مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية الدكتور موفق العموش افتتاح فعاليات اليوم العلمي لعمادة البحث العلمي والدراسات العليا "البحث طريق الابتكار"، والذي نظمته عمادة البحث العلمي والدراسات العليا بالجامعة.
وأكد العموش في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح على أن الجامعات المتقدمة والرائدة هي التي أدركت أهمية البحث العلمي وقيمته في عالم متغير وسريع، فتقدم أي أمة أو حضارة أو دولة أمر مرهون بمستويات تقدمها في مجالات البحث العلمي، وتوظيفه في أوجه النفع المجتمعية والإنمائية.
وشدد العموش إلى أنه قد آن الأوان إلى أن ننظر إلى حاجات العالم الماسة ومشكلاته التي تحتاج إلى حلول، وأن نركز على توجيه الباحثين ودعمهم للمساهمة في الجهد العالمي لمواجهتها ووضع الحلول الناجحة، لافتا إلى أن الجامعات والمراكز البحثية العربية بحاجة ماسة لأن تقوم بتقييم واقع البحث العلمي ومدى مساهمته في التنمية، فدون تقدم علمي لن يكون هنالك تنمية فاعلة، حيث أن المشكلات العالمية تطوق الانسان في كل مكان فهناك المشاكل المتعلقة بنقص الطاقة والمياه والغذاء وهي الأشد إلحاحا ومن الواجب التصدي لها ومحاولة وضع الحلول الخلاقة لها من خلال البحث العلمي.
وأكد على ضرورة الاهتمام والتركيز على المشاريع التي تسهم في ذلك، لاسيما وان هذه المعضلات والتحديات هي كذلك ضمن الأولويات الوطنية للبحث العلمي التي لا تفتأ وزارة التعليم العالي تذكرنا بها، داعيا عمادة البحث العلمي إلى دعم المشاريع التي تسهم في وضع حلول خلاقة لهذه المشكلات.
وقال العموش إن العالم أصبح قرية صغيرة بسبب وسائل الاتصال الحديثة وسيطرة الادوات الرقمية، وتضاعف سرعة الاتصالات بمتوالية هندسية بدخول الجيل الخامس من الإنترنت الذي يتميز بالسرعة الفائقة، الأمر الذي يدفعنا للتفكير في التركيز على دعم المشاريع المرتبطة بفرص العمل للأعوام القادمة مثل أمن المعلومات، والنظم والبرمجيات الجديدة، وتخصصات الهندسة الطبية، والتسويق الإلكتروني، وهندسة البرمجيات، إضافة إلى الواقع الافتراضي وإنترنت الأشياء.
وأكد على أن الجامعات هي الحواضن التي تسهل عمل الباحثين وتوفر لهم البيئة المناسبة للعمل والبحث، لافتا إلى هناك العديد من الدول التي خصصت نسبة كبيرة من دخلها القومي وتحويله لصالح البحث العلمي في الجامعات التي تعتبر الحاضنة الرئيسة للإبداع والابتكار.
وأشار العموش إلى ان اليرموك تسير في الطريق الصحيح لوضعها على خريطة الجامعات المصنفة عالميا، مشددا على ضرورة التركيز على تطوير تعليمات نظام حوافز النشر العلمي، وتسجيل براءات الاختراع، وترخيص منتجات الأبحاث، مما سيسهم إيجابا في تصنيف الجامعة على المستوى العالمي، مؤكدا ضرورة استقطاب طلبة الدراسات العليا الأجانب عن طريق تطوير البرامج وتحديثها، وفتح برامج جديدة.
وأكد على أهمية الأخذ بيد الشباب الى آفاق رحبة بتوفير الدعم الفني والمالي عبر تعليمات الجامعة وسياساتها الداعمة وتشجيعهم على السير قدما في طريق البحث والابتكار لما فيه النفع لطلبتنا وهيئتنا التدريسية وجامعتنا ووطننا.
بدوره ألقى عميد البحث العلمي والدراسات العليا الدكتور أيمن حمودة كلمة أكد فيها أن البحث العلمي الجاد ضرورة ... لا ترف!!، لافتا إلى ان كل ما تراه أعيننا من تطور تكنولوجي وطبي واقتصادي واجتماعي وتربوي إنما هو حصيلة بحث علمي مضن وحثيث، استمر سنين وعقودا واعتمد على تراكمات بحثية امتدت قرونا.
وأضاف أن البحث العلمي أضحى صناعة، تضخ فيه الاستثمارات أملا في العوائد والأرباح، وأن الأمر لا يقتصر على جني الأرباح، وهوى احدى أهم الوسائل في محاربة الفقر والجوع والمرض والجهل، وعمل كل ما يلزم لحماية الكوكب وازدهاره، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، مؤكدا أن ذلك كله لا يكون إلا بتسخير الإمكانات المادية وزيادة نسبة الإنفاق ضمن خطط مستقبلية واضحة، ووضع سياسات عامة تضبط عجلة البحث العلمي وتنظمها وتوجهها لتثمر ابتكارات وحلول لمشاكل البشرية الكثيرة.
وشدد حمودة على أهمية تشجيع القطاع الخاص على الانخراط في البحث والتطوير حيث تمتاز الدول المتقدمة بنسب مساهمة عالية في الإنفاق في على البحث والتطوير، مشيرا إلى أنه وبالرغم من شح الإمكانات وضعف الإنفاق عندنا في البحث والتطوير، إلا أن بوارق الأمل طيبة وتتمثل في العامل البشري على وجه الخصوص، الذي يبدع الكثير من أقل القليل.
ومن جانبه استعرض نائب عميد البحث العلمي الدكتور خالد القاعود منجزات عمادة البحث العلمي التي تضم أربعة أقسام وهي: الدراسات العليا، والنشر العلمي، والبحث العلمي، ونقل التكنولوجيا، مبينا المهام المناطة بها وآلية عملها.
ولفت إلى أن اليرموك تطرح 16 برنامج لمرحلة الدكتوراه، و72 برنامجا لمرحلة الماجستير، مستعرضا عدد الأبحاث العلمية التي تم نشرها ضمن المشاريع المدعومة لأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة من مختلف المراحل، مضيفا أنه تصدر عن العمادة سبع مجلات علمية ثلاث منها مصنفة ضمن قاعدة البيانات SCOPUS.
وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية للعمادة أشار القاعود أنه سيتم العمل مع إدارة الجامعة لتعديل تعليمات البحث العلمي والدراسات العليا لتتواءم مع التطور العالمي، وإنشاء برامج جديدة الدراسات العليا، تشجيع البحث العلمي التطبيقي والتشاركي، وتسجيل براءات اختراعات عالمية باسم اليرموك، وأتمتة جميع الطلبات والنماذج المتعلقة بالعمادة.
وبدورها قالت ممثل اللجنة التحضيرية لليوم العلمي الدكتورة يسرى عبيدات إننا نجتمع اليوم لعرض الأعمال البحثية المدعومة من عمادة البحث العلمي والتي تشمل مشاريع تخرج الطلبة، ومشاريع بحثية للباحثين من أعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الدراسات العليا من كليات مختلفة في الجامعة، بالإضافة إلى جداريات مميزة لطلبة كلية الفنون.
وأشارت إلى أنه سيتم خلال اليوم عرض 35 مشروع من مشاريع طلبة كلية الحجاوي، و45 ملصقا لأعمال بحثية من 11 كلية من كليات الجامعة، و 11 جدارية فنية من إبداعات طلبة كلية الفنون، بالإضافة إلى مشاركة بعض الشركات من المتخصصة في المجالات العلمية والهندسية لعرض منتجاتهم والتعريف بشركاتهم وتعريف الطلبة بنظام التدريب وفرص العمل المتوفرة.
وأشارت عبيدات إلى أن هذا اليوم جاء بهدف تسليط الضوء على أهمية دعم الابداع والابتكار والبحث العلمي ذي المستوى الرفيع، وإطلاع الطلبة والباحثين على الأعمال التي تقوم بها كافة الكليات من مختلف التخصصات، وزيادة إدراك الباحثين وأصحاب القرار بأهمية التعاون المستمر والمتكامل وتبادل المعرفة للمساهمة في إنجاز أبحاث علمية وأعمال إبداعية مشتركة لها تطبيقات مختلفة لحل مشكلات محلية وعالمية، إضافة إلى تعزيز أطر التعاون بين الجامعة والمؤسسات والشركات المختلفة الحكومية والخاصة.
فيما ألقى الدكتور رمزي الحوراني كلمة باسم الباحثين أشاد من خلالها بالاهتمام الذي توليه عمادة البحث العلمي بالباحثين وتشجيعهم على الدوام للشروع في طريق الابتكار والبحث والتحقيق، مشيرا إلى ما تقوم به العمادة من عمليات دراسة ومراجعة وتدقيق لمقترحات المشاريع المقدمة من قبل الباحثين حرصا منها لتمضي المشاريع في مجراها.
وخلال فعاليات اليوم الذي حضره عدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة، افتتح العموش معرض البوسترات والمشاريع والجداريات.
كما تم في نهاية اليوم إعلان نتائج الفائزين بجوائز اليوم العلمي لعمادة البحث العلمي والدراسات العليا لعام 2022 على النحو التالي: