نظم منتدى عبدالحميد شومان الثقافي حفلا لإشهار كتاب "تاريخ شبه الجزيرة العربية وآثارها قبل الإسلام" للأستاذ الدكتور زيدان كفافي رئيس جامعة اليرموك، بحضور الشريفة نوفة بنت ناصر، وبمشاركة كل من الدكتور حسين أبو الحسن من السعودية، و الدكتورة هند ابو الشعر، والدكتورة فاطمه المهيري من الامارات، والدكتور معاوية إبراهيم، وأدار الحوار الدكتور سلطان المعاني.
وقال كفافي خلال الحفل إن اهتمامه بدراسة الجزيرة العربية بدأ عندما عمل لمدة عامين في جامعة الملك سعود 1989-1991 فاصبح في ذلك الوقت في وسط الحدث، حيث قام بزيارة عدد من المناطق الأثرية في السعودية، وأثناء ذلك صدر له كتاب آثار الأردن في العصور الحجرية، وأخذ على عاتقه أن يؤلف كتاب عن تاريخ شبه الجزيرة العربية.
وفي عام 1986 زار اليمن وشارك في عدة أوراق علمية لدراسة الآثار اليمينة، وفي عام 2004 حاضر عن تاريخ شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام في الجامعة الأردنية، كما ساهم في كتابة فصل كتاب أبو ظبي واللؤلؤ الذي نشر في عام 2011 للدكتورة فاطمة المهيري، وفي عام 2011 عين عميدا لمعهد الملكة رانيا للسياحة والتراث في الجامعة الهاشمية مما أسهم في تجميع كم من المعلومات لديه عن تاريخ الجزيرة العربية الأمر الذي أصبح حافزا لديه في نشر مادة علمية عن شبه الجزيرة العربية .
وأشار إلى انه عضو في جمعية الأمير عبدالرحمن السديري السعودية، حيث شارك في العديد من المؤتمرات التي عقدتها الجمعية حول آثار العالم العربي بشكل عام، والجزيرة العربية بشكل خاص، كما عين مستشارا للمجلة العلمية التي تصدر عن الجمعية، مشيرا إلى انه تم تأسيس مركز عبدالرحمن السديري الثقافي من رحم الجمعية الذي أشرف على اصدار الكتاب.
وقال كفافي "للذين عاشوا ويعيشون على أرض شبه الجزيرة العربية خاصة وفي العالم العربية عامة، هم عرب قبل أن يكونوا وثنيين ويهود ومسيحيين ومسلمين، والمتتبع لتاريخ شبه الجزيرة العربية يرى أن هناك تواصل تاريخي وازدهار حضاري"، وأضاف قائلا "عرب ما قبل الإسلام هم هرب ما بعد الإسلام، واهل الجزيرة العربية من عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم أنتجوا حضارة انسانية متسامحة ومتصلة مع غيرها".
وأضاف إن الدراسات التي اهتمت في الجزيرة العربية في فترة ما قبل الإسلام لم تكن كافية للإطلالة على تاريخ المنطقة، مقارنة بالدراسات التي نظرت في الفترة الإسلامية على اختلاف مراحلها، فقدم محاولة جادة لدراسة الماضي، وفهم آثاره، وبالتالي دراسة أحوال الإنسان وأسباب الانقراض الأمم وزوال الحضارات، وهو يأخذنا إلى معرفة جوانب تاريخية عدة، قد تساعدنا على فهم الأوضاع في تلك الفترة بصورة مرضية.
ويوضح كفافي في كتابه آلية عمل المكتشفات الأثرية التي قامت بها البعثات الأوروبية والعربية في مختلف مناطق الجزيرة العربية، وما قدمه الباحثون العرب والأجانب من الكتب والبحوث العلمية عن تلك الفترة، حيث يشير إلى أن تاريخ الجزيرة العربية قبل الاسلام بحاجة غلى دراسة معمقة من الجوانب كافة، لاسيما أن الجزيرة العربية شكلت منذ القدم معبرا بين القارات الثالث؛ آسيا وافريقيا وأوروبا، وانطبقت منها إلى البلدان المجاورة هجرات بشرية كان آخرها الفتح الإسلامي.
وشكر كفافي مؤسسة الكسندر فون هومبولت الألمانية التي دعمت تأليف هذا الكتاب، بالإضافة إلى زملائه في اليمن وعمان والسعودية والكويت والامارات العربية المتحدة، شاكرا جهود مؤسسة عبدالحميد شومان التي تدعم الباحثين والمثقفين العرب.
وأشار كل من أبو الشعر، وأبو الحسن، والمهيري، وابراهيم، إلى أن كتاب "تاريخ شبه الجزيرة العربية وآثارها قبل الإسلام" يقع في 644 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 16 فصلا، مشيرين إلى ان إهداء الكتاب كان متميزا حيث كان الإهداء إنساني لأهل الضاد، ويحمل رسالة حضارية كبيرة تعظم فضل الأجداد، مشيرين إلى أن الكفافي قدم في كتابه صورة حضارية لكل أجزاء الجزيرة العربية، الأمر الذي يعتبرا صعبا جدا ان تشمل دراسة واحدة كل أجزاء شبه الجزيرة نظرا إلى كبر مساحتها، مشيدين بمضمون الكتاب الذي اشتمل على دراسة معظم مناطق شبه الجزيرة العربية منذ القرن 16، حيث أوضح المؤلف في كتابه عن ازدهار تلك الفترة نظرا للآثار التي تواجدت في مناطق شبه الجزيرة، لافتين إلى أهمية زيادة تركيز الباحثين لإجراء الدراسات البحثية عن هذه الفترة.
وفي نهاية حفل الإشهار الذي حضره وزيرة السياحة والآثار لينا عناب، ورئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك الأستاذ خالد العمري، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات العلمية الأستاذ الدكتور أحمد العجلوني، ونائب رئيس الجامعة لشؤون الكليات الإنسانية الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة، وثلة من الأكاديميين والباحثين والمثقفين الأردنيين والعرب، أجاب كفافي على اسئلة واستفسارات الحضور حول مضمون الكتاب.