رعى السيد جمال الصرايرة نائب رئيس الوزراء السابق حفل تكريم أوائل خريجي الفوج التاسع والثلاثين من طلبة جامعة اليرموك، الذي نظمه نادي خريجي الجامعة، بحضور نائبا رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فواز عبدالحق، والأستاذ الدكتور أنيس خصاونة.
وقال الصرايرة ن ان جامعة اليرموك هذا الصرح العلمي الذي يشار اليه بالبنان قد رفدت الوطن العربي ومختلف دول العالم بكوادر بشرية اثبتت على الدوام انها على جانب كبير من التميز وقادرة على احداث القيم المضافة في المجالات المتنوعة، مشيدا بهذه الجامعة العريقة التي مضت قدما في تحقيق رسالتها من خلال اعداد الكفاءات العلمية في مختلف حقول العلم والمعرفة وتقديم تعليم متميز، وانتاج علمي ابداعي يخدم المجتمع ويسهم في بناء اقتصاد المعرفة من خلال ايجاد بيئة جامعية محفزة للابداع وتجسيد مبادئ حرية التفكير والتعبير والاستجابة لمتطلبات المجتمع والتطور العلمي.
وأشاد بحرص جامعة اليرموك على الوفاء للقيم الحاكمة التي توافق عليها حيث ساهمت هذه القيم في صياغة خريجين تجتمع فيهم المعرفة والاخلاق والانسانية والقدرة على التنافس والشعور بالمسؤولية والبذل والعطاء، مشيرا إلى أن نجاح الخريجين بحياتهم يقتضي ان ينخرط كل واحد وواحدة منهم في نهج تعلم مستمر تتراكم فيه الخبرات والعمل الجاد من اجل ان يسهموا بشكل فاعل في تقدم المجتمع ورفاه الوطن وحماية مصالحه.
وقال الصرايرة انه وفي ظل التحديات ان يعاني منها الوطن العربي سواء السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية يتحتم على الاردن التنوع وتنمية حرية تأسيس المشاريع لزيادة الفرص للشباب لإعداد الاردن متكامل مع الثورة الصناعية الرابعة التي تجتاح عالمنا، مستعرضا بعض ما صدر في تقرير التنافسية العالمية للاعوام 2017 و 2018 والذي يعتمد على مؤشرات عدة منها جودة البنيات التحتية، والمناخ الاقتصادي، والمؤسسات، والتعليم، والصحة، وكفاءة سوق العمل، وتطور السوق المالية، وحجم السوق الداخلية، والإبداع، لافتا الى ان الارتقاء باعداد الوظائف ذات القيمة المضافة العالية والمتنامية والتي تعتمد في معظمها على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة يصب في جهود النهوض بتنافسية الدولة الاردنية.
واشار الصرايرة الى انه ليتمكن الشباب من الالتحاق بسوق العمل فانه يتوجب عليهم التسلح بالمهارات اللازمة لاداء الوظائف التي يوفرها القطاع الخاص الفاعل او الوظائف التي يوفرونها بانفسهم من خلال الاتجاه نحو منحى خلاق بإنشاء المشاريع الصغيرة او متناهية الصغر في ظل شح الوظائف في القطاع العام بل وانعدامها.
بدوره رحب عبد الحق في بداية حديثه بالصرايرة، وقال إن الجامعات تعد عقل الدولة ونبض تفكيرها التي تخرج الكفاءات القادرة على تحقيق نهضة الاردن في مختلف المجالات، مؤكدا ان تكريم المتميزين من الطلبة ومتابعتهم ورعايتهم امر يتوجب على جميع القيام به مما يكفل مواصلة هؤلاء الطلبة لابداعاتهم وقدرتهم على الابداع والريادة في مجال عملهم.
من جانبه ألقى رئيس النادي الدكتور عصام العزام كلمة قال فيها إن نحتفل اليومَ بتكريمِ فوجٍ جديدٍ مِنْ أوائلِ ومتفوقيِّ خريجيِّ جامِعَةِ اليرموكِ أكْمَلَ مسيرةَ التعليمِ في هذه الجامِعَةِ العريقَةِ بتفوقٍ وتميزٍ ونجاحْ ليُحَقِقُ طُمُوحَ هذا الوطَنِ العزيزِ وقيادَتِهِ.
وقال إن الخريجين قد خاضوا غِمَارَ تَجْرُبَةٍ رائِدَةٍ مِنَ الْجِدِّ والاجتهادِ، والمثابَرَةِ والاستعدادْ؛ فأَثْبَتُّوا قُدْرَتَهم على شَقِّ طَرِيقِهم نَحْوَ آفاقٍ رَحْبَةٍ مِنْ سَمَاءِ التَّفَوِّقِ وَفَضَاءِ التَّمَيُّزِ، ميدا بجهود أساتذة الجامعة على ما قَدَّمُوهُ وبذلوهُ مِنْ جُهُودٍ غَالِيَةٍ فِي تَعْلِيم الطلبة وَتَثْقِيفهم، وصَقْلٍ مَهَارَاتِهمْ، وَاِكْتِشَافِ إِبْدَاعَاتِهم وَقُدْرَاتهمْ، داعيا الخريجين إلى استثمار كفاءاتهم وَمَا اِكْتَسَبْتُمُوهُ مِنْ مَهَارَاتٍ وَخِبْرَاتٍ في خدمة وطنهم.
وأشار العزام إلى ان اليرموك تعد جَامِعَةُ وَطَنِيَّةُ رَّائِدَةُ في اِلتَّعْلِيمِ العَالِي فِي مملكتنا الحبيبة تَجدُ نَفْسَهَا مُلْتَزِمَةً تَحْتَ إمْرَةِ قيادتنا الفذة لتَقُومَ بِدَوْرٍ فَاعِلٍ في التصدي للتحديات التي تواجه وطننا، لافتا إلى أن الجامعة خَرَّجَتْ العديد من عقول الأُمةِ المثقفةِ التي نَجِدها اليَوْمَ فِي كُلِّ مَوْقِعٍ مِنْ مَوَاقِعَ بَنَّاءِ الحَيَاةِ، وَهُمْ يُسْهِمُونَ بِأَفْكَارِهِمْ وَجُهُودِهِمْ فِي بِنَاءِ الأردن.
بدوره القى الطالب سيف الدين عتوم الأول على قسم القانون الخاص في درجة الماجستير كلمة باسم زملائه الخريجين عبر فيها عن شكره لجامعة اليرموك التي ضلت لدوام الأيام منارة إشعاع علمي وحضاري، ومركزاً للتطويرِ وصقلٍ للمعرفة، لافتا إلى ان تفوقهم ما كان ليكون لولا فضل أساتذتنا الكرام الذين كانوا بإخلاصهم وعطائهم القدوة الحسنة، وقدموا للطلبة عصارة علمهم وخبراتهم العلمية والعملية، ولم يتوانوا من دفع الطلبة للعمل بِجِد، والاجتهاد برفق، ورعايةٍ وحزمٍ مع خلق كريم.
وقال إن الأمة التي تعتني بمتفوقيها في مجال التحصيل العلمي قد بلغت قمة الرقي الحضاري، فهذا الحفل اليوم ما هو إلا تجسيد لهذا الاعتناء بالمتفوقين، لافتا إلى أن خريجي الجامعات يقفون أمام تحدٍ كبير متمثل بسوق العمل وما يعانيه في وطننا الأردن من أزمات، وما يلاقيه من تدفق هائل في أعداد الخريجين، لذا فإنه يقع على عاتق القطاع الخاص واجب التكاتف مع القطاع الحكومي من أجل استقطاب هذه الكفاءات العالية من خلال إيجاد الوظائف المناسبة لهم، وتوفير الدعم المالي بإتاحة المنح الدراسية، وتبني القدرات البحثية، والتدريب العملي ليتسنى لهم الانخراط في سوق العمل، مؤكدا أن طلبة العلم الذين يجدّون ويجتهدون ويتفوقون في مجالهم الدراسي هم كنز ذخير لوطننا، وأنِّ جِدَهم واجتهادهم من دعامات هذا البلد الراسخة.
وفي نهاية الحفل الذي حضره محافظ اربد رضوان العتوم، وعدد من عمداء الكليات والمسؤولين في الجامعة، وذوو الطلبة المكرمين سلم الصرايرة الشهادات التقديرية للطلبة.