مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب الرئيس للكليات الإنسانية والشؤون الإدارية الدكتور أنيس خصاونة ندوة "عملية طارق...النجم الثاقب" إحدى العمليات النوعية للجيش العربي الأردني في حرب عام 1948، التي نظمتها جمعية عون الثقافية بالتعاون مع جامعة اليرموك بذكرى مرور عشرين عاما على رحيل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، والتي تحدث فيها الدكتور سمير مطاوع وزير الإعلام الأسبق.
وقال خصاونة في كلمته إنه في السابع من شهر شباط من كل عام يحي الأردنيون ذكرى الوفاء للمغفور له الملك الحسين بن طلال، والبيعة لجلالة الملك عبدالله الثاني، مشيرا إلى أن الحسين قد رحل بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والقيادة الحكيمة على مدى 47 عاما من العطاء المتواصل عمل خلالها الكثير من أجل بلده وشعبه وأمته العربية، حيث دأب المليك الراحل على خدمة شعبه الأردني ورفع مكانة الدولة الأردنية وتمكن من بناء دولة المؤسسات الأردنية، وقاد الأردن على طريق التنمية والتحديث في كافة المجالات الاقتصادية والتنموية والعمرانية والعلمية.
وأضاف أنه لا يستوفى الحديث عن الحسين دون الإشارة إلى تعريب الجيش العربي، حيث شكل الأول من آذار لعام 1956 مرحلة تاريخية هامة وانطلاقة واضحة المعالم في تاريخ الجيش العربي الأردني حين اتخذ الملك الحسين قراراه التاريخي والقومي بتعريب قيادة الجيش العربي، مشيرا إلى أنه وبعد مضي 63 عاما على هذا القرار، يمضي جلالة الملك عبدالله الثاني على خطى الملك الباني في تأهيل وتدريب وتسليح القوات المسلحة، حتى غدت انموذجا في المنطقة والعالم ومثالا بين الجيوش في احترافيتها وانضباطها وقوتها.
وقال خصاونة إن الجيش العربي الهاشمي شارك في جميع المعارك التي اندلعت بين العرب واسرائيل للدفاع عن القدس وفلسطين، وقدم قوافل الشهداء في معارك اللطرون وباب الواد والقدس والجولان وتل الذخيرة، حيث كان الجيش الأردني باسلا في قتاله لأن قواته كانت تقاتل عن عقيدة وإرادة سياسية لا تلين.
بدوره ألقى رئيس هيئة إدارة الجمعية السيد أسعد العزام كلمة قال فيها إنه في ذكرى يوم الوفاء للحسين نجدد نحن الأبناء والأحفاد بيعة الآباء والأجداد للعرش الهاشمي بقيادة مليكنا المفدى عبد الله الثاني ابن الحسين، مشيرا إلى أنه وبعد مرور عشرين عاما على فراق الراحل الكبير يستذكر الأردنيون الإنجازات التي تحققت بفضل سياسة جلالة الملك الحسين ونظرته الثاقبة ورأيه السديد، وثبات قيمه ومبادئه الإسلامية والعربية، حيث كانت مسيرته حافلة بالعطاء وبناء صروح الوطن المبنية على ثوابت وقيم الهاشميين الأطهار، فالملك الحسين هو باني نهضة الأردن الحديث الذي جعل منه انوذجا حضاريا لدولة النهضة التي ورثت مبادئ الثورة العربية الكبرى.
وقال إن يوم الوفاء والبيعة الذي وقف فيه نشامى الوطن وقفة تاريخية عظيمة عكست ثقتهم بقيادتهم الهاشمية وعشقهم لثرى الأردن، مؤكدا التفاف الأردنيين حول وارث عرش الحسين وحامل رسالته جلالة الملك عبدالله الثاني لنواصل المسيرة في ترسيخ دولة القانون والمؤسسات وإرساء مبادئ الثورة العربية .
من جانبه قال مطاوع إن هناك الكثير من النقاط المضيئة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، أهمها وأكثرها فّخارا لنا معركة الكرامة، فبعد هزيمة عام 1967 التي هزمت فيها القوات المسلحة الأردنية الجيش الاسرائيلي هزيمة مذلّة لم تمكّنه حتى من إخلاء قتلاه وآلياته المدمّرة ، بعد أشهر قليلة فقط من هزيمة 1967،
وقال إنه عندما تشرف بلقاء الملك الحسين طيب االله ثراه صرح له أنه يريد الكتابة عن دور الاردن في حرب التاريخ 1967 لرواية هذا الحدث التاريخي من منظور أردني، حيث حصل بعدها على وثائق القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، بما في ذلك خطط العمليات وسجل العمليات القتالية، ووثائق الديوان الملكي الهاشمي، الأمر الذي مكنه من تأليف كتابه بعنوان " الأردن في حرب 1967".
وأشار مطاوع إلى أن أنه ومن خلال وثائق القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية التي حصل عليها انتبه إلى أن العميد عاطف المجالي نصح الفريق عبد المنعم رياض، الذي تولى قيادة القوات العربية فيما سمي (الجبهة الشرقية: أي القوات الأردنية والسورية والعراقية، بالإضافة إلى لواء من القوات السعودية تمركز في تبوك ولم يشارك فعليا في القتال، وكتيبة صاعقة مصرية، من قيادة المركز المتقدم في عمان)، بتنفيذ "عملية طارق.. النجم الثاقب لمحاصرة القدس الغربية (اليهودية) والحيلولة دون محاصرة القوات الإسرائيلية للقدس الشرقية (العربية).
وأضاف إلى أنه وعندما التقى مع المشير حابس المجالي القائد العام للقوات المسلحة الأردنية في تلك الحقبة تحدث عن عملية طارق التي وضعت ونفّذت في حرب 1948 ومن قبل الكتيبة الرابعة التي كان يقودها في تلك الحرب بالتعاون مع غيرها من الكتائب وذلك لمعرفة أسباب العملية وتداعياتها وأهدافها العسكرية والسياسية، حيث قال المجالي إن الهزيمة ليست عملا مجرّدا وإنما مجموعة عوامل تمثّل مجتمعة فشلا عسكريا حال دون تحقيق النتيجة المطلوبة، هل كانت الهزيمة نتيجة خطط خاطئة؟ نتيجة قرارات خاطئة؟ نتيجة استراتيجية غير مناسبة لوضع الأسس الناجحة لعملية يفترض إنجازها؟ هل كانت الهزيمة نتيجة قتال عدو يتوفر على كامل احتياجاته عددا وعتادا؟ بعكس الفريق الاخر؟، وأضاف أنه في حرب عام 1948 توفرت لدينا فرصة الإجابة على كلّ تلك الأسئلة ووضع ما يناسب من حلول فكانت عملية طارق ، التي وضع هو بالذات مع ضابط اركانه محمود الروسان في الكتيبة الرابعة ، أسس وأساليب تنفيذها، موضحا أن "الطارق" هو الاسم الكودي الذي أطلقناه على خطتنا للمحافظة على القدس بناءً على توصيات الملك عبداالله الأول رحمه االله، أما النجم الثاقب فكان عمليا الكتيبة الرابعة.
وقال مطاوع إن عملية طارق النجم الثاقب التي سطر فيها الجيش العربي الأردني إنتصاراً تاريخياً على قوات العدو الصهيوني وإحكامه محاصرة القدس الغربية اليهودية على مدار (120) يوماً مما دعا بريطانيا لتهديد الملك عبد الله المؤسس طيب الله ثراه إن لم يفك الحصار بعد أن من أصاب اليهود ما أصابهم بسبب عدم مقدرتهم على فك الحصار بالرغم من محاولاتهم العديدة التي تكبدوا فيها خسائر فادحة بالأرواح والمعدات بسبب حنكة قائد الكتيبة الرابعة المشير حابس المجالي وأركان حرب الكتيبة محمود الروسان رحمهم الله، إلا أن الملك المؤسس رفض التهديدات البريطانية وهو من املى شروطه عليهم من أجل فك الحصار.
وحضر فعاليات الندوة عدد من أعضاء الهيئة التدريسية والمسؤولين في الجامعة والجمعية والمهتمين من المجتمع المحلي.