ايليا الربضي
في الصيغة الرسمية نناديك بعطوفة الرئيس , أستاذنا , الأستاذ الرئيس , العالِم , البروفيسور .. أما اليوم إسمح لي أن أقول بأننا نفخر بك يا والدي الروحي في جامعتنا الحبيبة.
كثيرة هي الألقاب والمسميات التي أُطلقت على مسؤولين وقادة وعظماء على مرِّ التاريخ , ولكنها قليلة تلك الألقاب التي تُعبِرُ عن سجايا فطريّة وعفويّة في أولئك المسؤولين ، وعطوفة الأستاذ رئيس جامعة اليرموك الأستاذ زيدان كفافي هو خير من حَمل ألقابًا إنسانية نفخر ونفاخر فيها بصفته هذه أبًا روحيًا لكل أطياف الموظفين العاملين والطلبة الدارسين بالجامعة ثم رئيسًا يدير واحدة من أهم صروح العلم الشامخة على مستوى الجامعات الأردنية بكفاءة, تميز , وإقتدار يشهد له القاصي والداني , ولَعلَّ أهم هذه الألقاب -على سبيل المثال لا الحصر- إنعامُ جلالة الملك عبد الله الثاني عليه بوسام "الملك عبدالله الثاني للتميز" هذا على مستوى المملكة , أما على المستوى الدولي فقد حَصد أيضًا وسام الفارس : سعفات النخيل الأكاديمية / من الحكومة الفرنسية , وغيرها العديد من الألقاب التي لا مقام لذكرها , وذلك كأثر حتمي مباشر لخدماته الجليلة على المستويين الإنساني والعلمي في مجال إختصاصة .
قد قيل يا "والدي الروحي في جامعتنا الحبيبة" على لسان أحد حُكماء العرب ذات يوم : "لا حسب ونسب كالتواضع .. ولا شرف كالعلم" , فماذا عسانا أن نقول عندما تجتمع هاتين الصفتين في شخصٍ واحد , هو كفافي الإنسان .. وزيدان العالم , فتواضعك وشفافيتك وأريحيتك بالتعامل وحكمتك وصبرك وصدقك في الأقوال والأفعال وعدالتك وأمانة يدك هو ما أكسبك حُبَّ الجميع من كافة الأطياف في جامعة اليرموك مُذ توليك دِفةَ قيادتِها .. طلابًا وإداريين , أعضاء هيئة تدريسية وموظفين .. جميعهم أحبوك وأجلّوك , كيف لا وأنت من وقف بشخصيته الإنسانية الفذّة في وجه كل عواصف اللوم والتآمر والبغضاء والشُحِّ الماليّ ليحل محلها الحب والخير والعدل والأمن والرخاء والعطاء والسلام.
"والدي الروحي في جامعتنا الحبيبة" ؛ الذي تجد هَمَّ الطالب بالنسبةِ له مساوٍ لِهَمِّ العميد وهِمُّ الموظف كَهمِّ المدير , الجميع متساوون ولا خلاف بينهم فهو أبٌ للجميع والأب لا يتكبرُ على أيٍّ من أبنائهِ , و إنّ كلّ من حظي بالعمل مع زيدان الإنسان أدركَ صفاته الإنسانيّة السامية ، بما تشملُهُ من تواضعٍ وحُسن إصغاء وراحة في التعامل ، وجاذبية لشخصيّةٍ قلّ نظيرها ، إنّ هذه الصفات ظاهرة ومعروفة للجميع ولا حاجةَ لذكرِها ، فهي تبرز للعيّان من خلال تواصله مع أبناء أسرته الواحدة (أسرة جامعة اليرموك) ، ومتابعتهِ لِمطالبِهم واحتياجاتهم عن كثب , أمّا التعامل معه عن قرب وبعيدًا عن الصورة الرسمية , فهو بكل تأكيد سيزيد من إحترامك وحُبك لشخصيته وإخلاصه وتفانيه في تقديم الأفضل لهذا الصرح العظيم (اليرموك) الذي يعتبر بدورهِ جزء لا يتجزأ من ولائهِ وإخلاصة للأردن الحبيب وطنًا وقيادة.
ولقد تشرفت خلال مسيرتي الجامعية لأن أرى بنفسي الإحترام والتقدير الذي يحظى به كفافي الإنسان أمام الجميع بسبب تعامله الراقي والمتواضع مع الآخر ولربما كنت في أكثر من مقام هذا الآخر ، ولكن ما دفعني حقيقةً لكتابةِ ما تقرؤون اللحظة , هو عَظمة هذا الإنسان الذي إتخذ من مواقف حفيد الرسول (ص) جلالة الملك عبدالله الثاني –حفظه الله ورعاه- نهجًا وطريقًا يسير عليه وعلى مبتغاة , عندما بادر بموقفٍ إنساني يُحتذى ويُدرس حقيقةً تجاه أحد ذوي الإحتياجات الخاصة بعد أن تم إساءة معاملته -بتصرف فردي من أحد موظفي الأمن والذي لا يمثل قطعًا سياسة الجامعة- , فما كان لكفافي الإنسان فور تلقيه هذا الخبر إلا المبادرة بإرسال دعوة خاصة للمواطن حماشا لإستقبالة شخصيًا على بوابة الجامعة ليقوم بزيارةِ مرافقها ثم تناول وجبة الغذاء بمعيته في مكتبهِ الخاص , ويُذكرنا هذا الموقف العظيم بما حصل مع جلالة الملك قبل عدّة شهور في أحد زياراته للمفرق عندما تم منع أحد ذوي الإحتياجات الخاصة من مقابلته ففور تلقي جلالته هذا الخبر باشر بدعوته لمقابلته شخصيًا في قصر الحيسينية , لِيُرثي بذلك إرث الآباء والأجداد من الهاشميين أصحاب الشرعية في القيادة والوصاية .
ختامًا ؛ أعتقد ان الأعظم من ذلك هو حقًا عندما تكون بقرب هذا الإنسان العظيم وهو يُحدث أحد أبناء الجامعة ، أن تشهد بنفسك وأنّ ترى بأُمِّ عينيك تلك اللفتات الإنسانيّة والعفويّة التي تأتي منه دون ترتيب أو تحضير مُسبق ، ولن أنسى , قطعًا لن أنسى كلماتكم العميقة لي دومًا عند مقابلتنا "يا والدي الروحي في جامعتنا الحبيبة" .. (أهلًا بإبننا) , (وصل محامينا) , (أهلًا بقاضي لاهاي المُنتظر) .. فتعطيني الدافع والحافز المُستمر لأستمر بالعمل الدؤوب والعطاء الدائم المُستمر لجامعتي الغاليّة التي أحب و لوطني العزيز ... بنظري تِلكُمُ هي قِمةُ العطاء والتفاني .
دمتم , ودامت أسرة جامعتنا .. ودام الوطن .