تفقد رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي موقع التنقيبات الأثرية في موقعي تل الحصن الأثري، ومدينة أبيلا، حيث اطلع على نتائج الحفريات التي نفذها قسم الآثار في كلية الآثار والأنثروبولوجيا بالجامعة، بإشراف الدكتور ماهر طربوش رئيس قسم الآثار بالكلية، والدكتور أحمد الشرمان، والدكتور عبدالله الشرمان من الكلية، وذلك بهدف تدريب الطلبة عمليا على الطريقة العلمية للتنقيبات والتوثيق وكتابة التقارير اليومية، والأسبوعية، والنهائية، والمساهمة في الكشف عن المزيد من البقايا الأثرية في المواقع الأثرية ودراستها و تأريخها.
وأكد كفافي على الاهتمام الذي توليه اليرموك للحفاظ على الموروث الثقافي والأثري، وذلك من خلال تنفيذ كلية الآثار بالجامعة للعديد من المشاريع والحفريات والتنقيبات بالتعاون مع دائرة الآثار العامة وجهات دولية متخصصة في مجال الآثار مما يسهم في المحافظة على المواقع الأثرية وكشف النقاب عن العديد من الآثار المخفية فيها.
وقال إن كلية الآثار تحرص على الدوام على تنفيذ أعمال التنقيبات الأثرية لغايات تدريب الطلبة على أعمال التوثيق الأثري، وتوعية السكان المحليين بأهمية الموقع الأثري من الناحية التاريخية والأثرية والسياحية، وبالتالي الوصول الى نوع من تأهيل المنطقة المختارة لتكون جاهزة لاستقبال السياح والزوار في المستقبل.
بدوره أوضح طربوش رئيس حفرية تل الحصن أن الدراسات واللقى الاثرية الموجودة حاليا في الموقع تشير على وجود استيطان كثيف للمنطقة ابتداء من العصر الحجري النحاسي، والعصور البرونزية، والعصر الحديدي، والفترات الكلاسيكية، وانتهاء بالفترات الاسلامية، لافتا إلى أن أهم البقايا الأثرية الموجودة لغاية الآن هي المقابر المحيطة بالتل والتي ترجع الى العصر البرونزي، والقلعة الاموية، وبقايا لبعض المباني السكنية، مشيرا إلى أنه اتضح من خلال اللقى واللقى الاثرية ان المنطقة المكتشفة خلال هذا الموسم قد استخدمت لغايات سكنية في الفترات الاسلامية الاموية والعباسية.
وأضاف أن تنقيبات هذا الموسم أكدت على وجود استيطان مكثف خلال العصر الحديدي, حيث تم العثور على كميات ضخمة من الكسر الفخارية التي ترجع الى هذه الفترة بالإضافة لبعض البقايا المعمارية المنتشرة على سفح التل في الجهة الشمالية الغربية.
من جانبه أوضح الدكتور عبدالله الشرمان رئيس حفرية مدينة ابيلا أن "ابيلا" تعتبر احدى مدن الديكابولس ويخترقها وادي قويلبه الذي يبدأ بعين قويلبة من الجنوب، وتمتاز بإرث اثري متميز حيث بدأ الاستيطان في العصر الحجري الحديث واستمر مرورا بالفترة الهلنستية، فالرومانية، فالبيزنطية، ثم الاسلامية, وتم العثور في مواسم سابقة على العديد من الكنائس والارضيات الفسيفسائية و الانفاق المائية والجسور والمدافن، حيث كانت هذه الاكتشافات دليلا على الكثافة السكانية في الموقع وخصوصا في الفترتين الرومانية والبيزنطية.
وأشار الشرمان إلى أنه وبالنسبة للموسم الحالي جرى التنقيب في التلال الشرقية لوادي قويلبة بحثا عن المزيد من المدافن، بالإضافة الى توثيق السابق منها، حيث أدت نتائج التنقيب الى الكشف عن 17 مدفن تعود للفترة الرومانية المتأخرة وبدايات الفترة البيزنطية، لافتا إلى ان التنوع الذي تم العثور علية في عمارة هذه المدافن كشف مبدئيا عن وجود مجتمع طبقي حيث دفنت الطبقة الاعلى بمدافن ضخمة احتوت من الداخل على رسومات وتوابيت حجرية، كما تم العثور أيضا على مجموعة من ابار المياه ذات القصارة الرومانية التي ربما كانت مياهها تستخدم لأغراض جنائزية، موضحا أنه استخدم في هذا الموسم العديد من التقنيات المساعدة في علم الاثار مثل المسح الجيوفيزيائي، والتموضع العالمي لاستخلاص الاحداثيات، والتصوير الجوي، والتصوير الرقمي ثنائي وثلاثي الابعاد، والرسم الهندسي ثنائي وثلاثي الابعاد باستخدام برمجيات الاوتوكاد والسكتشاب.
ورافق رئيس الجامعة عميد كلية الآثار بالجامعة الدكتور هاني هياجنة، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، والمسؤولين بالجامعة.