رعى عميد كلية الآداب الدكتور موسى الربابعة، ندوة "ذكرى تعريب قيادة الجيش العربي وذكرى معركة الكرامة الخالدة" التي نظمها قسم التاريخ في كلية الآداب، في مبنى الندوات والمؤتمرات.
وقال الربابعة إن تعريب قيادة الجيش الأردني تمثلُ خطوة جريئة عملت على تعزيز ثقة الأردن بنفسه و تقوية جبهته الداخلية، وبذلك فقد ادرك جلالة الملك الباني الحسين بن طلال -رحمه الله-، أن هذه الخطوة من شأنها أن تجسّد دور الجيش الأردني في كونه عماد الدولة و سر قوّتها.
وأضاف في الأول من آذار عام 1956 حقق الأردن إنجازاً كبيراً و رائداً، بتعريبه قيادة الجيش العربي، الذي أراده جلالة الملك حسين- طيب الله ثراه-، درعاً حصيناً للوطن والأمة لمواجهة التحديات الاقليمية والدولية.
وتابع: في هذا الشهر تلتقي هذه المحطّة المضيئة المتمثلة بتعريب الجيش العربي، مع المحطات المضيئة الأخرى التي جسّدت كفاح الجيش الأردني و دفاعه عن الوطن، وهي معركة الكرامة الخالدة، التي جسّد فيها الجيش العربي الأردني صورة نابضة بالبسالة والشجاعة لدرء العدوان الصهيوني الغاشم.
وأشار الربابعة إلى أنه ينبغي علينا أن نحيي المناسبات الوطنية، ونحتفي بها لتكون درساً لنا يكشف عن وعي الإنسان الأردني و يشكّل إدراكه، متطلعين للغد الأجمل لوطننا العزيز بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وتعزيز مسيرته على مختلف الصعد والمجالات.
وخلال الندوة التي ادارها رئيس قسم التاريخ الدكتور عمر العمري، وشارك فيها كل من الدكتور غازي العطنة، والدكتور محمد اليعقوب من قسم التاريخ، تناول المشاركين في محوريها تعريب الجيش ومعركة الكرامة الخالدة.
ورأى العطنة أن تعريب قيادة الجيش العربي الأردني، تمثل محطة مفصلية في حياة الأردن والقوات المسلحة، حينما أقدم الملك الحسين –رحمه الله- على اتخاذ القرار الوطني والقومي الجريء بإعفاء الجنرال كلوب من قيادة الجيش وتعيين ضابط أردني قائداً للجيش ليكون جيشاً عربياً هاشمياً.
وتابع جاء هذا القرار الذي اتخذه جلالة المغفور له الملك الحسين، وهو في أوج عطائه وعز شبابه تجسيداً حياً لكل التطلعات الكبيرة التي كانت تشد بصر وقلب وعقل الملك الشاب، وتمنحه القوة والعزم والتصميم على استكمال تحرير الإرادة الوطنية بالانعتاق النهائي من هيمنة الأجنبي ونفوذه، الامر الذي جعل من قرار التعريب بداية لسلسلة طويلة من التطورات الوطنية الكبيرة التي تشكل في مجموعها الملامح الأساسية لمسيرة الأردن القومية.
وأشار الفطنة إلى أن قرار تعريب قيادة الجيش لم يكن بالأمر السهل أو المألوف، بوصفه قرارا يحتاج إلى قائد فذ بطل لا يضع نصب عينيه الا حاضر وطنه ومستقبل شعبه وأمته، فشكل هذا القرار محطة بارزة في نهج ومسيرة تحديث الدولة التي سارت بخطى واسعة متقنه نحو إتمام استقلال المملكة وإعطاء جيشها العربي حرية اتخاذ قراره وتأهيل كوادره وشراء سلاحه والتفكير الواقعي بأولويات هذا الجيش وما هو مطلوب منه في المراحل اللاحقة.
ولفت إلى أنه كان للقرار تعريب الجيش أبعاده السياسية والعسكرية الكثيرة، مبينا أن الأبعاد العسكرية انعكست إيجاباً على الجيش العربي ووحداته وتشكيلاته وعلى إعداده وتجهيزه، وتمثلت في استكمال القرار السيادي العسكري، حيث شكل إقصاء الجنرال كلوب وتسليم قيادة الجيش إلى ضابط عربي أردني هو اللواء راضي عناب استكمالاً للقرار السيادي العسكري الأردني، وبذلك يكون قرار جلالة الملك الحسين بتعريب قيادة الجيش قد استكمل الاستقلال الحقيقي للمملكة الذي كان عام 1946، وتلا ذلك إلغاء المعاهدة البريطانية عام 1957 التي كانت تقيد الأردن عسكرياً وسياسياً.
في ذات السياق، أشار اليعقوب إلى أن الحرب العربية – الاسرائيلية بدأت بتاريخ 14-5-1948، واستطاعت قوات الجيش العربي الأردني أن تخوض معركة القدس، وتدمير حارة اليهود بشكل كامل، وأسر 340 مسلحا يهوديا، حيث تم نقلهم من القدس إلى عمان فيما بعد كأسرى حرب، كما وتم أسر 287 أسيرا يهوديا آخرا في معركة كفار عصيون.
وتابع: تلا ذلك معركة السموع/ الخليل، عام 1966، وفي هذه المعركة استشهد الملازم الطيار موفق السلطي، لتأتي بعدها حرب حزيران عام 1967 وما تلاها من حرب الاستنزاف، خاضت قوات الجيش العربي الأردني معركة الكرامة الخالدة يوم 21/3/1968، التي قاتل فيها أبناء الأردن / الجيش العربي إلى جانب أخوتهم أبناء فلسطين / الفدائيين، ضد قوات العدو الاسرائيلي.
وأشار اليعقوب إلى أن معركة الكرامة بدأت من صلاة فجر ذلك اليوم إلى ما بعد صلاة العشاء، مبينا أنه في تمام الساعة 11 من صباح يوم المعركة، قام العدو بانزال عسكري على قرية الكرامة، فتصدت قوات الجيش العربي و الفدائيين لهذا الانزال، لافتا إلى أن القتال كان بالسلاح الأبيض الأمر الذي قلل من فاعلية الطيران الحربي الاسرائيلي.
وأوضح اليعقوب ان هذه المعركة جاءت بعد ثمانية شهور من هزيمة القوات العربية في حرب حزيران عام 1967، وعليه فقد استطاع الجيش العربي الأردني من اسقاط 7 طائرات حربية اسرائيلية، مشددا على أن قوات الجيش العربي الأردني في المعركة لم تكن تملك سوى 12 مدفعا مضادا للطائرات، فيما كانت خسائر العدو 1200 بين قتيل وجريح، إضافة إلى 400 آلية مدمرة، فيما أعلن الجيش العربي الأردني عن خسارة 100 آلية مدمرة في ساحة المعركة.
وشدد على أن العقيدة العسكرية للجيش العربي الأردني، هي أنه يقاتل من أجل القدس وفلسطين، وعليه فهناك كتيبة في هذا الجيش، عرفت باسم كتيبة الشهداء وهي كتيبة الحسين الثانية، لافتا إلى أن شهداء هذه المعركة الخالدة هم من أبناء الأردن وفلسطين، لافتا إلى أنه لا توجد قبيلة في الأردن وفلسطين إلا وتحمل وسام شرف الشهداء من أجل القدس وفلسطين.
وأكد اليعقوب على أننا في جامعة اليرموك، نسعى دائما إلى تعزيز قيم العقيدة الاسلامية التي هي عقيدة الجيش العربي الأردني، القائمة على تحرير القدس وحب الهواشم من قريش.