أكد رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي أن تأهيل الطلبة والكوادر البشرية لا يكون بتوزيع الشهادات العلمية فقط، بل ببناء الشخصية، وتعزيز المعرفة، وبناء القدرات، وتسليحهم بالخبرات بما يؤهلهم ليكونوا قادة قادرين على بناء مستقبل هذا الوطن.
وأوضح في كلمة القاها في الاحتفال الذي نظمته هيئة النزاهة ومكافحة الفساد بالتعاون مع جامعة اليرموك تحت شعار "معا لكسر ظهر الفساد"، احتفاء باليوم الدولي لمكافحة الفساد، أن الفساد لا يكون بسرقة المال فقط، بل يتعدى ذلك إلى اتخاذ القرارات غير المناسبة والمخالفة للأنظمة والقوانين والتعليمات، لافتا إلى أن اليرموك بكافة كوادرها وطلبتها يعدون شركاء لهيئة النزاهة مكافحة الفساد باعتبار أن مكافحة الفساد واجب وطني ومسؤولية مجتمعية لا حياد عنها، وانطلاقا من مسؤولية اليرموك تجاه المجتمع سيتم إدراج مساق جديد ضمن المتطلبات الحرة للمساقات التدريسية للطلبة بعنوان "ثقافة النزاهة ومكافحة الفساد" بهدف توعية الطلبة بأهمية مكافحة الفساد وتأهيلهم ليكونوا قادة أكفاء في المستقبل.
بدوره أشار رئيس هيئة النزاهة ومكافحة الفساد محمد العلاف أن الهيئة ارتأت الاحتفال باليوم الدولي لمكافحة الفساد بالشراكة مع جامعة اليرموك باعتبارها وشقيقاتها الجامعات الأردنية، إحدى المؤسسات الوطنية الأكثر اتصالا بمستقبل هذا الوطن، والأكثر تمثيلا لطموحاته، والأقدر على صياغة هويته الوطنية، ففيها تتشكل أفكار أبنائنا وشخصياتهم، وتصنع قياداتنا الواعدة، وتتبلور طاقاتهم الكامنة قبل خروجها إلى واقع الحياة، لافتا إلى أن الهيئة تحرص على مخاطبة طلبة الجامعات باعتبارهم القيادات المستقبلية التي ستتولى إدارة أجهزة الدولة، والتخطيط لمستقبلها، وإدارة أعمالها ومواردها في إطار من النزاهة والقيم العليا والاحساس المتقدم بالمسؤولية.
ودعا الطلبة ليكونوا شركاء للهيئة في مكافحة الفساد، من خلال تعزيز مبدأ سيادة القانون الذي أشار إليه جلالة الملك في الورقة النقاشية السادسة، وإنفاذه وتطبيقه، والتسليم بمبادئ النزاهة والعدالة وتكافؤ الفرص، وأن يكون تنفيذ القانون عمل تلقائي يومي، وذلك من أجل إرساء اللبنة الأولى لكسر ظهر الفساد، مشيرا إلى ضرورة التعاون ما بين الهيئة والجامعة في إرساء اللبنة الثانية من كسر ظهر الفساد من خلال طرح الواسطة والمحسوبية جانبا، وإعادة بناء منظومة القيم الوطنية، ومعالجة بعض التراجع القيمي الذي بدأ يلون سلوكيات البعض.
وشدد العلاف على أن الاحساس بالمسؤولية الوطنية يقتضي بالضرورة المحافظة على المال العام، وان ننظر للوظيفة العامة على أنها فرصة لخدمة الوطن والمواطن، وتقديم الخدمات الحكومية بجودة عالية، وأن الجزء الأخلاقي للوظيفة العامة مطلب أساسي من متطلبات النجاح الوظيفي ومكون حيوي من مكونات النزاهة الوطنية في الإدارة العامة، مستعرضا الدور المناط بالهيئة والبرامج التي تقدمها من أجل تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد 2017-2025 بمحاورها المختلفة.
وقال إن جهود مكافحة الفساد لن يكتب لها النجاح إذا تم النظر إليها على اساس أنها مهمة مؤسسة بعينها، فدون الشركاء لن نلمس أثرا أو نحقق نجاحات يشار إليها في المحافل الدولية، ولهذا فإن الهيئة تسعى لتكثيف الجهود المبذولة من أجل خلق وعي وطني شامل حول أهمية تجريم الواسطة شعبيا ومسلكيا، والتعامل مع التجاوزات العامة، ومراقبة تطبيق العدالة والمساواة والجدارة وتكافؤ الفرص في كافة قطاعات العمل العام والمؤسسات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني.
وقالت المديرة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP سارة اوليفلا إن الفساد يعتبر مصدر قلق كبير للأردنيين وهو سبب رئيسي للمشاكل التي تحبط جهود البلاد في تحقيق التنمية المستدامة، نظرا إلى أنه يعطل التنمية الاقتصادية، ويخنق روح المبادرة، ويحول دون الاستثمار، مشيرة إلى أن الفساد يضعف الثقة بين المواطنين والحكومة.
وأشارت إلى أن الأردن كان من بين أوائل الدول التي صادقت على معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، كما انه انضم عام 2015 إلى بقية دول العالم في إعلان خطة التنمية المستدامة لعام 2030 لإنهاء الفقر وضمان تمتع جميع أفراد المجتمع بالسلام، لافتة إلى أن الهدف السادس عشر من الخطة يدعو إلى الحد من الفساد والرشوة، وتوفير فرص متكافئة لتحقيق العدالة للجميع، وتعزيز استعادة الأصول المسروقة، وتطوير مؤسسات فعالة وشاملة وشفافة.
وأوضحت اوليفلا أن الأردنيين كافة يعتبرون شركاء أساسيون في تسليط الضوء على الممارسات الفاسدة ويتوجب عليهم العمل معاً لتحقيق مبدأ تعزيز الإنتاجية وضمان سيادة القانون، فضلا عن الدور المهم والفاعل الذي تقوم به هيئة النزاهة ومكافحة الفساد في هذا المجال، مشيدة بالدور القيادي الذي يلعبه الأردن في المبادرة الإقليمية - الشبكة العربية لمكافحة الفساد والنزاهة- التي تجمع بين الممارسين وصانعي القرارات للمشاركة في حوار السياسات وتبادل المعلومات.
وأكدت دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للجهود الوطنية والإقليمية لتعزيز التدابير التي تمنع الفساد وتكافحه، موضحة أن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يشمل تقديم الدعم لمشروع "الجامعات ضد الفساد" الذي يضم طلبة من 12 مؤسسة أكاديمية، ويهدف إلى تنظيم الأنشطة التي تشجع الشباب للعمل كمدافعين عن النزاهة والشفافية، وبناء التماسك الاجتماعي، والمشاركة الشاملة، ودعم سبل العيش والتنمية الاقتصادية المحلية.
من جانبه ألقى رئيس اتحاد طلبة جامعة اليرموك حمزة العزايزة كلمة أشاد فيها بحرص هيئة النزاهة ومكافحة الفساد على فتح قنوات الحوار والتشارك والحوار الايجابي الفاعل مع كافة فئات المجتمع، وخاصة فئة الشباب، لافتا إلى أن طلبة اليرموك كغيرهم من الشباب الأردني يتطلعون إلى أردن نظيف خالٍ من الفساد والمفسدين، ينعم فيه الشباب بأعلى درجات العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وأنهم على استعداد للاضطلاع بدورهم مع الجهات المعنية للضرب بيد من حديد لمكافحة الفساد، والذي باتت قصصه اليومية تزيدنا احباطا وتشكل صورة بائسة عن مستقبلنا القادم.
وتضمن برنامج الاحتفال عقد جلسة حوارية ناقشت موضوعات "سيادة القانون كأساس لمكافحة الفساد" للدكتور صبري ربيحات، و"النزاهة ومكافحة الفساد" للدكتور بسام العموش، و"مؤسسات المجتمع المدني ودورها في مكافحة الفساد" للدكتور مصطفى حمارنة، و"التشريعات الناظمة لمكافحة الفساد" للنائب عبد المنعم عودات.
وحضر الاحتفال نواب رئيس الجامعة، وعدد من العمداء، والفعاليات الرسمية والشعبية، وحشد من طلبة الجامعة.