رعى رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك الدكتور خالد العمري حفل افتتاح مبنى الأميرة إيمان بنت عبدالله الثاني "كليتي الطب، والصيدلة"، والذي تم إنشاءه بتمويل من المنحة الخليجية المقدمة من دولة الإمارات العربية المتحدة –صندوق أبو ظبي للتنمية، بحضور رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، والقائم بأعمال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الأردن فيصل المالك.
وقال العمري إن المؤسسات التعليمية لا تبنى بجهود أشخاص معينين وإنما تبنى بجهود متراكمة مستمرة للعاملين في هذه المؤسسات وقياداتها الأكاديمية المتعاقبة، مشيدا بالتطور الذي شهدته جامعة اليرموك منذ تأسيسها إلى يومنا هذا على مستوى البنية التحتية لمختلف مباني الجامعة، والبرامج الاكاديمية والخطط الدراسية التي تطرحها مختلف الكليات، الأمر الذي جعل منها إحدى أهم الجامعات على المستويين المحلي والعربي، التي تخرج أجيالا من الطلبة أثبتوا جدارتهم وتميزيهم في مختلف المجالات داخل الأردن وخارجه.
وأشار إلى أن بناء القاعدة الأساسية في المؤسسات التعليمية لا يقتصر على البُنى التحتية فحسب، وإنما هناك ما يسمى بالقاعدة الفكرية او الإرث الفكري الذي يشمل رأس المال السيكولوجي، والاجتماعي، والقيمي، وهو ما يتحقق من خلال تسلح أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وطلبتها بمنظومة من القيم كالعدالة، وحرية التفكير، وقول كلمة الحق، وإحداث التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، وعدم التعصب في الرأي، لافتا إلى أن اهمية العمل الاكاديمي تكمن إيجاد القيادات الفكرية تقود المجتمع نحو التغيير الإيجابي، والرأي السديد، والاستقرار، والأمن، مشددا على ضرورة تحلي أسرة الجامعة بطلبتها وهيئتيها الاكاديمية والإدارية بالمواطنة الصالحة تجاه وطنهم وجامعتهم، والاهتمام بالجانب السلوكي ومنظومة القيم لدى الطالب لصقل شخصيته بطريقة صحيحة.
وثمن العمري الدعم الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بصندوق أبو ظبي للتنمية لإنشاء مبنى كليتي الطب والصيدلة، مشيدا بجهود كافة الكوادر الاكاديمية والإدارية والفنية التي أسهمت في تأسيس هاتين الكليتين، داعيا الطلبة إلى أن ينشدوا التميز في حياتهم الدراسية للحفاظ على سمعة اليرموك العلمية المرموقة.
وبدوره أعرب كفافي في كلمة ألقاها في الافتتاح عن شكره للقائمين على صندوق أبو ظبي في دولة الإمارات العربية المتحدة الذين لم يتوانوا عن تقديم الدعم المادي السخي المعهود لإنشاء مباني هاتين الكليتين، الأمر الذي يؤكد على عمق ومتانة العلاقات الثنائية الأخوية بين الأردن والإمارات والتي أرسى قواعدها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، فلهم منّا كل الشكر والعرفان والتقدير على مساهماتهم الفاعلة والخيّرة، مثمنا التعاون الذي أبداه القائم بأعمال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة فيصل المالك في سبيل استكمال اليرموك لإنشاء الكليات الطبية ككلية طب الأسنان، والمستشفى التعليمي الأمر الذي يجسد مدى الاهتمام الذي تبديه سفارة دولة الإمارات لتطوير المسيرة التعليمية في مؤسسات التعليم العالي الأردنية.
وقال إن الوطن وبافتتاح كليتي الطب والصيدلة في جامعة اليرموك ينتظر منّا مخرجات هي الأفضل والأجود بين خريجي كليات الطب والصيدلة في الأردن، مشددا على أن هذه المباني شاهدة على همة وعزيمة وإصرار أبناء اليرموك لوضع جامعتهم في المكان الذي يليق بهم، فتأسيس كليتي الطب والصيدلة قصة تروي التزام اليرموك ومسؤوليتها نحو أفراد المجتمع الأردني.
وأكد كفافي على أن جامعة اليرموك ومن خلال دوائرها الفنية والهندسية حرصت على تصميم مباني تراعي طبيعة التخصصات والبرامج الأكاديمية التي تدرسها الكليتين، وتوفير قاعات صفية وفق مواصفات متميزة بما يضمن توفير بيئة دراسية سليمة للطلبة، كما حرصت الجامعة على إنشاء مختبرات علمية مزودة بأجهزة طبية وعلمية حديثة، جنبا إلى جنب مع استقطاب خيرة الأكاديميين في مختلف التخصصات الطبية والصيدلانية، وابتعاث المتفوقين من أبناء اليرموك إلى أرقى المعاهد والجامعات العالمية، إضافة لترسيخ الشراكة مع مختلف الشركات والمؤسسات الصحية والطبية لضمان تدريب يليق بمخرجات اليرموك واسمها العريق وإعداد وتأهيل أبنائنا الطلبة لسوق العمل الأردني والإقليمي والعالمي.
فيما أشار عميد كلية الصيدلة الدكتور ساير العزام في كلمته إلى أنه ونظرًا للتطور النوعي والتوسع الكمي الذي شهدته مهنة الصيدلة, كانت جامعة اليرموك سباقة في إنشاء أول كلية للصيدلة في المملكة عام 1979 وكانت دائرة من دوائر كلية العلوم الطبية في اليرموك, التي انتقلت بعدها الى رحاب جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية عام 1986، لافتا إلى ان اليرموك اعادت افتتاح كلية الصيدلة في عام 2013 ضمن كادر إداري وتدريسي متميز من حملة المؤهلات العلمية العالية من جامعات عالمية مرموقة, الذين أخذوا على عاتقهم المسؤولية مدركين لموقعهم العلمي و العملي في ظل التقدم السريع.
وأضاف العزام إلى أنه تم عقد عدة اتفاقيات مع المؤسسات الصيدلانية التي ساهمت في توفير فرص تدريبية لطلبة الكلية, وتنظيم العديد من الحملات التوعوية, وإقامة الأيام الطبية والعلمية, وعقد ورش العمل, والمؤتمرات, وتوظيف أحدث التقنيات وكل ما يدعم الرؤية المستقبلية لرفد الوطن بنخبة متميزة ومؤهلة من الخريجين في المجال الصيدلاني، مشيرا إلى إيمان إدارة الجامعة بأهمية رفد الكلية بمزيد من الخبرات العلمية، حيث وافقت مؤخرا على ترشيح ابتعاث ثلاث عشرة من نخبة الطلبة إلى أرقى الجامعات العالمية للحصول على درجة الدكتوراه في مختلف تخصصات الصيدلة، مؤكدة بذلك على ضرورة المضي قدمًا في إثراء العملية العلمية والتعليمية لرفعة الكلية بشكل خاص وجامعة اليرموك بشكل عام.
من جانبه أشار عميد كلية الطب الدكتور وسام الشحادة إلى إننا نجتمع اليوم للاحتفال بافتتاح مبنى الأميرة ايمان بنت عبدالله الثاني الذي جُهز بمساحة حوالي 21 ألف متر مربع، وبتكلفة بلغت 6 ونصف مليون دينار أردني، والذي جهز بأحدث وسائل التعليم، والتدريب، والبحث العلمي، واحتضن كليتين ناشئتين سيكونان رقما صعبا بين مصاف الجامعات المحلية والإقليمية.
وأشار الشحادة إلى أنه تم إنشاء كلية الطب في العام 2013، والتي تضم مجموعة من المختبرات كمختبر علم الأحياء الدقيقة، وعلم الأمراض، وعلم التشريح، وعلم الأنسجة، وعلم الأجنة، وعلم وظائف الأعضاء، ومختبر المهارات السريرية الذي يعتبر الاحدث على مستوى المملكة، مؤكدا حرص الكلية على مواكبة التطورات في أساليب التعليم الطبي الحديثة حيث تم تجهيز القاعات المزودة بالألواح الذكية، وأجهزة المحاكاة الطبية، وطاولة التشريح الرقمي، لافتا إلى تعاون الكلية مع مختلف القطاعات الطبية في الأردن كوزارة الصح، والخدمات الطبية الملكية، بهدف تخريج نخبة من الأطباء الذين سيقدمون الرعاية الصحية المتميزة في مختلف القطاعات الطبية داخل المملكة وخارجها، مثمنا جهود صندوق أبو ظبي للتنمية، ووزارة التخطيط، والشركات المنظمة والمنفذة لهذا المبنى، ومختلف كليات ودوائر الجامعة التي أبدت التعاون الفاعل مع الكلية في بداية نشأتها.
وخلال فعاليات الافتتاح تم عرض فيديو تعريفي استعرض نشأت كليتي الطب والصيدلة، بالإضافة إلى جولة في مختلف مرافق ومختبرات الكليتين.
وحضر فعاليات الافتتاح نواب رئيس الجامعة، وعمداء الكليات، والدكتور عبدالله الموسى رئيس الجامعة الأسبق، وعدد من المسؤولين في الخدمات الطبية الملكية، ووزارتي الصحة، والتخطيط، ومدراء الدوائر الإدارية في الجامعة، وأعضاء هيئتها التدريسية، وحشد من طلبتها.