نظمت كلية الإعلام في جامعة اليرموك ندوة حول العلاقات الدبلوماسية الأردنية الروسية، وذلك بمناسبة مرور 55 عام على إقامة هذه العلاقات، بمشاركة نائب السفير الروسي السيد أوليغ ليفان، وبحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الطلابية والاتصال الخارجي الدكتور فواز عبد الحق.
وأكد ليفان خلال حديثه على دعم روسيا الاتحادية للمنطقة العربية بشكل عام والذي بدأ منذ حركات التحرر الوطني التي شهدتها المنطقة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث ساعدت روسيا في تقوية الجيوش العربية، إضافة إلى دورها في عمليات التسوية السياسية من خلال سعيها لإيجاد حل وسطي توافقي مع الدول المؤثرة في المنطقة.
وقال إن العلاقات الأردنية الروسية بدأت منذ عام 1963 بإنشاء السفارة الروسية في عمان، والسفارة الأردنية في موسكو، مشيرا إلى تطور العلاقات بين البلدين بعد عام 1967 حيث قامت روسيا بتدريب العسكريين الأردنيين على استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة الحديثة، كما أن تبادل الزيارات بين قيادة البلدين سواء في عهد جلالة المغفور له الملك الحسين، أو في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني الذي حرص على توطيد العلاقات التعاونية بين الأردن وروسيا على مختلف الصعد الاقتصادية والسياسية والثقافية والتعليمية والسياحية، مؤكدا اهتمام الجانب الروسي بأن تبقى الأردن جزيرة للأمن والسلام في المنطقة.
وفيما يتعلق بموقف روسيا من القضية الفلسطينية أكد ليفان أنها تدعم إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وأن تكفل حقوق الفلسطينيين في اطار التسوية مع اسرائيل، مشيرا إلى اهتمامها بإزالة كافة الفصائل الإرهابية في سوريا نظرا لتأثير هذه الفصائل على أمن الدول سواء داخل المنطقة العربية أو خارجها.
واستعرض ليفان تطور العلاقات الروسية الأردنية حيث بلغ عدد السياح الروس الزائرين للأردن خلال العام الماضي 70 ألف سائح، كما زاد نسبة تعلم واستخدام اللغة الروسية من قبل الشباب الأردني خاصة في المناطق الأثرية والسياحية، مشيرا الاهتمام البالغ الذي توليه السفارة الروسية بتعزيز التعاون بين مؤسسات التعليم العالي الأردنية والروسية حيث تقدم وزارة التعليم العالي في روسيا عشرات المنح للطلبة الأردنيين الراغبين باستكمال دراستهم في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مختلف التخصصات التي تطرحها الجامعات الروسية، لافتا إلى أن للمركز الثقافي الروسي دور كبير في زيادة الوعي بهذه المنح، ونشر وتعليم اللغة الروسية للراغبين بذلك.
بدوره أكد عبدالحق ان اليرموك تفتح أبوابها على الدوام لتعزيز تعاونها مع مختلف الجامعات الدولية المرموقة الأمر الذي ينعكس إيجابا على سير العملية التعليمية في الجامعة، مشيرا إلى تميز خريجي الجامعات الروسية من الطلبة الأردنيين الذين أثبتوا جدارتهم في مختلف التخصصات كالطب والهندسة والرياضة، لافتا إلى ان كلية التربية الرياضية باليرموك تضم كفاءات علمية متميزة من خريجي الجامعات الروسية.
وأشاد بدور كلية الإعلام في التنظيم لهذه الندوة التي من شأنها أن توضح الدور الروسي البارز الذي تلعبه في المنطقة، وإرثها العلمي واللغوي الكبير، بالإضافة إلى تغيير الصورة النمطية السائدة لدى البعض عن روسيا الاتحادية خاصة في الجانب العلمي والأكاديمي.
من جانبه أوضح عميد كلية الاعلام الدكتور علي نجادات أن العلاقات الدبلوماسية الأردنية الروسية بدأت في 21/8/1963، وهي علاقات تتسم بالتوافق والتطابق حيال معظم المواقف السياسية، مشيرا إلى ان روسيا الدولة والشعب كانت وما زالت صديقة لكل العرب لا تفكر بالتعدي عليهم أو استغلالهم.
ولفت إلى أن حرص قيادة الدولتين على معالجة القضايا التي تواجهها المنطقة العربية وفقا للحلول السلمية، موضحا أن العلاقات الأردنية الروسية تشهد تطورا ملحوظا على المختلف الصعد وخاصة التعليمية والثقافية.
عضو جمعية الصداقة الروسية الدكتور فايز أبو عريضة استعرض بدوره نشأة العلاقات الأردنية الروسية وتطورها منذ عام 1963، حيث لعبت دورا هاما في تقديم الدعم المعنوي والعسكري لحركات التحرر في الوطن العربي، لافتا إلى انه ومنذ بدايات العلاقات بين البلدين بدأ الاتحاد السوفيتي باستقبال الطلبة الأردنيين لاستكمال دراستهم الجامعية في الجامعات الروسية المختلفة، لافتا الدور المحوري والفاعل الذي قام به جلالة المغفور له الملك الحسين في تقوية العلاقات الاقتصادية والعسكرية والثقافية بين البلدين.
وفي نهاية الندوة التي حضرها عميد كلية التربية الرياضية الدكتور حسن الوديان، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في كليتي الإعلام والتربية الرياضية ومجموعة من طلبة الكليتين أجاب ليفان على اسئلة واستفسارات الحضور.