ناقش نادي الكتاب في مكتبة الحسين بن طلال، بالتعاون مع مديرية ثقافة محافظة إربد، في لقائه لشهر آذار الحالي كتاب "تاريخ القرآن عند المستشرقين: دراسة تأصيلية نقدية"، من تأليف الدكتورة سناء الغزاوي.
واستضاف اللقاء مؤلفة الكتاب، والدكتور يحيى شطناوي من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، الذي تولى الإشراف على هذا العمل عندما قُدم كأطروحة لنيل درجة الدكتوراه في الكلية.
وبدأت الغزاوي حديثها بالتعريف بالكتاب، عارضة لتاريخ اشتغال المستشرقين بموضوع تاريخ القرآن الكريم، مبيِّنة غاياتهم من هذا الاشتغال ومنهجهم فيه، بإنه جاء موازيا لاشتغالهم بتاريخ الكتاب المقدس، على الرغم من الفوارق الظاهرة بين الكتابين، مشيرة إلى أن أكثر المستشرقين كان يحسن اللغات الشرقية بما فيها اللغة العربية.
وعرض شطناوي موقفه العلمي مما يُكتبه المستشرقون عن القرآن الكريم، داعيًا إلى محاورتهم في العلم، في الحدود التي تحتمل النقاش ولا تمسُّ بالمقدَّسات.
وأضاف أن بعض هؤلاء المستشرقين وقع في أخطاء واضحة عند دراسته للنصوص العربية القديمة نتيجة لقصور معرفته باللغة العربية، فيما اتفق شطناوي والغزاوي على أن بعض الجهود الاستشراقية كان لها فضل على الدراسات اللغوية العربية والإسلامية.
في ذات السياق، أثنى مجموعة من طلبة كلية الشريعة، ممن شاركوا في اللقاء، على جهود المؤلفة، وإلى ضرورة مناقشة ما ورد في الكتاب، ومقابلة الجهود العلمية التي يبذلها المستشرقون في دراسة حضارتنا بجهود مماثلة مبنية على المعرفة، متسائلين في الوقت نفسه عن قدرة هؤلاء المستشرقين على التعامل مع النصوص التراثية العربية.
يذكر أن الروائي هاشم غرايبة الذي يشرف على نادي الكتاب هو من تولى إدارة هذا اللقاء، الذي حضره مدير المكتبة الدكتور عمر الغول، ومجموعة من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة من مختلف الكليات، فيما أداره فنيًا كل من سامي أبو دربية وعبد القادر عوَّاد من قسم الدعم الفني.