افتتح رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي أعمال ندوة "أوراق الرواد: أحمد الشرع، ومحمود المطلق، وواصف الصليبي" والتي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية بالجامعة.
وقال كفافي في كلمته التي ألقاها خلال الافتتاح إن لقائنا اليوم يعتبر وقفة وفاء لعدد من رموز الإنجاز الثقافي والتربوي، لنوليهم ما هم جديرون به وبتاريخهم ومنجزِهم، ولنوفيهم حقهم بما يستحق عطاؤهم ومسيرتُهم من إضاءة وإشادة وتكريم، فهم من أسهموا في إنارة السبل وتمهيدِ الطريق نحو وطن يتطلع دوماً لتبوؤ المكانة التي تليق برسالته الحضاريّة ونهجه المستمد من ثوابته التي قام عليها والقيم التي آمن بها وعمل على ترسيخها، وأنجز ما أنجزه على هديها، في بناء إنسانه وإشادة مؤسساته.
وأشار إلى أن ندوة "أوراق الرواد" تعد استهلالاً طيباً لمشروع يلبي هدفاً أساسياً من الأهداف التي أنشئ من أجلها كرسي عرار، وهو العناية بالوثائق التي تسجل تجربة الحياة الثقافية في الأردن، والاحتفاظ بها في مقرّ الكرسي، لافتا إلى ان الكرسي نجح خلال السنوات السابقة في تحقيق المرحلة الأولى من هذا الهدف، وهي الاحتفاظ بالوثائق والمخطوطات والمطبوعات الخاصة بعرار والدائرة الإنسانية القريبة منه، كما نجح في الآونة الأخيرة في تثبيت مكانته على خريطة العمل الثقافي بوصفه مؤسسة ثقافية لها حضورها الفاعل في بلادنا العزيزة.
وقال كفافي إن الوثائق والأوراق التي تركها أمانةً في أعناقنا رموزُنا الثقافية من جيل الآباء والأجداد، في الفكر والإبداع وشتى مناحي الحياة، هي كنوز ثمينةٌ ومضيئةْ ينبغي ألا نسمح لأنفسنا بالتهاون إزاءَ جمعِها وحفظها والبناءِ عليها، انطلاقا من ما يمليه علينا الضميرُ الثقافي، والواجب الوطني، والالتزام القِيَمي، مؤكدا أن جمْعَ ما تركه لنا رواد الثقافة في بلادنا من مادة ورقية او أية متعلقات شخصية، وتوثيقها ودراسة محتواها وقراءة دلالاتها إثراءً لحياتنا الثقافية، وتعزيزا لمسيرتنا نحو مجتمع يحتذى به في خدمة الإرث الثقافي، والحفاظ على سجل ذاكرة الآباء من رموز الفكر والأدب، لأن هذا المسعى في النهاية هو الذي يصوغ الشكل المعطاء لشخصية أي بلد من البلدان.
بدوره ألقى شاغل الكرسي الدكتور نبيل حداد كلمة في حفل الافتتاح قال فيها إن تنظيم هذه الندوة جاء لإدراكنا المتزايد بأهمية الوثيقة، مهما بدت عليه هذه الوثيقة للوهلة الأولى من ضآلة الشأن وانعدام الفائدة، لتنجلي الأمور بعد ذلك في كثير من الأحيان عن كنز تاريخي مدفون تتضح قيمته وتتعاظم مع الأيام، مشيرا إلى أن فعالية هذا اليوم وما سيتبعها من نشاط مماثل ليست تكريما لجيل الرواد فحسب؛ بل تكريم لمن جاء بعدهم وحفظ لنا إرثهم.
وثمن حداد الاهتمام والرعاية التي توليها إدارة الجامعة لمختلف الفعاليات التي ينظمها الكرسي مما كان له أكبر الأثر في ما حققه كرسي عرار في الآونة الاخيرة من حضور فاعل وإسهام ناشط في بيئتنا الثقافية المحلية.
وخلال فعاليات الافتتاح تم عرض فيديو عن مسيرة الرواد أحمد الشرع، ومحمود المطلق، وواصف الصليبي، فالشرع الذي كانت تربطه علاقة وثيقة مع الشاعر عرار، فلازمه في حياته وحتى دفنه، فكان أديبا شاعرا وحاكما إداريا ومتصرفا، أما المطلق الذي كان أول محامي في مدينة اربد فكان شاعر ومفكر ومبدع صديق عرار الصدوق الذي قدم تحقيق ودراسة لديوان مصطفى وهبي التل "عشيات وادي اليابس"، فيما كان الصليبي تربوي رائد ومعلم للأجيال والمحدث الظريف اللبق الذي نظم الشعر منذ صباه.
وفي نهاية فعاليات الافتتاح التي حضرها نائب رئيس الجامعة الدكتور فواز عبدالحق، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئة التدريسية والمسؤولين في الجامعة، سلم كفافي الدروع التكريمية للمشاركين في فعاليات الندوة وهم الدكتورة عيدة المطلق، والدكتور عبدالفتاح النجار، والدكتور ابراهيم الشرمان، كما سلم الدروع التكريمية لكل من الدكتور هشام الشرع نجل أحمد الشرع، والمهندس وائل المطلق نجل محمود المطلق، والسيد هوازم الصليبي نجل واصف الصليبي.
وتضمنت فعاليات الندوة جلسة ترأسها الشاعر محمود فضيل التل، قراءة لأوراق محمود المطلق قدمتها الدكتورة المطلق، وقراءة لأوراق واصف الصليبي قدمها الدكتور النجار، وقراءة لأوراق أحمد الشرع قدمها الدكتور الشرمان.