35 من الطلبة السوريين، مشيرا إلى أن حاضنة الأعمال تضم حاليا 12 طالبا وطالبة، 8 منهم من السوريين، لافتا إلى أن هذا المشروع يكتسب اهمية كبرى لنهجه المستدام، بحيث يمكن استمرار العمل على تأهيل الطلبة واللاجئين السوريين من خلال الحاضنة والمعدات والأجهزة الحديثة التي تم تجهيزها بها حتى بعد انتهاء المشروع.
من جانبه شكر الدكتور عبد الناصر الهنداوي من مكتب HOPES الأردن على تعاونها لإنجاح هذا المشروع، مشيدا بجهود فريق العمل بالمشروع الذين دعموا الطلبة المشاركين وحفزوهم على الاستمرار من اجل تطوير أفكارهم الريادية وانشاء مشاريعهم قصيرة الأمد والتي تسهم في تمكينهم من بناء مستقبلهم، وفي الوقت ذاته تشكل حافزا لأقرانهم للسعي من أجل تحقيق طموحاتهم، لافتا إلى ان برنامج HOPES استقبل 128 طلبا للحصول على دعم للمشاريع، تم اختيار 8 مشاريع أربعة منها لجامعة اليرموك، وهذا يدل على المستوى المتميز للمشاريع المقدمة من الجامعة التي تستكشف حاجات المجتمع وتقدم المشاريع والافكار المناسبة لهذه الحاجات، ويشرف عليها اساتذة أكفاء من أعضاء الهيئة التدريسية بالجامعة.
وخلال الحفل الختامي قدم مدير الحاضنة الدكتور يزن العيسى إيجازا عن الأفكار التي تبنتها الحاضنة، ومراحل ترجمتها إلى مشاريع على ارض الواقع.
وحضر الحفل مديرة مكتب الداد في الأردن غابريلا فون فيركس، وعدد من العمداء، واعضاء الهيئة التدريسية والمسؤولين في الجامعة، والطلبة المشاركين في المشروع وذويهم.