ألقى العين الدكتور محمد حمدان رئيس جامعة اليرموك الأسبق محاضرة بعنوان "مبادئ عالمية في أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا" والتي نظمتها جمعية الأكاديميين الأردنيين بالتعاون مع جامعة اليرموك، بحضور الدكتور خالد العمري رئيس مجلس أمناء الجامعة رئيس الجمعية، والدكتور زيدان كفافي رئيس الجامعة.
وقال العمري في بداية المحاضرة إن أخلاقيات العمل الأكاديمي بالدول العربية في تراجع، وأنه وبناء على الخبرة العلمية وبعض الممارسات العملية ندرك أن هنالك عدم اهتمام في أخلاقيات العمل الأكاديمي، الأمر الذي دعا جمعية الأكاديميين الأردنيين لعقد هذه المحاضرة للتحاور مع أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة اليرموك للتنبه لهذه القضية والعمل على ترسيخ أخلاقيات العمل الأكاديمي، من أجل ترسيخ دور الجامعات في خدمة وتطوير المؤسسات الوطنية، من خلال إجراء الابحاث العلمية والتطبيقية الرصينة التي تسهم في حل قضايا المجتمع وتطويره وبناء اقتصاد المعرفة، من جهة والارتقاء بجامعاتنا إلى مقدمة قوائم تصنيف الجامعات حسب المعايير العالمية، لافتا إلى أهمية العمل بما تضمنته شِرْعَة أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية والتي حظيت باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال، وأعدها مكتب اليونسكو الإقليمي للعلوم في الدول العربية بالقاهرة، وجامعة الدول العربية، وعدد من الجهات المعنية في الأردن ولبنان ومصر وتونس.
بدوره أوضح حمدان أن أي خرق في أخلاقيات العمل الأكاديمي يؤدي إلى تردي عمل الباحث والحاق الضرر بالبحث بأكمله، لاسيما وأن المبادئ الاخلاقية لا تقل أهمية عن الطرق العلمية الاساسية لإجراء البحوث العلمية، لافتا إلى الاهتمام الكبير التي توليه اليونسكو في مجال أخلاقيات العمل في كافة المجالات حيث أصدرت اللجنة الدولية لأخلاقيات البيولوجيا التابعة لليونسكو إعلانها العالمي بشأن الجينوم البشري وحقوق الإنسان (UDHGHR) في عام 1997، كما أصدرت عام 2003 الإعلان الدولي بشأن البيانات الوراثية البشرية (IDHGD)، وقد اعتمد المؤتمر العام لليونسكو عام 2005 الإعلان العالمي حول أخلاقيات البيولوجيا وحقوق الإنسان (UDBHR) ، والتي تعد وثيقة بعيدة المدى لا تزال تمارس تأثيراً قوياً حتى اليوم، مستعرضا ما قامت به جامعة كورنيل عام 2014 من دراسة ومراجعة 750 ألف مقالة علمية من مختلف دول العالم لبيان ما إن كان هناك اقتباسات علمية مقصودة أو غير مقصودة في الاعمال البحثية والعلمية، بحيث يستبعد البرنامج المستخدم في هذه الدراسة الابحاث والمقالات التي يوجد فيها اقتباس ل تسلسل سبع كلمات فأكثر من بحث علمي منشور سابقا.كما تحدث خلال المحاضرة حول شِرْعَة أخلاقيات العلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية والتي تم وضعها مؤخرا لتضع المبادئ الأخلاقية للعلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية بشكل جامع دون الخوض في الخصوصية الأخلاقية للميادين العلمية المختلفة أو لأي من الدول العربية على حدة، بحيث تشكل هذه الشرعة المظلة العامة والأسس التي تنطلق منها المواثيق والتشريعات المطلوبة سواء للميادين العلمية المختلفة أو للدول العربية تبعاً لحاجاتها المحددة، لافتا إلى أن الشِرْعَة تتّسع لتشتمل على وضع الأسس القيمية للعلوم والتكنولوجيا في المنطقة العربية من حيث إنتاج العلوم والتكنولوجيا، ونقلها وتوطينها بما يشكل مرحلة أساسية في تقدّم المنطقة العربية في ظلّ واقع العولمة والانفتاح، إضافة غلى تسخير واستخدام العلوم والمعارف في خدمة التنمية الإنسانية المستدامة.وأوضح حمدان أن هذه الشرعة تهدف لبيان كيفية حماية وتوجيه العلوم بحيث تؤدي دورها في تحقيق التنمية، مبينا المسؤوليات الأخلاقية المترتبة على الأطراف ذات العلاقة من المؤسسات كالجامعات والمراكز البحثية، والأفراد من الباحثين والعلماء، والحكومات باعتبارها جهات داعمة وحامية، والقطاعات الإنتاجية في القطاع العام والخاص، والمجتمع ككل من مستهلكي ومستخدمي نواتج العلوم والتكنولوجيا).
وفي نهاية المحاضرة التي استمع اليها نائب رئيس الجامعة للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي الدكتور فواز عبد الحق وعدد من العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، دار حوار موسع أجاب من خلاله حمدان على أسئلة واستفسارات الحضور.