افتتح رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي أعمال ندوة "العمل الثقافي في اربد الحاضر والمعوقات والتطلعات" التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والادبية في الجامعة.
وقال كفافي إن مفهوم الثقافة مفهوم واسع يضم الحضارة والمدنية، حيث بدأ الإنسان ومنذ نشأته بصنع ثقافته، مشيرا إلى أن كل ما تضمه مدينة اربد يعتبر جزء من ثقافتها سواء في الآثار التراثية والأثرية الموجودة فيها، أو التاريخ الشفوي المسجل، أو الأعمال المعاصرة المكتوبة.
وأشار إلى أن جامعة اليرموك قد أخذت على عاتقها, ومنذ اليوم الأول لتأسيسها مسؤولية التفاعل والتواصل مع محيطها الاجتماعي, بمؤسساته الثقافية والمهنية والتعليمية وغيرها، حيث جعلت خدمةَ مجتمعِها هدفاً أساسياً لها, بل جزءاً أساسياً من رسالتها، فأدركت اليرموك منذ البداية أن رسالة الجامعة لا تنحصر بالبرامج التعليمية والفعاليات الأكاديمية فحسب, بل كذلك في تأسيس دوائر خدمة المجتمع ومد أيدي التعاون إلى المؤسسات القائمة والتفاعل الإيجابي معها وتقديم ما أمكن من وسائل العون المادي والمعنوي, بما في ذلك وضع مرافقها في خدمة أي فعالية تلتقي مع رسالتها وتصب في خدمة المجتمع.
ولفت إلى أن مدينة اربد ومنذ القديم تضم نخبة من الأدباء والمثقفين الذين أضاءوا دروب الثقافة العربية، وكان لليرموك من نور عطائهم نصيب فأبناء اليرموك كانوا وما زالوا رموز مشعةٌ للإبداع الثقافي العربي والمحلي, انعكس على أبنائها وعلى كافة فئات المجتمع المحلي من حولها.
وقال إننا ننظر إلى لقاء اليوم بقدر من الاهتمام الخاص, وبوصفه خطوة أولى في مستهل هذا العام الدراسي في الطريق نحو استعداد جامعة اليرموك وكرسي عرار على نحو خاص, وغير ذلك من المؤسسات للحدث القادم الأهم, وهو إعلان اربد عاصمة للثقافة العربية عام ألفين وواحد وعشرين, وذلك بعد أن أثبتت هذه المدينةُ ببنيتها التحتية وبمؤسساتها جدارتَها لتبوؤ هذه المكانة ولإنجاز ذلك الحدث, وبعد أن تأكدت أهليتُها الثقافيةُ والإبداعية, لأن تكون مركزَ اهتمام الأوساط الثقافية العربية والعالمية خلال ما سيتبع هذا الحدث من فعاليات مكثفة ومتلاحقة.
بدوره أشار شاغل كرسي عرار الدكتور نبيل حداد إلى أن الكرسي استهل نشاطاته لهذا الموسم بهذا اللقاء الثقافي المهني، حيث اولى الكرسي اهتمامه بان يضم الفعاليات الثقافية الاساسية في هذه مدينة اربد التي نجحت بتاريخها الحافل وبجهد ابنائها ومؤسساتها ولا سيما جامعة اليرموك في وضع ماضي هذه المدينة وحاضرها ومستقبلها على خريطة العمل الثقافي المنتج والفاعل على الصعيدين الوطني والعربي.
وقال اننا نتطلع هذا اليوم إلى مزيد من الانفتاح بين جامعة اليرموك والمؤسسات الثقافية في منطقتها بعضها على بعض لعل هذا التواصل يثمر في الايام القادمة جهودا متضافرة لخدمة الثقافة الوطنية، وخدمة الوطن بعامة، مشيرا إلى أن العمل الثقافي اليوم بات يواجه المزيد من التحديات في عصر التقدم التكنولوجي والمصحوب باهتمام عام لا يتناسب مع اهميته، لافتا الى ان العمل الثقافي يوفر في بعض الاحوال ما لا يوفره اي طريق معرفي آخر من حيث انتشار الوعي والتطور والتقدم فهو الوسيلة الفضلى لتحقيق ما بات يشكل المسعى المشترك لكل المجتمعات وهو التنمية المستدامة.
وتضمنت فعاليات الاحتفال عرض فيديو من إعداد كرسي عرار استعرض الحركة الثقافية في مدينة اربد التي كانت في مستهل الألفية الثالثة أول مدينة للثقافة الأردنية، فقدمت اربد للأردن رمز الشعر وعنوانه فيها "عرار"، وأيقونة الغناء الأردني "توفيق النمري"، كما قدمت أول مجموعة قصصية تحمل عنوان "أغاني الليل" لمحمد صبحي أبو غنيمة، واستعرض الفيديو جهود المؤسسات ثقافية في اربد كوزارة الثقافة اربد ممثلة بالمركز الثقافي، وبيت عرار، ورابطة الكتاب، والملتقي الثقافي، والمنتدى الثقافي، وما تشهده جامعات اليرموك والجامعات الأخرى من أنشطة ثقافية.
وحضر افتتاح الندوة نائب رئيس الجامعة الدكتور فواز عبدالحق، والشاعر نايف أبو عبيد، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، حيث تضمنت فعالياتها جلسة ترأسها الشاعر الدكتور محمد المقدادي، وادارها الدكتور أحمد أبو دلو، وشارك فيها الدكتور محمد عناقرة رئيس المنتدى الثقافي في اربد، والدكتور سلطان الزغول مدير ثقافة اربد، والدكتور خالد شرايرة رئيس ملتقى اربد الثقافي، والأستاذ عبد المجيد جرادات رئيس رابطة الكتاب في اربد.