رعى عميد كلية الآداب الدكتور موسى الربابعة ندوة "ذكرى الاستقلال الخالدة" التي نظمها قسم التاريخ في الكلية، بمناسبة عيد الاستقلال السادسة والسبعين، بحضور رئيس قسم التاريخ الدكتور عمر العمري، وبمشاركة كل من الدكتور رياض ياسين، والدكتور مهند الدعجة، وبإدارة الدكتور أحمد الجوارنة من القسم.
وقال ربابعة: يحيي الأردنيون في الخامس والعشرين من أيار بمشاعر الفخر والاعتزاز مناسبة من أغلى المناسبات التي يعيشها أبناء الوطن بمدنه وقراه وباديته، لافتا إلى أن الاحتفاء بذكرى الاستقلال ما هو إلا ترسيخ لما تنطوي عليه هذه المناسبة من قيم رفيعة وغايات نبيلة من أجل المحافظة على هوية الأردن العربية الإسلامية في دفاعه عن قضاياه وقضايا الأمة العربية.
وأشار إلى انه وفي ذكرى الاستقلال استذكار للكفاح المشرف والانجازات العظيمة التي قدمها الهاشميون الأطهار، فالاستقلال له معان وعبر، فإنهاء الانتداب البريطاني قيض للأردن أن يتنسم هواء الحرية، لافتا إلى أن ذكرى الاستقلال تعني كيف تمكن الأردنيون بقيادة الهاشميين من ترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية، مما جعل الأردن يزهو بالإنجازات العظيمة والمكاسب الوطنية.
وقال ربابعة إن حرص جلالة الملك عبدالله الثاني تمثل في تكريس معاني الاستقلال وترسيخ دلالاته وذلك من خلال الاستثمار في الطاقات والكفاءات الأردنية، مؤكدا أن هذا دأب جلالته الذي يدعو دائماً إلى الاستثمار في الشباب ودفعهم إلى استغلال طاقاتهم من أجل تقدم الأردن ورفعته.
وبدوره أشار ياسين إلى أنه ومع تحقيق الاستقلال، أخذت المملكة الأردنية الهاشمية دوراً متقدماً وبارزاً، عربياً ودولياً لتتبوأ مكانة متقدمة، مُوظفة استقلالها في الدفاع عن الأُمتين العربية والإسلامية، وخدمة قضاياها العادلة.
وأضاف أن الهوية الوطنية الأردنية ترمز الى الهوية العربية، وهي تختزل مختلف الخصائص المشتركة لأمتنا العظيمة، وكأنّ الهوية الأردنية بهذا المعنى تمثل "شخصية الأمة" فنحن عندما نتحدث عن "الشخصية الأردنية" فإننا نتحدث عن كافة الأبعاد التاريخية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والقانونية والاخلاقية والسياسية.
واستعرض ياسين القرار التاريخي الذي جاء خلال عقد المجلس التشريعي الاردني الخامس، في 25/5/1946، والذي نص على "تحقيقا للاماني القومية وعملا بالرغبة العامة التي اعربت عنها المجالس البلدية الاردنية في قراراتها المبلغة الى المجلس التشريعي واستنادا الى حقوق البلاد الشرعية والطبيعية المديد وما حصلت عليه من وعود وعهود دولية رسمية وبناء على ما اقترحه مجلس الوزراء في مذكرته رقم 521 بتاريخ 13 جمادى الآخرة 1365 وجهادها الموافق 15/5/1946 فقد بحث المجلس التشريعي النائب عن الشعب الاردني امر اعلان استقلال البلاد الاردنية استقلالا تاما على اساس النظام الملكي النيابي مع البيعة بالملك لسيد البلاد ومؤسس كيانها ( عبدالله بن الحسين ) المعظم كما بحث امر تعديل القانون الاساسي الاردني على هذا الاساس بمقتضى اختصاصه الدستوري"
ومن جهته قال الدكتور مهند الدعجة من قسم التاريخ إن الاستقلال كلمة كبيرة ذات مدلولات عميقة تركت في النفس حب الوطن لما خلدة الأجداد من بطولات وتضحيات ساسها الهاشميون على الدوام وخط ترابها الشهداء بالعزم والإصرار.
وأكد على أهمية دور الطالب الجامعي في دعم مسيرة الاستقلال ورفعته من خلال مجابهة آثاره الناتجة عن الغزو الفكري، مقدما أبرز المشاهد والمواعظ والدروس التوعوية للطلبة في ضل تنامي الظروف المحيطة والتحديات الكبيرة التي تواجه العالم والمتمثلة بالغزو الفكري والعلمانية والحركات الهدامة ووسائل الاستعمار السياسية والاقتصادية وانعكاساتها على العالم أجمع، مستعرضًا مقدمات الاستعمار منذ بدء الإسلام مرورًا بالغزو المغولي والحملات الصليبية وسقوط الدولة العثمانية وصولاً للاستعمار الحديث وانتهاء بالاستقلال المجيد.