مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب الرئيس للكليات الإنسانية والشؤون الإدارية الدكتور انيس خصاونة فعاليات ورشة العمل "الهجرة القسرية واللاجئين: قصص من الاردن واسكتلندا" التي نظمتها مركز دراسات اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية في الجامعة بالتعاون مع جامعة غرب اسكتلندا، وجامعة ادنبرة الاسكتلندية.
ورحب الخصاونة بالمشاركين في أعمال الورشة، وأكد اهتمام الأردن بشكل عام، وجامعة اليرموك بشكل الخاص بقضايا اللجوء واللاجئين، لاسيما وأن المملكة تعرضت لحركات لجوء عديدة على مدى السنوات الماضية مما أثر على قطاعات الدولة المختلفة، وسببت العديد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والامنية، لافتا إلى ان اليرموك ومن خلال مركز اللاجئين فيها أجرت العديد من الدراسات والبحوث، ونظمت المؤتمرات والندوات التي تناولت مختلف القضايا التي تهم اللاجئين، الأمر الذي مكن الباحثين والمختصين في هذا المجال من تبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الدول الأخرى فيما يتعلق بقضايا اللجوء والهجرة القسرية.
وألقى الدكتور جورج بالاتيل المختص في العمل الاجتماعي في جامعة ادنبرة محاضرة حول سماع أصوات اللاجئين في الأنشطة البرامجية - رحلة نحو التمكين"، حيث أشار خلالها إلى أن 3٪ من سكان العالم يعيشون خارج مكان ميلادهم، و70.8 مليون عدد النازحين قسراً في جميع أنحاء العالم وذلك حسب إحصائيات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للعام 2019، لافتا إلى أن اللجوء واللاجئين قضية عالمية طويلة الأمد يجي احتواؤها لاسيما انها تتضمن الحرب، والصراع، والفقر، وعدم الاستقرار، والاضطهاد السياسي، وانتهاكات حقوق الإنسان ، وتغير المناخ، واللامبالاة الجيوسياسية.
وأكد على ضرورة إعطاء الأشخاص المتأثرين بالأزمة فرصة اتخاذ القرارات التي تمسهم، إضافة إلى تجسيد مبدأ الشراكة والإنتاج المشترك مع اللاجئين، بحيث يتم تحويلهم من متلقين سلبيين للمساعدات والخدمات إلى أشخاص قادرين على المشاركة الفعالة في تصميم وتقديم الخدمات، موضحا ان أصوات اللاجئين التي يجب سماعها تتمثل في قصص حياتهم وتجاربهم، واحتياجاتهم، توقعاتهم حول الأنشطة البرامجية، مؤكدا على ضرورة الاستماع للاجئين كونهم الخبراء في حياتهم ويعرفون جيدًا احتياجاتهم والطرق التي يمكن لمقدمي المساعدات والخدمات الإنسانية مساعدتهم بها.
بدورها ألقت مديرة مركز اللاجئين الدكتورة آيات نشوان محاضرة حول "الشفاء من خلال التعبير: كيف تحول الفنون تجربة اللاجئين السوريين في الأردن"، حيث أشارت نشوان إلى أنه تم إجراء مقابلات مع فنانين من اللاجئين السوريين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 27 عامًا لأخذ آرائهم حول إذا كان اللاجئون في الأردن يرون أن الفنون تؤثر على رفاهيتهم وتمكينهم؟.
وأوضحت نشوان أهداف الدراسة التي أجريت وهي: إخراج قصص الفنانين الشباب لترى كيف أثرت تجاربهم في الفنون على حياتهم، وتسليط الضوء على ما تفعله المنظمات الميسرة لتوفير وصول اللاجئين للفنون، وما هي آرائهم فيما يتعلق بتأثير الفنون على اللاجئين، لافتة إلى أن فرضية هذه الدراسة هي أن الفنانين من اللاجئين السوريين الشباب في الأردن يشعرون أن الفنون تؤثر إيجابًا على رفاهيتهم وتمكينهم.
وأشارت إلى أن تقرير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حول الفنون يشير إلى أهمية الفنون كأداة نفسية اجتماعية لمنح اللاجئين في المخيمات غرضًا في المكان الذي يفتقرون فيه إلى طرق إنتاجية لاشغال أنفسهم، لافتة إلى أن الملل أو عدم وجود ميول للشخص يمكن أن يؤدي إلى مشاكل خطيرة في الصحة العقلية، كما ويشير التقرير إلى أن للفنون تأثير قوي لتوفير طرق مفيدة للاجئين تمكنهم من الانخراط مع والخروج من الروتين اليومي للحياة في المخيمات.
وأوضحت نشوان أن نتائج الأبحاث توضح أن مشاركة اللاجئين في الفنون يمكن أن تؤدي ليس فقط إلى الشفاء، وإنما إلى التمكين أيضًا، كما يمكن للفنون أن تمنح اللاجئين طريقة للتعبير عن أفكارهم وعواطفهم وقصصهم التي يصعب التعبير عنها بطرق أخرى.
كما ألقى الدكتور أيمن منصور من كلية التمريض في الجامعة الأردنية محاضرة بعنوان " فعالية خدمات الصحة الإنجابية للاجئين السوريين في الأردن: لمحة عن الإنجازات ومنظور المستقبل"، مستعرضا بعض النسب والأرقام حول اللاجئين في الأردن، حيث أن 66.1٪ من أفراد الأسرة في الفئة العمرية (16 سنة فأكثر) متزوجين، و48.2 ٪ في سن 16-49 سنة، وحوالي 51٪ من اللاجئين السوريين في الأردن من النساء والفتيات منهم: 48 ٪ في سن الإنجاب (15-49 سنة)، لافتا إلى أن عدد النساء والفتيات في سن الإنجاب يبلغ 152.711، و 26. 341 هو العدد التقديري للاجئين الذين طلبوا خدمات تنظيم الأسرة بما نسبته (17.3٪)، إذ يبلغ عدد النساء الحوامل 12000.
وأشار إلى ان تقييم الحالة في المخيمات يشير إلى ان 23 ٪ من النساء غير مدركات لخدمات الصحة الإنجابية، و28٪ من حالات الحمل غير المخطط لها، و17٪ لم يحصلوا على الرعاية السابقة للولادة للحمل، إضافة إلى عدم الوصول إلى وسائل منع الحمل، موضحا انه تم تلبية 88.7 ٪ من الطلبات على تنظيم الأسرة بين اللاجئين خارج المخيمات، لافتا إلى أن الأم هي الوالد الوحيد في 12٪ من الأسر السورية في الأردن، وأنه من بين 66٪ من الأسر السورية يتخذ الآباء والأمهات قرار استخدام خدمات تنظيم الأسرة، مقارنة بـ 14٪ من قبل الأمهات فقط، وفيما يتعلق بأشكال العنف التي يتعرض لها اللاجئين أفاد 45٪ من العائلات السورية ببعض أشكال العنف البدني، و 37٪ بحدوث عنف نفسي، و11.4٪ عنف جنسي ، و3٪ عنف اقتصادي.
كما ألقت الدكتورة ربى العكش نائب مديرة مركز الأميرة بسمة لدرسات المرأة الأردنية في الجامعة محاضرة حول " الزواج المبكر بين اللاجئين السوريين في الأردن"، موضحة ان البحث الذي أجري في هذا السياق يوفر معرفة ورؤى جديدة حول الحواجز والعوامل التمكينية للوصول إلى معلومات وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية، ويسهم في تحسين سياسات وممارسات الصحة الجنسية والإنجابية، ويستفيد منه الشباب والنساء و والفئات المستضعفة (اللاجئون، والمناطق النائية، والأشخاص ذوو الإعاقة)، كما انه يوضح تصورات الشباب السوريين وخبراتهم وإمكانياتهم فيما يتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، والزيجات خاصة المبكرة والإنجاب، وما هي التدخلات اللازمة لتحسين خدمتهم؟.
وأوضحت العكش أن النتائج الأولية للبحث تفيد أن الزواج المبكر ليس بالأمر الجديد بين السوريين في الأردن، حيث كان يمارس في سوريا قبل الحرب، كما لا يوجد سن محدد للزواج المبكر لكنه بالغالب بين 14 و 16 سنة، وقد تربط بعض النساء الزواج المبكر إلى المظهر وحجم الجسم، وأن الزواج المبكر يتضمن زواج الأطفال، والزواج القسري بالتبادل، مشيرة إلى أن من نتائج البحث أيضا أن هناك اهتمام متزايد بخدمات الصحة الجنسية والإنجابية وتنظيم الأسرة من قبل الحكومة الأردنية والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية، لكن تقديم هذه الخدمات غير كافٍ لا يزال، حيث كان هناك بعض النساء اشتكين من سوء المعاملة من قبل مقدمي الخدمات الصحية، وخاصة في مستشفيات الولادة، إضافة إلى ارتفاع معدل الطلاق.
وتضمن برنامج الندوة مناقشة عدة موضوعات حول "جودة الخدمات الصحية المقدمة للاجئين في الأردن"، و"وجودة الخدمات المقدمة للاجئات في الأردن" قدمها كل من الدكتور جورج بالاتيل، والدكتورة دينا سيدفا من جامعة غرب اسكتلندا، و "مواجهة وتعامل الأردن مع حركات الهجرات القسرية" لوداد التميمي، و"الزواج المبكر" للطالبة ريم المومني.
وحضر فعاليات الورشة عميدة كلية الاقتصاد الدكتورة منى المولا، ومديرة مركز الأميرة بسمة لدراسات المرأة الأردنية الدكتورة آمنة خصاونة، وعدد من اعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة ومجموعة من طلبتها.