مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، رعى نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني ، ندوة "أوراق الرواد: القافلة الرابعة"، التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية للعام 2022، في مدرج عرار بمبنى الندوات والمؤتمرات.
وقال المومني في كلمته الافتتاحية، إن هذه المناسبة العلمية الثقافية، تأتي في خضم مناسبات ثلاث جليلة، تشهد لهذا الوطن بالثبات على المبادئ التي قام عليها، وعلى نعمة الاستقرار ورسوخ حركة التقدم في مجالات الحياة كافة: الاجتماعية والعلمية والثقافية.
وأضاف شهد العام الماضي، الذكرى المئوية لقيام الدولة الأردنية الناهضة والعتيدة، أما هذا العام؛ فإنه استثنائي بالنسبة للأردن ولمدينة إربد تحديدا؛ فهو العام الذي أعلنت فيه إربد عاصمة للثقافة العربية، كما أنه العام الذي اعتمدت فيه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الشاعر الأردني الكبير (عرار) رمزا عربيا للثقافة.
وأشار المومني إلى أن هذه الندوة تأتي في إطار سعي جامعة اليرموك والمكتب التنفيذي لإعلان إربد عاصمة للثقافة العربية، وجهود كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، لإحياء ذكرى بعض الأعلام الراحلين من أبناء هذا البلد الأمين، إنصافا لإرثهم الثقافي وتقديرا لعطائهم الفكري والإبداعي.
وتابع: هؤلاء أعلام تركوا بصمات واضحة جلية على حركتنا الثقافية ونشاطنا الأدبي، فجاءت هذه الندوة عرفانا ولو أوليا لصنيعهم تجاه وطنهم، ولإبداعهم الذي طالما أسعدنا وعلمنا، مبينا أن هذه الندوة تأتي في إطار مذكرة التفاهم المبرمة ما بين جامعة اليرموك والمكتب التنفيذي للاحتفالية.
وأكد المومني على أن هذه الندوة، تمثلُ باكورة برنامج أعدته جامعة اليرموك احتفاء بالمناسبات الجليلة الثلاث، "اليرموك" المؤسسة العلمية التي أخذت على عاتقها أن تستمد قيمها من المبادئ التي آمن بها وارساها المؤسسون الرواد والمبدعون المخلصون من بناة هذا الوطن وأعلامه ، ومن هنا يأتي واجب الوفاء لبعض ممن محض العطاء، ومنحنا من معين موهبته ريادة وسبقا وفضلا، من أمثال هؤلاء الأعلام الذين نحتفي بهم اليوم.
من جهته أكد رئيس المكتب التنفيذي للاحتفالية إربد عاصمة للثقافة العربية المهندس منذر البطاينة، تطلعات "المكتب التنفيذي" لأداء مسؤولياته على الوجه الأكمل، وعليه جاء توقيعه على عدد من مذكرات التفاهم مع المؤسسات الثقافية المعنية باحتفالات إربد عاصمة للثقافة العربية وفي طليعتها جامعة اليرموك.
وأضاف أن هذه الفعالية الثقافية تمثل واحدا من أوجه التعاون المشترك ما بين "المكتب التنفيذي" وجامعة اليرموك، من خلال تقديم العون والتمويل اللازمين، حسب اللائحة المقرة من اللجنة العليا، بوصفها فعالية ثقافية تساهم في إثراء هذا الحدث الجليل، لتبقى مثل هذه المناسبة حية في الأذهان وتسهم في تعزيز المكانة الثقافية الحاضرة و المستقبلية والتاريخية التي حظيت بها إربد على مر الزمان.
وشدد البطاينة على تطلعات "المكتب التنفيذي" للثقافة على إنها عمل طويل الأمد تأتي نتائجه الحقيقية لا بين عشية وضحاها أو يوم المناسبة أو وقت الفعالية فحسب ، بل اليوم وغدا وبعد غد وإلى ما شاء الله من أيام وسنين وعقود .
في المقابل، أكد شاغل كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية الدكتور نبيل حداد، أن تنظيم هذه الندوة يأتي انطلاقاً من تصوّر طموح لدى جامعة اليرموك، لجمع ما تركه لنا رواد الثقافة في بلادنا العزيزة من مادة ورقية أو أية متعلقات شخصية من شأن جمعها والاحتفاظ بها ودراسة محتواها ودلالاتها، أن يثري حياتنا الثقافية وأن تأخذ مكانها في مشروع العمر الذي تسعى إليه جامعتنا العزيزة.
وأضاف أن هذا المشروع يتمثل بمتحف الحياة الأدبية في الأردن وحديقة المئوية، مبينا أنه مشروع من شأنه أن يعزز مسيرتنا نحو بلد نموذج في خدمة إرثه الثقافي، والحفاظ على سجل إنجاز رجالاته من رموز الفكر والأدب، ممن حملوا شعلة النور والتقدم والاعتدال والالتزام بالثوابت في منطقة مشتعلة، في بلد كالأردن شاء له قدره أن يكون صاحب رسالة، ظل حريصا على حملها وأمينا على إيصالها عبر الأجيال.
وأشار حداد إلى إنّ "خطوة اليوم" تأتي من إدراك متزايد بأهمية الوثيقة، مهما بدت عليه هذه الوثيقة من ضآلة الشأن وانعدام الفائدة، لتنجلي الأمور بعد ذلك عن كنز تاريخي مدفون ستتضح قيمته مع الأيام.
وتابع: فيما يخص الأدب الروائي والقصصي، فإننا نتوجه بـ تحية لذكرى عقيل أبو الشعر الذي حجز لوطنه وعن جدارة موضعاً في الصدارة المبكرة في المشهد الإبداعي الروائي على المستوى القومي تعود لما يزيد عن سنوات طويلة.
وأضاف، ممن نحتفي بذكراهم "اليوم" أيضا من منحنا من نبع قريحته عطاءً شعريا ثراً، ولو قدر لهذا العطاء أن يصل إلينا كاملاً ، كما يجمع الباحثون، لتراكم الإنجاز الجمالي الخالص للحركة الشعرية في بلادنا عطاءً على عطاء، ولأضاف إلى ما بين أيدي المتلقين والنقاد ومؤرخي الأدب مادةً شعرية قيمة تمثل قمة أخرى من قمم الرومانسية العربية، وهو ما يمثل الإرث الشعري الجليل للمرحوم الأستاذ جميل دياب.
وعن المرحوم الأستاذ مريود التل، قال حداد، أما "مريد التل" فهو الأمين المؤتمن على الإرث النفيس الثمين الذي ظل إلى اليوم أصدق تعبير عن وجداننا الشعري وضميرنا المجتمعي النقي، إرثِ شاعر الأردن الكبير عرار؛ فكان أن صان "مريود" العهد وحفظ الأمانة وسلمها للنابهين من باحثي هذا الوطن، فغدت مغناة وطنية وأنشودة وجدانية يشدو بها الكبار والصغار وتتغنى بها الأجيال في كل ركن من أركان هذا الوطن.
ولفت إلى أننا في هذه "الندوة" نحيي أيضا ذكرى واحد من أعلام المثقفين ورواد العمل المؤسسي في بلادنا، أفنى عمره في خدمة مؤسساتنا الثقافية في الأردن، وقدم للحركة الأدبية العربية إنجازا إبداعيا ونقديا رفيعاً، هو المرحوم الأستاذ عبد الله رضوان.
كما وتخلل الندوة، جلسة ثقافية علمية تولى ادارتها عميد كلية الآداب الدكتور موسى الربابعة، وشارك فيها كل من الدكتورة هند ابو الشعر، التي قدمت عرضا وقراءة لأوراق عقيل أبو الشعر، فيما قدم الدكتور بسام قطوس قراءة لأوراق مريود التل، بينما قدم الدكتور يحيى عبابنة، قراءة هو الآخر لأوراق عبد الله رضوان، في حين قدم المهندس الأديب ناجح الخطيب، قراءة لأوراق جميل دياب.
كما وتخلل الندوة عرض فيديو خاص بهذه المناسبة، إضافة لتكريم للرواد والمشاركين في جلستها العلمية.