بدعوة من عمادة شؤون الطلبة في جامعة اليرموك وبالتعاون مع اتحاد طلبة الجامعة ألقى الدكتور وجيه عويس وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق محاضرة حول الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية ودور الشباب فيها.
وقال عويس إن اللجنة الملكية للإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تشرفت برئاستها في العام 2016 قد ركزت على ترجمة رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني بأهمية تنمية الموارد البشرية، من خلال بناء الإنسان الأردني بناءً متكاملاً ومتوازناً مزوداً بالمعارف والمهارات التي تمكنه من المشاركة الفاعلة في عملية التنمية وتؤهله للمنافسة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكد أن الإستراتيجية شملت مراحل عديدة تبدأ بالتعليم ما قبل المدرسي وتنتهي بالتعليم الجامعي وأن أهم هذه المراحل هي مرحلة التعليم ما قبل المدرسي باعتبارها المسؤولة عن تكوين المخزون المعرفي والثقافي للطفل والتي تبنى شخصيته على أساسه مما يعني أن إيلاء هذه المرحلة جانباً كبيراً من الأهمية سيأتي بنتائج إيجابية كبيرة تنعكس على المستوى التعليمي في المراحل اللاحقة سواء في التعليم المدرسي أو الجامعي.
وأشار عويس إلى أن محور تطوير المناهج الدراسية ومحور تدريب المعلمين قبل التعيين كان من القطاعات المهمة التي عملت عليها الإستراتيجية بحيث تمحورت رؤية اللجنة حول ضرورة أن تشهد المناهج انتقالاً واسعاً من نمط الحفظ والتلقين إلى أسلوب الفهم والتحليل والذي يمكّن الطلبة خاصة في مرحلة التعليم المدرسي من المقدرة على فهم واستيعاب الموضوعات التي يدرسونها لتشكل فيما بعد جزءاً مهماً من شخصيتهم، مشيراً في الوقت نفسه إلى أهمية جانب تدريب المعلمين قبل أن يصار إلى تعيينهم بهدف إكسابهم جملة من المهارات والمفردات الهامة المطلوب منهم العمل على تطبيقها في قاعة الصف وأثناء التعامل مع الطلبة.
وقال ان اللجنة وبتقريرها النهائي قد أوصت بتشكيل "هيئة عليا شبه مستقلة لتطوير المناهج الدراسية" من مختصين في وزارة التربية والتعليم وخبراء آخرين من ذوي الكفاءات والخبرات التربوية والأكاديمية والعلمية، والمطلعين على تجارب الأمم المتقدمة في هذا المجال، بحيث تتم على مرحلتين المدى القريب والبعيد، ويكون للهيئة صفة تشريعية واستقلالية تمكنها من وضع سياسات محددة للمناهج ومتابعة تأليفها وتدريسها والتأكد من مطابقتها للسياسات الموضوعة.
ودعا عويس طلبة الجامعة إلى ضرورة العمل على استثمار سنوات دراستهم في الجامعة بما ينفعهم من خلال الحرص على الانخراط في البرامج والأنشطة اللامنهجية التي تقدمها عمادة شؤون الطلبة على شكل مبادرات وأعمال تطوعية وخدمية، وندوات ومحاضرات لأن مثل هذه الفعاليات كفيلة بتنمية قدرات الطالب وإكسابه المهارات التي من شانه الاستفادة منها وتحقيق التنافسية على أساسها حين تخرجه من الجامعة وانتقاله إلى سوق العمل الذي لم يعد يكتفي بالشهادة الجامعية كشرط لدخول هذه الوظيفة أو تلك مؤكداً أن التطورات التقنية المتلاحقة قد فرضت على الطالب أن ينطلق إلى آفاق أوسع وألا يتحرك ضمن إطار محدد إذا ما أراد أن يكون له مكاناً يعمل فيه ويحقق ذاته من خلاله.
من جانبها أكدت الدكتورة أمل نصير عميدة شؤون الطلبة أن إصلاح التعليم بجميع مراحله يعد اللبنة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة في بلدنا الغالي حيث عمل جلالة الملك عبد الله الثاني ومنذ توليه سلطاته الدستورية على تطوير النظام التعليمي في الأردن ليصبح نظاماً عصرياً قادراً على استيعاب المفردات والمفاهيم الحديثة التي نجمت عن التطور السريع في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في العالم.
وأكدت نصير أن نجاح أي عملية تنموية يعتمد في الأساس على نجاح النظام التعليمي في هذا المجتمع ذلك أن التعليم والتنمية هما وجهان لعملة واحدة لأن محورهما الإنسان وغايتهما بناء الإنسان وتنمية قدراته وطاقاته من أجل تحقيق تنمية مستدامة شاملة تنهض بالفرد والمجتمع إلى مقام الدول المتقدمة مشيرة إلى أن الإستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تشكلت لجنتها الرئيسية بإرادة ملكية سامية قد عملت على ترجمت هذه الرؤية التي تؤمن بالتعليم بجميع مراحله كقاعدة ومنطلقاً لتحقيق التنمية والتطور في المجتمع في كافة المجالات.
وفي نهاية المحاضرة التي حضرها الأستاذ الدكتور فواز عبد الحق نائب رئيس الجامعة وعدد من عمداء الكليات والمسؤولين في الجامعة أجاب الدكتور عويس على أسئلة الطلبة واستفساراتهم التي تمحورت حول عمل الإستراتيجية والطرق والسبل الكفيلة بتنفيذ توصياتها وقراراتها التي ستنهض بالعملية التعليمية في المملكة الأردنية الهاشمية وبما ينسجم ورؤى وتطلعات قائد الوطن جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.