أ.د.محمد طالب عبيدات
تشرّفت أن كنت ضيفاً على إذاعة جامعة اليرموك -راديو يرموك أف أم- في برنامجها الأميز "قامات أردنية"، وفي هذه الإذاعة وهذا البرنامج قصص نجاح كبيرة آثرت ذكرها هنا على طريق الإبداع والتميز، فالإذاعة خلية نحل دائبة والبرنامج نوعي ومهني وتدريبي بإمتياز:
كلية الإعلام في جامعة اليرموك قدّمت قامات إعلامية على الساحتين الوطنية والإقليمية يشار لها بالبنان، فمنهم الساسة والإعلاميون في الإعلام الرسمي والخاص ولهم بصمات تذكر في تجذير الإعلام الوطني المسؤول.
راديو يرموك أف أم كجزء من كلية الإعلام يعتبر حاضنة إذاعية لتدريب شباب الإعلام الجامعي على ممارسة الإعلام المقروء والمرئي والمسموع والإلكتروني، وفيها يمارس الطلبة الإعلاميون مهاراتهم وإبداعاتهم من على أثير الإذاعة التي تصل لمحافظات الشمال وطلبة الجامعة وتحمل نسائم رؤيتها ورسالتها في الإعلام المسؤول والوطني والهادف.
خصوصية الإذاعة تتمثّل في عدم وجود موظفين رسميين فيها لأن طلبة الإعلام هم أدواتها ومبدعوها وكل شيء والذين يصدحون بأصواتهم من على أثير الإذاعة، وذلك من ألف البرامج إلى يائها، فتدريبهم وإعدادهم يكون من خلال برامجهم وبإشراف مباشر من أساتذتهم الفخورون بهم.
تزامن وجودي بالجامعة وكلية الإعلام والإذاعة بأن كانت المرأة تتولى زمام القيادة للمؤسسات هذه ليوم واحد على سبيل تكريمها وبعث رسائل مفادها الدعم المطلق للمرأة الكفؤة والقادرة على إدارة التغيير.
شباب الإعلام شعلة حركة وخزّانات أفكار تتّقد على سبيل التطوير بالفعل على الأرض دون أن تلعن الظلام بالتنظير أو السُبات، فتراهم في حركة دائبة ما بين الإعداد والتحرير والتقديم والإيجاز ووراء الميكرفونات وخلف الحواسيب وفي الجالاري وكل مكان كمؤشر على تكاملية الأداء ومؤسسيته وروحية عطاءه.
هنالك برنامج تدريبي وإعداد كوادر وقيادات إعلامية وفق خطط مُعدّة لذلك، وفي هذا نسقيّة وحرفية عالية المستوى مُعدّة من قبل أساتذة خبراء وأهل دراية متابعين لكل مجريات الأمور، والأهم في ذلك أن عطاء شباب الإعلام المتحمّس نابع من القلب وبمبادرات ذاتية وإبداعات نوعية.
برنامج "قامات أردنية" فكرة وإعداد وتقديم وإخراج وبث تحتاج لتعميمها، ففيه الحرفية والمهنية والجهوزية والتنوّع والجودة وفريق العمل والتكاملية بالأداء، وفيه الحس الوطني المُرهف إذ لا يساور الملل أحداً سواء أكانوا فريق عمل أو ضيوف أو محاورين أو مستمعين أو حتى مشرفين على العمل.
ذكريات جميلة عادت بي لأربعين عامٍ مضت في اليرموك الجامعة، مُذ دخلت كلية الهندسة طالباً ولم يكن وقتها سوى مبنى واحد وأعداد محدودة من الطلبة والأساتذة والإداريين، لنشهد اليوم على نقلة نوعية في القوى البشرية والبنى التحتية والعملية التدريسية وجودة التعليم والبرامج المتنوعة وغيرها من الإنجازات، وهذه تحية إكبار وإعتزاز للإدارات المتعاقبة على الجامعة التي صنعت الإنجاز، فبوركت اليرموك جامعتي الأولى وبوركت شقيقتها جامعتي الآن التكنولوجيا جوهرة الجامعات وفخر الوطن.
مطلوب من كل الكليات في الجامعات الأردنية ترسيخ حاضنات وأندية الإبداع والتميز لطلبتنا وشباب الوطن، ففيهم المبدعون والمتميزون الكُثُر الذين يحتاجون للفرص والبيئات المواتية ليشكّلوا من خلالها أحلى قصص النجاح والتميّز.
على اليرموكِ أقسمنا اليمينا بأن نبقى له الحصنَ الأمينا، وعاهدناهُ أن نرعاهُ نهراً يُجدّدُ خالدَ الإيمانِ فينا، وعاهدناه أن نرعاه شمساً تُضيء قلوبنا دُنيا ودينا، فنحنُ بَنوهُ مذ كُنا وكان روافدهُ الحمى للواردينا، هُنا في ظِلّكَ الحاني أقمنا لمجدِ العِلم يا يرموكُ دارا، مباركةَ الرحاب نصونُ فيها غدَ الأردنِ عِزّاً وانتصارا، ونَغزِلُ من ضفائِرِها بُنوداً تَرِفُّ على المدى نُوراً ونارا، ونكتُبُ في دفاتِرها بلادي سلِمتِ لنا وللدُنيا منارا.
بصراحة: أرفع رأسي عالياً بالمبدعين والمتميزين من الشباب، كيف لا وهم نصف الحاضر وكل المستقبل، وهم صُنّاع التغيير وأدواته كما وصفهم قائد الوطن، ويحقّ فعلاً لنا في الأردن أن نتغنّى بقوانا البشرية التي هي طاقاتنا فوق الأرض لا تحته، وبوركت الجهود المخلصة في إذاعة يرموك أف أم صوب إعلام وطني ناضج ومسؤول ومهني عصري وتنويري متطوّر.