مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، رعى عميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة، الندوة التي نظمها كرسي المرحوم سمير الرفاعي للدراسات الأردنية في الجامعة، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية لعام 2022، بعنوان "بلدية إربد.. التأسيس والتطوير والإنجازات"، والتي تحدث فيها رئيس بلدية إربد الكبرى الدكتور نبيل الكوفحي.
وقال ربابعة في كلمته الافتتاحية، إن جامعة اليرموك تسعد باحتضان هذه الندوة الهامة، للحديث عن التأسيس والتطوير والانجازات ومشاريعها الطموحة، وفق رؤية خلاقة أهلتها لتتبوأ مكانة بارزة ضمن بلديات المملكة الرئيسية، فقد بنت الخطط المدرسة بعناية تشمل برامج العمل الدقيقة والتخطيط المتحضر لبرامج الاصلاح والتطوير، لينعم الجميع ببيئة مميزة وآمنة.
وأضاف أن بلدية إربد الكبرى تقف اليوم شامخة بكل مجد وكبرياء بمشاريعها الاستثمارية والخدماتية، التي تقدم للمواطنين بكل عدال ومساواة وبمختلف المجالات تفاعلا وتواصلا مع المجتمع المحلي، بكل فئاته وشرائحه وتتعاون مع مختلف الدوائر الرسمية والخدماتية داخل المحافظة.
وأشار ربابعة إلى أن بلدية إربد الكبرى ، تحظى بالتقدير والثقة المستدامة بجودة الخدمات كونها العصب الاجتماعي والخدمي والإداري للمدينة، فهي مؤسسة نموذجية تسهم في بناء مستقبل مدينة إربد وكلنا ثقة باستمرار استحداث إدارات جديدة تجسد الإرادة القوية من أجل تحقيق التغيير الشامل والمنشود، فيما يتعلق بتطور الأهداف والسياسات العمرانية المستقبلية واستيعاب الزيادة السكانية وإيجاد المناخ الاستثماري الجاذب، والمحافظة على الموارد الطبيعية والسياحية وتطوير منظومة النقل وإيجاد فرص العمل لأبناء المحافظة.
وقال شاغل الكرسي الدكتور محمد عناقرة، تعد بلدية إربد أول وأقدم بلدية تشكلت في شرق الأردن أيام العهد العثماني، إذ يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1883 وكان موقعها في الحارة الفوقا، وسط البلد، قرب ملك الحاج محمد المغربي، على طريق القلعة "السرايا" وبئر قاسم حجازي حيث كانت تقع قرب الدوائر الحكومية والسوق.
وأضاف في عهد المملكة، أخذت بلدبة إربد تحقق انجازات متميزة في مجال الخدمات، فقد فازت البلدية بالمركز الأول من بين بلديات الفئة الأولى بالمملكة، في مسابقة تقديم أفضل الخدمات التي نظمتها وزارة الإدارة المحلية.
ولفت عناقرة إلى انتخاب بلدية إربد كعضو في المكتب الدائم لمنظمة المدن العربية، كما واستضافت إربد المؤتمر العاشر للمكتب الدائم لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية عام 1988.
وقال الكوفحي إن مدينة إربد ضاربة في التاريخ، وقد حمل سكانها شرف الدفاع عن عروبتها وإسلامها وان شهداءها سطروا أروع المعاني في التضحية والبطولات عبر التاريخ.
وتابع: أن بلدية إربد، كما مدينتها منبعثة من عبق التاريخ فهي اقدم بلدية منظمة في الأردن، وما زال مبناها الذي تأسس عام 1881 شاهداً على ذلك، مؤكداً عزم البلدية على ترميم هذا المبنى بالتعاون مع مع كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك.
وتطرق الكوفحي إلى تاريخ البلدية التي كان رئيسها يتم بالتعيين أيام الحكم العثماني، بعدها أصبح انتخاباً، تبعه صدور قانون خاص بالبلديات مع تأسيس الإمارة ثم تم تعديله في خمسينيات القرن الماضي.
وأضاف ان المدينة بدأت بالتوسع مع مرور السنين، فقد تم ضم بعض البلدات الصغيرة المجاورة لها ثم جاءت عملية الدمج التي حولت إربد إلى اربد الكبرى التي يقطنها اليوم حوالي 2 مليون نسمة.
واشار إلى ان انتخاب رئيس البلدية هو الأصح دائما، وأن فكرة تعيين رئيس البلدية تتناقض تماماً مع فكرة الحكم المحلي وأسسه، مبينا ان المجلس البلدي الحالي جاء لخدمة الناس، وحملوا معهم أماني وتطلعات حولت لخطط تتخلص بأن تتحقق العدالة والتطور في المدينة، وان يقوم المجلس البلدي بإسعاد الناس بشارع ممهد ورصيف ميسر بلا ازدحامات ولا فوضى في الأسواق وبلا تلوث بصري، بحدائق خضراء ومدينة تعج بالنشاط الإنساني سواء أكان ثقافياً او فنياً او رياضياً او روحياً.
وتابع: ان البلديات تقوم بخدمة المواطنين ليل نهار، بكل تفاصيل حياتهم، و لكن حجم المسؤوليات أكبر بكثير من حجم الصلاحيات والإيرادات، وعليه جاء تفكير البلدية من خلال العمل بمسارين الأول خدمي تقليدي من خلال تقديم جميع الخدمات المتعارف عليها، والثاني تنموي بدأت به البلدية على ارض الواقع.
وأشار الكوفحي إلى أن هذا المسار يأتي ضمن المسؤولية المجتمعية للبلدية، تجاه الإنسان كما ويسعى لتشجيع الاستثمار بهدف إيجاد مشاريع كبرى تنعش المدينة اقتصادياً وتؤمن للشباب فرص العمل، وان البلدية بدأت فعلاً بتشجيع الاستثمار وتسهيله، وعليه أسست مجلساً اعلى للاستثمار ومجلس إدارة جديد لشركة البلد المملوكة للبلدية.
ونوه لقيام البلدية بتأسيس وحدة لتمكين الشباب وهي الأولى على مستوى بلديات المملكة، إضافة لوحدة لتمكين المرأة ومجلس أعلى للعمل التطوعي، مشدداً ان كل فضاءات البلدية متاحة للشباب وتحت تصرفهم وهي ملك المواطنين وليس ملك البلدية.
وشدد على أن البلدية ستتبنى أي مبادرة خلاقة وتدعمها، كما أنها ستنشئ مبادرة لريادة الأعمال واحتضان الأفكار الجديدة بتمويل كامل من القطاع الخاص.