د. مفلح الجراح
كنت بالأمس كتبت رسالة الى الأستاذ الدكتور رفعت الفاعوري هذه الشخصية التي احترم واجل، واليوم اكتب رسالة أخرى الى الأستاذ الدكتور زيدان كفافي رئيس جامعة اليرموك، وعندما يبدأ قلمي يخط كلماته؛ فاني احرص كل الحرص ان اكتب بضمير حي، معبرا عما يجول في خاطري دون خوف او ريبة؛ لا اخشى في الله لومة لائم، ولا انتظر منية من احد، ولا طامع في شيء، الا ان أكون رجلا فاعلا يدلي بدلوه في الوقت المناسب وفي المكان المناسب بهدف إيصال رأي اعتقد انه حر، وانه يجب ان يوصل في زمن تراخت به الهمم، وانحرفت فيه البوصلة عن مسارها الصحيح، والميدان اصبح مسرحا لمن هب ودب، فعن أي صمت نتحدث، وعن أي سياسة للنأي بالنفس نتحدث، فهذا ليس من شيم الرجال عندما يتراجعون الى الخلف في وقت يكون الوطن في امس الحاجة الى مواقفهم وآرائهم وكلماتهم.
وعندما اتحدث اليوم عن زيدان كفافي الانسان والرئيس والعالم فإن ذلك ابدا لا يتعارض على الاطلاق من موقفي الثابت بحق الدكتور رفعت الفاعوري فانا أرى انهما في جانب واحد، وهم واحد هو العمل بإخلاص وتفاني لرفعة جامعتنا الحبية اليرموك الابية، ولكلٍ طريقته ومنهاجه.
كفافي الانسان رأيته لوحة فسيفسائية جميله فيها البساطة عنوان للشموخ، والتواضع عنوان للرقي، وحسن الخلق من أنبل الصفات، فأحببته بصدق لا متناهي، وجاهرت بتقديري واحترامي له كموقف ثابت لن احيد عنه، وأعجبت بطريقة تعامله مع الاخر تلك الطريقة التي تأسرني وتقربني منه اكثر؛ طريقة تقوم على احترام الاخر، وتقدير الاخر، طريقة يجب ان تدرس في اعتى الجامعات ولا ابالغ في ذلك؛ فنحن بحاجة ماسة الى فن التعامل مع الاخر، واحترام الاخر، والتعبير عما يجول في صدورنا دون خوف أو وجل، نحن بحق بحاجة الى بسمة كفافي التي لا تفارق محياه ابدا كخطوة أولى في فن الإدارة الحديثة الآسرة.
كفافي الرئيس ذلك الجبل الشاهق مسؤوليةً وورعا، دمثا، ملما بكل الأشياء من حوله، يدير أعتى الجامعات الأردنية بكفاءة واقتدار رغم ما يحيط أفاقها من معوقات جمة تكاد ان تبلغ السماء طولا، فالأزمة المالية الخانقة هاجسه الأول، لا يضيره ابدا ان يسلك طريقها الصعب بكل قوة وحزم وشجاعة للوصول الى الحلول المأمولة.
في عهده الميمون سارت الترقيات على أحسن حال، وطرحت قضايا كثيرة للنقاش امام الجميع وفسح المجال واسعا لإبداء الآراء، وساد جو من الهدوء والود بين الجميع، وتخللت ادارته وفي بداياتها تحديدا قضايا مفصليه عالجها بكل حرفية ومسؤولية واقتدار، وحاز على شكر الجميع؛ بل التف الجميع حوله في أصعب اللحظات التي مرت بها الجامعة، وخرج منتصرا على تلك القضايا مستعينا بزملائه كافة من أكاديميين واداريين، يهتم بكل صغيرة وكبيرة ويتابع باهتمام بالغ قضايا الجامعة والطلبة لتحقيق عناصر ومكونات الجو الآمن للجسم الجامعي برمته.
كفافي العالم الذي شارك في أعرق المؤتمرات المتعلقة بتخصصه ليكون علما خفاقا في سماء العلم والمعرفة فرأيه يحترم، وكلمته تسمع من اقرانه العلماء في تخصصهم المميز في علم الاثار؛ الذي حاز ولأكثر من مرة على جوائز عديدة، واوسمة رفيعة، وقدم الكثير من الأوراق والبحوث العلمية التي تسجل بماء من ذهب في مختلف المحافل ذات الاختصاص، وعلى امتداد العالم كله تزخر علاقاته المعرفية مع العلماء الاخرين في رفد مسيرة العطاء والتميز والابداع لبناء عالم حديث تسوده المعلومة والقيمة الحقيقية للإنسان.
سر بنا ونحن معك للنهوض بجامعتنا اليرموك الحبيبة لتكون في مصاف الجامعات العالمية، نباهي بها الأمم رغم التحديات الشداد التي تواجهها؛ ونحن على ثقة تامة بقدرتك للوصول الى الإنجاز الحقيقي الذي نسعى جميعا نحوه.