احـمـد الـحـورانـي
يوم أمس كان بادياً على مُحيّا سمو ولي العهد المحبوب الأمير الشاب الحسين بن عبد الله الثاني علامات البهجة والسرور وهو يرعى حفل تخريج طلبة الدراسات العليا في جامعة اليرموك، ولتلك العلامات موجباتها وأسبابها لدى سُمّوه الذي بات على بُعد أيام من طي عقده الأول على ولاية عهد المملكة الأردنية الهاشمية وهو الحريص منذ اليوم الأول له في هذا الموقع الهام على إدامة التواصل مع الناس تجسيداً وتفعيلاً لسنة القيادة الهاشمية بزعامة الملك عبد الله الثاني المتمثلة بمحاورة الناس في مواقعهم ومشاركتهم تطلعاتهم وهمومهم وآمالهم نحو المستقبل المنشود.
ومن أسباب فرح سمّوه، أن لليرموك الجامعة مكانة في سفر القيادة الهاشمية فهي الجامعة التي أسسها جدّه المغفور له الحسين بن طلال قبل نحو خمسة وأربعين سنة، وهي الجامعة التي حظيت بأكثر من زيارة كريمة من والده جلالة الملك الذي خاطب طلبتها من على نفس المنبر قبل سبعة أعوام واضعاً ثقته بهم وداعياً لإطلاق العنان لمهاراتهم وإبداعاتهم فكان من بينهم من نال الحُسنيين بلقاء القائد آنذاك ولقاء ولي العهد يوم أمس.
زيارة الأمير لليرموك تندرج ضمن سلسلة حلقات تواصله مع الشباب في منتدياتهم ومبادراتهم ورعاية أفكارهم وإبداعاتهم وهم الفئة التي استحوذت اهتمام قائد الوطن الذي آمن بقدراتهم على قيادة دفة التغيير الإيجابي المنشود في مجتمعنا، وسمو ولي العهد الشاب يقف على تماس مباشر مع شباب وشابات الوطن في لقاءات صريحة ومكثفة الهدف منها إطلاق العنان للشباب ليأخذوا دورهم المستحق ومكانهم الذي يليق بهم في خدمة وطنهم.
وزيارة سموه لجامعة اليرموك هي تكريم لكافة الجامعات الأردنية ومؤسسات التعليم العالي وهي زيارة تضع قادة التعليم العالي أمام مسؤوليات جِسام عليهم القيام بها دون مماطلة أو تسويف وصولاً لتحقيق رؤى جلالة الملك بالتوصل إلى نظام تعليمي عصري قادر على إعداد كفاءات وطنية أردنية مؤهلة في مختلف التخصصات العلمية وبما يتواءم مع مفردات العصر الحديث التي أفرزتها ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، هذا بالإضافة لما هو مطلوب من الجامعات تحقيقه فيما يتعلق بتحصين أبنائنا الطلبة وتوعيتهم بالتحديات الماثلة أمام وطننا وأمتنا لاسيما وهم الفئة الأكثر عُرضة لدعوات أصحاب الفكر الضلالي الذين يريدون إخراجهم عن جادة الحقيقة والصواب وبما يتنافى مع أخلاق وقيم وتعاليم الأديان السماوية التي تحث على المحبة والتسامح والأخوّة.
اليرموك الجامعة التي خصّها ولي العهد المحبوب بزيارة كريمة ورعاية احد اهم فعالياتها، تحمل أيضاً رسالة تقدير ملكية مؤداها أن اليرموك قد أنتجت للوطن عقولاً أثبتت مقدرتها وكفاءتها في كافة مواقع المسؤولية، وأنها وبعد مرور نصف قرن إلا قليلاً من عمرها المديد ماضية في شبابها وعطائها الذي لا ينضب ولا يتوقف وأنها ما زالت على العهد والوعد تحرص على تجديد ذاتها وتستوعب الحديث في إطار المحافظة على ماضيها التليد وأنها لا تكلُّ ولن تملُّ وستبقى محط الأمل وموضع الرجاء، وستبقى أردنية الانتماء هاشمية الولاء.