شارك نائب عميد كلية الاثار والانثروبولوجيا في جامعة اليرموك الدكتور عاطف الشياب في أعمال المؤتمر الدولي السادس بعنوان " الاثار والتراث الاصالة والمخاطر والتحديات " الذي عقد مؤخرا في جامعه القاهرة.
وقدم الشياب خلال مشاركته في فعاليات المؤتمر بحثا حول مدينة ام قيس بعنوان "ام قيس: الحفريات الاثرية والتحديات والمخاطر التي تواجهها "، تضمن معلومات هامة عن موقع ام قيس الاثري وتطوره عبر التاريخ، وأهم المعالم الموجودة فيه، إضافة إلى معلومات هامة عن مخطط مدينة ام قيس وتاريخ الاستيطان في العصر الهلنستي (البطلمي والسلوقي) واستمرار ذلك في الفترات اللاحقة الرومانية والبيزنطية والإسلامية وحتى الفترة العثمانية. كما قدم الباحث معلومات حول أهم الاكتشافات الاثرية التي قام بها والمتمثلة باكتشاف معبد هلنستي، ومنشآت سكنية، وأنفاق مائية تم الكشف عنها لأول مرة في مدينة ام قيس الاثرية.
وأوضح الشياب في بحثه أهم التحديات والمخاطر التي تواجه الحفريات الاثرية في موقع ام قيس الاثري قبل وبعد الانتهاء من الحفريات الاثرية، مبينا أن موقع ام قيس كغيره من المواقع الاثرية يتعرض للعديد من المخاطر والتهديدات التي قد تؤدي إلى تلف وضياع العديد من المنشآت المعمارية واللقى الاثرية.
وأضاف أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الحفريات والمواقع الاثرية ومن اهمها العوامل الطبيعية بمختلف أنواعها واشكالها التي تلعب دورا كبيرا في تلف وتدمير المواقع واللقى الأثرية من خلال احداث تغييرات كيميائية وفيزيائية على طبيعة المواد الاثرية، ومن أهم هذه العوامل: الماء، والرطوبة، والحرارة، والضوء، والكائنات الحية، والتلوث الجوي، والزلازل والبراكين.
كما لفت الشياب إلى التحديات البشرية التي تواجه المواقع الأثرية نتيجة لقيام الإنسان بنشاطاته المختلفة في المواقع الاثرية مما يؤدي الى إحداث تلف للقطع الأثرية من خلال الممارسات الخاطئة داخل الموقع الاثري أو اللقى الاثرية أو إجرائه لبعض عمليات الصيانة والترميم الخاطئة لبعض القطع الأثرية أو الأخطاء الإدارية والتقنية التي تلحق الدمار والتلف باللقى الاثرية الثمينة، حيث تتمثل هذه التحديات بعدم توفر الحماية الكافية من اللصوص والباحثين عن الثراء السريع أو حتى في بعض الأحيان تكون عرضة للنهب لما تحويه من قطع ثمينة وجميلة قد تعود بالفائدة المادية والمعنوية الكبيرة على من يملك مثل هذه القطع، لذا تعتبر السرقات والحفريات غير المشروعة من أهم الأخطار التي تواجه المواقع الاثرية، ولا بد من تطبيق القوانين المحلية بشكل صارم لتعاقب الاتجار بالمقتنيات الأثرية.
وأضاف أن من اهم التحديات التي تواجه الحفريات والمواقع الاثرية هو عدم توفر خبراء ومختصين لصيانة وترميم المواقع والقطع الأثرية، وإتباع الطرق غير العلمية في صيانة وترميم هذه المواقع واللقى الاثرية، والحروب وويلاتها المدمرة على الإنسان والآثار، وفي بعض الأحيان قد تتعرض القطع الأثرية للتدمير والتخريب المتعمد من قبل الدولة الغازية أو المعتدية، وذلك كجزء من العدوان على حضارة وعراقة وهوية الشعب المستهدف، على الرغم من إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية التي تحرم المساس بإرث وأثار الشعوب في حال الحرب، لذا فلا بد من عمل خطة طوارئ أثناء اشتعال الحروب تؤدي إلى حماية المواقع الاثرية والحفريات الاثرية.
وقد ركز الشياب على إن عمليات المحافظة وحماية وصيانة وترميم المواقع الأثرية والقطع الأثرية والتراثية قبل وبعد الانتهاء من الحفريات تحتاج إلى دعم مادي كبير في ظل استخدام الوسائل المتطورة لحماية تلك المواقع، مشددا على ضرورة ان تبذل حكومات الدول والمنظمات المعنية بشان الاثار اهتماما بالغا لتحقيق الحماية والحفاظ على المواقع والمواد الاثرية لتحقيق استدامة الاثار على المدى الطويل .