استضافت مكتبة الحسين بن طلال في جامعة اليرموك بالتعاون مع المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى والمعهد الثقافي الألماني غوته- ندوة لاستعراض نتائج مشروع التاريخ الشفهي لفترة الحرب العالمية الأولى في الأردن، بحضور مديرة المعهد الفرنسي الدكتورة فلسطين نايلي ومنسق المشروع من المعهد الألماني غوته الأستاذ عمر الحمصي.
وألقى مساعد مدير المكتبة عماد يامين، كلمة رحب فيها بالحضور، وأكد اهتمام المكتبة بدعم المشاريع العلمية، وإتاحة مرافق مكتبة الحسين بن طلال للمجتمع الجامعي والمجتمع المحلي، كما نوه بأهمية التراث الشفهي في حفظ التاريخ المحلي، وإتاحة للدراسة والبحث العلمي.
وبدورها قدّمت نايلي تعريفا بالجهات القائمة على هذا المشروع، حيث تعاون على تنفيذه المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى، والمعهد الثقافي الألماني غوتة، والمعهد الثقافي الفرنسي في عمان. كمّا وقعت مذاكرات تفاهم مع أربع جامعات أردنية هي: جامعة اليرموك، والجامعة الأردنية، وجامعة مؤته، وجامعة الحسين بن طلال، وبالتعاون مع دائرة المكتبة الوطنية، لحفظ الروايات وأرشفتها واتاحتها للباحثين والمهتمين بالتاريخ الأردني.
ثم قدّم كل من فريق جامعة اليرموك ممثّلا بطالبات الماجستير من كلية الآثار والأنثروبولوجيا نداء الخزعلي من قسم النقوش، وأرزاق يوسف من قسم الأنثروبولوجيا، وفريق الجامعة الأردنية ممثّل بطالب الدكتوراه في التاريخ رؤوف الشريفين، عرضًا تعريفيًا عن هذا المشروع الذي يُعنى بجمع شهادات محلّية شفهية عن فترة الحرب العالمية الأولى في الأردن من أشخاص سمعوا روايات عن تلك الفترة، وأشاروا إلى كونه المشروع الأول من نوعه في الأردن من حيث الفترة التاريخية التي يبحث فيها ومنهج العمل الميداني، حيث يركّز المشروع على الحياة الاجتماعية في الأردن ويسعى إلى بناء سردية تاريخية لهذه الفترة من منظور الناس وليس فقط تاريخ النخبة والروايات السياسية والعسكرية كما هو سائد في الدراسات التاريخية.
ويهدف المشروع إلى تأسيس مجموعة بحثية جادّة من الشباب الجامعي، لديهم الحس بأهمية التراث الثقافي غير المادي والتاريخ الشفهي، مزوّدين بالأدوات والخبرة المطلوبة للبحث في هذا التاريخ، لاسيما وأن الحرب العالمية الأولى تعد نقطة تحوّل حاسمة في تاريخنا، حيث أدّت إلى انتهاء الحكم العثماني للمنطقة ونشأة دول الشرق الأوسط الحديثة مثل الأردن.
ثم عرضوا تجربتهم في العمل الميداني التي بدأت في نيسان الماضي، بعد حضور تدريبات على البحث والعمل الميداني في التاريخ الشفهي قدّمنها المختصة بالأنثروبولوجيا لوسين تامينيان وفلسطين نايلي وهي مؤرخة تعمل على الأرشيفات الخاصة وروايات الذاكرة الجمعية.
وأشاروا إلى أبرز الصعوبات التي واجهتهم وهي عدم وجود جيل الحرب العالمية الأولى من شارك فيها ومن عاش تلك الفترة، كما وجدوا صعوبة في تقديم المشروع للناس بداية عملهم واقناعهم بأهمية من لديهم من روايات وحاجتنا لتوثيقها قبل أن تندثر نظراً لارتباطها بالذاكرة البشرية، كما
شاركوا مجموعة من الروايات كنتائج للمشروع، جاءت رواياتهم من مناطق مختلفة في محافظة إربد مثل: الرمثا، ايدون، بيت يافا، علعال، كفر أسد، كفر جايز، فوعرا، زوبيا.
ثم تحدث كل من السيد محمد طه الحمود وهو أحد الرواة اللذين تمت مقابلتهم خلال المشروع، حيث روى عن أحداث الحرب العالمية الأولى كما سمع بها من أشخاص عايشوها من أهله ومعارفه في منطقة أيدون، والباحث اسلام خالد الفاخري تحدث عن غناء حوراني وأثره في شحذ الهمم أثناء فترة الحرب العالمية الأولى وتأثير الحرب على منطقة الرمثا.
كما تمت مناقشة نتائج الباحثات والباحثين وروايات الرواة مع الحضور، في سعي لتعزيز أهمية التاريخ الشفهي لدى المجتمع المحلي في الحديث عن الحياة الاجتماعية المُعاشة.