قال مفتي عام المملكة الدكتور محمد خلايلة إننا إذا أردنا أن نعيد تقدم الأمة الإسلامية من جديد فعلينا أن نعود إلى سنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأن نعود إلى تجاربه في بناء المجتمع الإسلامي، فكلما عادت الأمة لكتاب الله عز وجل وهدي نبيها محمد في كافة المجالات الحياتية كلما كانت في عزة ومجد شامخ.
وشدد خلال كلمة القاها في الاحتفال الذي نظمته كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك بمناسبة المولد النبوي الشريف، برعاية رئيس الجامعة الدكتور زيدان كفافي، أن رسولنا الكريم علمنا أن الأمة تبنى بالتخطيط المحكم وليس بالمعجزات، مؤكدا ضرورة العودة للسيرة النبوية في التعامل مع القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وخاصة في هذا الزمن الذي تمر به المنطقة بظروف صعبة على مختلف الصعد، فقد جاء الرسول معلما، وجاء بمشروع بناء أمة ذكرها الله في كتابه الكريم وجعلها خير أمة أخرجت للناس، لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، لافتا إلى أن أول آية قرآنية نزلت على سيدنا محمد هي (إقرأ)، فالقراءة ليست لذاتها وإنما لصناعة إنسان ومنهجية وعلم، وبناء حضارة، الأمر الذي يفرض علينا في مجال التعلم والتعليم مسؤوليات كبيرة.
بدوره القى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور أسامة الفقير كلمة أشار فيها إلى ان الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جاء إكراما لأنفسنا ومن حق نبينا الكريم علينا، داعيا الطلبة لتطبيق تعاليم الدين الاسلامي ومنهج رسولنا في كافة تصرفاتهم ومسلكهم في الحياة، معربا عن فخر اليرموك بأن سماحة المفتي أحد خريجي الجامعة، مشددا سعيها لبذل المزيد من الجهد والعطاء من أجل إعداد وتخريج الكفاءات القيادية في العالم الإسلامي بما يسهم في تطبيق العدل وتعاليم ديننا الاسلامي السمح.
من جانبه أشار عميد كلية الآداب الدكتور محمد بني دومي أن مولد نبينا الكريم كان نقطة تحول أضاءت درب الإنسانية، وأن الاحتفال بهذه المناسبة يعد فرصة لتصحيح مسار الأمة والعودة للفكر الإسلامي المعتدل، والاقتداء بمنهج الرسول، ورفض الفكر المتطرف، داعيا الشباب للتحلي بالأخلاق الحميدة قولاً وعملاً، ومواجهة الضغوط الحياتية اليومية وترسيخ ثقتهم بالله عز وجل، وحب الوطن، والابتعاد عن الجماعات المتطرفة من اجل تعزيز ثبات الجبهة الداخلية.
كما القى عميد كلية الاعلام بالجامعة الدكتور علي نجادات كلمة في الاحتفال قال فيها إننا نعيش في هذه الأيام عبق ميلاد خير البرية، فميلاده لم يكن ميلاد رجل عادي، فقد اصطفاه الله من خير خلقه، وهيأه ليحمل أعظم رسالة للبشرية، رسالة الإسلام، والأمان، والعدل، والتسامح، والرحمة، فكانت ولادة محمد نور أضاء الكون وحدثتنا الكتب التاريخية والاسلامية عن ارهاصات وأحداث سبقت ورافقت مولده الكريم وكأنها إشارات تدل على عظمته وبركته وتأييده من الله سبحانه وتعالى، وجاء مخلصا للبشرية مما كانت تعانيه من ظلم وتيه وظلام، مشددا على ضرورة استذكار مولد سيدنا محمد بهذه الأمجاد والرحمة، ومضمون ما جاء به من أخلاق وتشريعات ونظم كفيلة بإيجاز حياة كريمة وعزيزة، داعيا الشباب وخاصة طلبة الجامعات لدراسة سيرة نبينا محمد والاقتداء بمبادئه وتصحيح الصورة المغلوطة للعالم عن الإسلام وأمة الإسلام.
وتضمن الحفل الذي حضره نائبا رئيس الجامعة الدكتور أنيس خصاونة، والدكتور فواز عبد الحق، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية، وحشد من طلبة الجامعة، القاء قصيدة شعرية للدكتور أسامة الغنميين مساعد عميد كلية الشريعة لشؤون الطلبة بعنوان (فاض الضياء).