قال رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي إن الإنسان هو السبب الرئيس لحدوث الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية من فيضانات وسيول من خلال إغلاقه لمجاري الوديان بالعمران والمباني، فقبل أن نلوم الطبيعة على الانسان أن يلوم نفسه وما أحدثه من تغيير في طبيعة الأرض والبيئة، وأن يخطط جيدا للبناء العمراني، وأن يقيس مدى تأثير موقع المباني الحديثة على تصريف مياه الأمطار حاضرا ومستقبلا قبل بناءها، لاسيما في ظل التغيرات المناخية التي شهدتها المنطقة مؤخرا.
واستعرض خلال رعايته لفعاليات الندوة التي نظمها قسم علوم الأرض والبيئة في الجامعة بعنوان "الفيضانات والحد من مخاطرها"، كيفية تعامل الانسان مع الفيضانات وتصريف المياه في منطقة المشرق العربي عبر التاريخ، لاسيما وان منطقة غور الأردن وحفرة الانهدام من أكثر المناطق تعرضا للحركات التكتونية والزلازل، موضحا أن منطقة المشرق العربي تعرضت إلى تغيرات مناخية كبيرة أدت إلى تغير في البيئة، وفي التوزيع السكاني بالمنطقة، لافتا إلى أن عقد هذه الندوة جاء بهدف دق ناقوس الخطر لأصحاب القرار لأخد الحيطة والحذر والاستفادة مما حدث مؤخرا للتخطيط السليم وتنفيذ مشروعات تقلل من نسبة حدوث الفيضانات والسيول في الأردن.
بدوره أشار الدكتور مهيب عواودة من قسم علوم الأرض والبيئة إلى أن موضوع الندوة يمس قطاعات واسعة من المجتمع ومؤسسات اتخاذ القرار، وطال في الاحداث الأخيرة التجار البسطاء بشكل مباشر وحساس، فالفيضانات تؤدي إلى هلاك الانسان وتدمير البنية التحتية، وقد تهدد الأمن الغذائي أيضا، مشيرا غلى ان التقرير الصادر عن اسكوا العام الماضي بين أن الكوارث الاكثر تواترا على الاردن هي العواصف الثلجية، ثم الصقيع، والفيضانات والجفاف.
وقال إن نعمة الامطار في الاردن تحولت الى نقمة، مع تكرار حدوث الفيضانات والسيول التي اودت بحياة العديد من المواطنين وألحقت الاضرار المالية بالاخرين، رغم أن الأردن يعد من افقر دول العالم مائيا، ويصنف من المناطق شبه الجافة، لافتا إلى أنه ورغم تحذيرات دراسات التغير المناخي التي بينت أن الاردن سيعاني من الفيضانات والأمطار الغزيرة المفاجئة، وأن حدة الأمطار سوف تزيد، إلا أن الجهات المختصة مازالت تعمل دون تخطيط استراتيجي واضح يراعي هذه التغيرات وتأثيرها على المستقبل القريب والبعيد، مشددا على ضرورة ايجاد منظومة مؤهلة ومجهزة بما يلزم من أجل مواجهة الكوارث والأزمات التي قد تحدث نتيجة للتغيرات المناخية، ومعالجة آثارها بالسرعة القصوى.
وشارك في الندوة كل من الدكتور خلدون القضاة من قسم علوم الأرض والبيئة والذي تحدث عن تاريخ الفيضانات في الأردن، والدكتور زياد الغزاوي من قسم الهندسة المدنية في جامعة العلوم والتكنولوجيا والذي تحدث عن اليات تصريف مياه الأمطار داخل المدن من ناحية هندسية، والمهندسة هدى حجازي من وحدة إدارة الأزمات والمخاطر في بلدية اربد الكبرى والتي تحدثت حول دول البلدية في الحد من مخاطر الفيضانات في محافظة اربد، بالإضافة للمهندس علي الكايد من امانة عمان الكبرى والذي تحدث بدوره عن تجربة أمانة عمان والاجراءات التي تتخذها من أجل إدارة مخاطر الفيضانات.
وحضر الندوة عميد كلية العلوم الدكتور نهاد يوسف، وعميد البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور قاسم الحموري، ورئيس قسم علوم الأرض والبيئة الدكتور محمود التميمي، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة القسم.