رعى عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة اليرموك الدكتور آدم القضاة، الندوة العلمية التي نظمتها الكلية في مبنى الندوات والمؤتمرات، بعنوان" ثبوت الشهر القمري - رؤية شرعية فلكية"، شارك فيها كل من أمين عام دائرة الإفتاء الأردنية، وعضو مجلس الإفتاء الدكتور أحمد الحسنات، ورئيس قسم نظم المعلومات الجغرافية في جامعة آل البيت وأستاذ مادة الفلك في معهد القضاء الشرعي الدكتور علي نوح القضاة، تناولت وجهة النظر الشرعية والفلكية في ثبوت الشهر القمري.
وأكد الحسنات، أن الدين والعلم لا يتعارضان لان مصدر العلم والدين واحد وهو الله تعالى، مشيراً إلى أن الأهلة هي مواقيت للناس، لقوله تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ "، وعليه ارتبطت بها جملة من الأحكام الشرعية.
وأضاف لقد اهتم المسلمون منذ بداية عهد الإسلام برصد الأهلة ومتابعتها، ومن هذه الأحكام ما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعَدَدَ"، مبينا أن الشهر القمري بالأصل تسعة وعشرون يوماً او ثلاثون فقط، ففي الحديث أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: " الشَّهْرُ تِسْعٌ وعِشْرُونَ لَيْلَةً، فلا تَصُومُوا حتَّى تَرَوْهُ، فإنْ غُمَّ علَيْكُم فأكْمِلُوا العِدَّةَ ثَلَاثِينَ" .
وأشار الحسنات إلى أن مجمع الفقه الاسلامي الدولي اصدر قراراً يقتضي أنه إذا ثبتت الرؤية في بلد وجب على المسلمين في جميع البلاد الالتزام بها، وأنه يجب الاعتماد على الرؤية، ويستعان بالحساب الفلكي والمراصد، مراعاة للأحاديث النبوية، والحقائق العلمية، وعليه فإن الحسابات الفلكية تقبل للنفي وليس للإثبات، أي ان الشهادة برؤية الهلال تُعتمد اذا وافقت الواقع، أي الحسابات الفلكية وإلا ترد.
ولفت إلى أن مجلس الإفتاء هو المسؤول عن إثبات بداية شهر رمضان ونهايته، والمسؤولية جماعية وليست فردية وهي تبنى على ما يقدمه الفلكيون من معلومات وعلى نتائج الرصد التي ترد إليه من عدد من المراصد المحلية المنتشرة في عدة مواقع داخل المملكة.
من جهته، كشف الدكتور علي نوح القضاة، عن المبادئ الفلكية لكيفية رؤية هلال الشهر القمري، مبينا أن الرأي العلمي الفلكي في خدمة الرأي الشرعي الفقهي، وأن القرار النهائي في موضوع ثبوت الشهر أو عدم ثبوته هو قرار فقهي محض، وأن أصحاب الرأي العلمي هم في خدمة صاحب القرار الفقهي.
وتابع : ان الحسابات الفلكية لامجال فيها للخطأ، وهذا ما سبق إلى تقريره القرآن الكريم في قوله تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، من خلال معرفة حركة الاجرام السماوية بالنسبة لبعضها البعض بترتيب محكم ودقيق، وأن للقمر منازل تختلف باختلاف قربه أو بعده عن الأرض ودورانه حولها، ودوران الأرض والقمر حول الشمس، حيث يحدث الاقتران وهو البداية الفلكية وليس الشرعية للشهر عند وجود الأرض والقمر والشمس على خط أفقي وأحد، وهذا يتكرر كل 29.5 يوم، مردفاً أن الحسابات الفلكية تبين كذلك متى تكون الرؤية ممكنة ومتى لا تكون.
وفي نهاية الندوة، التي أدارها الدكتور خالد الشرمان من قسم أصول الدين في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، تم فتح المجال للنقاش والاستفسار والإجابة على ملاحظات الحضور من قبل المتحدثين.