قال رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي إن التواصل والاتصال الايجابي مع المجتمع المحلي يعد من اولويات جامعة اليرموك، وذلك من خلال تسخير خبراتها وكفاءاتها العلمية لدراسة وتحليل الظواهر المجتمعية، وإيجاد الحلول للقضايا والمشاكل التي تمس بأفراد المجتمع.
وأشار خلال فعاليات الندوة العلمية التي نظمتها اللجنة الثقافية في الجامعة حول التغيرات المناخية، إلى أهمية تفعيل التشاركية بين القطاع الأكاديمي وكافة القطاعات الأخرى بما يسهم في تنمية المجتمع وتطوير مؤسساته الأخرى، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، من خلال تسليط الضوء على القضايا المجتمعية ومحاولة معالجتها، وتوظيف العلوم المختلفة من اجل خدمة أفراد المجتمع.
وأوضح كفافي إلى أهمية دراسة التغيرات المناخية وتحليلها، لتكون جرس الانذار لتنبيه المسؤولين من أجل اتخاذ الاحتياطات والاجراءات اللازمة لتفادي حصول أية خسائر مادية، وتحذير المواطنين للحفاظ على سلامتهم، لاسيما بعد الفاجعتين اللتين تعرض لهما المجتمع الاردني في سيول ماعين وضبعة وأودت بحياة عدد من أطفالنا وشبابنا.
بدوره قال عميد كلية الآداب أستاذ المناخ في الجامعة الدكتور محمد بني دومي إن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة بشكل عام كانت تحدث في السابق، ولكن تكرارها في تزايد في الآونة الأخيرة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، لافتا إلى ضرورة دراسة طبيعة الحالة الجوية في طبقات الجو العليا والتي تؤثر بشكل رئيس على فعالية وقوة حالة عدم الاستقرار والتغير الجوي في المنطقة.
وأوضح أن حالة عدم الاستقرار تحدث نتيجة لعدة عوامل منها زيادة تسخين سطح الأرض بسبب زيادة قدرة الغلاف الغازي على حجز الأشعة الحرارية الرضية والاحتفاظ بها الأمر الذي يؤدي إلى التأثير على أنظمة الضغط الجوي والرياح والهطول، إضافة إلى وجود حوض علوي بارد، وارتفاع نقطة الندى التي تسهم في تسريع التكاثف على ارتفاعات اقل من المعتاد، وزيارة سرعة الرياح الإعصارية، الأمر الذي يؤدي إلى تشكيل جبهة هوائية ثابتة أو بطيئة الحركة، ينتج عنها هطول غزير ومفاجئ للأمطار في منطقة معينة.
وأشار بني دومي إلى الإجراءات الواجب اتخاذها من أجل تلافي حدوث أية أضرار مستقبلية في حال حدوث حالات عدم استقرار جوي، ومن أهمها دراسة الظروف الجوية العلوية التي تنعكس على الحالة الجوية لسطح الأرض، ومعرفة المناطق التي ستكون عرضة لحالة عدم الاستقرار، وتوسيع الطرق وتحذير المواطنين.
من جانبه أشار المستشار العلمي لموقع طقس العرب الدكتور أحمد الشريدة أن الموسم الشتوي لعام 2018 سيشهد تغيرات كبيرة، وحالات من عدم الاستقرار تؤثر على جنوب المملكة، في حين يكون تأثير هذه الفعاليات أقل على شمالها، مشددا على ضرورة تكاتف الجهود بين الاكاديميين والخبراء والمسؤولين في الدولة لدراسة وتحليل الحالة الجوية واصدار التحذيرات واتخاذ الاجراءات اللازمة، بالإضافة إلى محاولة تغيير بعض الممارسات البشرية والصناعية التي تزيد من مشكلة الاحتباس الحراري، والتكيف مع هذه الظاهرة.
وحضر الندوة التي أدارها عضو اللجنة الثقافية في الجامعة الدكتور خلف الطاهات، عميد البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور قاسم الحموري، ومديرة مركز اللاجئين والنازحين والهجرة القسرية الدكتورة آيات نشوان وعدد من خبراء البيئة واعضاء الهيئة التدريسية، وحشد من الطلبة.