بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة
مندوبا عن رئيس جامعة اليرموك، رعى نائب رئيس الجامعة للكليات الإنسانية والشؤون الإدارية الدكتور أنيس خصاونة فعاليات الندوة التي نظمها قسم الصحافة في كلية الإعلام بالجامعة بعنوان "حرية الصحافة في الأردن بين التشريعات والمهنية وحق الحصول على المعلومات"، وذلك احتفاء باليوم العالمي لحرية الصحافة، بحضور مقرر لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية النائب الدكتور صوان الشرفات، وعضو مجلس نقابة الصحفيين عمر المحارمة.
وقال الخصاونة في كلمة القاها في افتتاح الندوة إن جامعة اليرموك حرصت ومنذ سنوات طويلة ماضية على مشاركتها للأسرة العالمية في الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، إيماناً منها بأهمية وسمو الرسالة التي تحملها الصحافة، وتقديراً من الجامعة لدور الحريات في بناء المجتمعات وتقدمها وازدهارها، لافتا إلى أن الصحافة الأردنية ساهمت وبشكل فاعل في عملية البناء والتغيير والتطوير التي شهدتها الدولة الأردنية، باعتبارها شريكا فاعلا ومؤثرا في عمليات التنمية المستدامة والاصلاح، التي يقودها جلالة الملك عبد لله الثاني ابن الحسين.
وأكد على أهمية الصحافة الموضوعية التي تتوخى أقصى درجات المصداقية والدقة والموضوعية والمهنية في نقل الخبر، وخاصة في عصر ثورة المعلوماتية والاتصال، وفي ظل الانتشار الهائل لمواقع الاتصال الاجتماعي التي باتت منابر لنقل الأخبار والأحداث دون التأكد من مدى دقتها، مثمنا جهود كلية الإعلام في حرصها على تأهيل طلبتها ليكونوا على قدر من المهنية والمسؤولية في أداء دورهم الصحفي والإعلامي لتطوير و الارتقاء بواقع الصحافة والاعلام في الأردن.
بدوره أكد عميد كلية الإعلام الدكتور علي نجادات على أن حرية الصحافة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية مستقلة، قائمة على التعددية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، من هنا فإن الثالث من ايار يمثل فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، وتقييم هذه الحرية في مختلف دول العالم، وتذكير الحكومات بضرورة التزامها بالحريات الصحفية، وتقديم الدعم للصحفيين والوسائل التي يعملون بها، ولإحياء ذكرى الصحفيين الذين فَقَدوا أرواحهم، أثناء ممارستهم لمهنتهم المحفوفة بالمخاطر.
وأوضح أن النظام الإعلامي السائد في أي دولة، ما هو إلّا انعكاس للنظام السياسي القائم فيها، ومن هنا فإن حرية الصحافة تعدٌّ مقياساً لمدى الحرية التي يتمتع بها الشعب في أي دولة من الدول، باعتبار أن الصحفي هو همزه الوصل بين صانع القرار من جهة، والشعب من جهة أخرى، لافتا إلى أن قمع الحريات الصحفية، وتكميم أفواه الصحفيين، ومنعهم من النشر، وسجنهم، يدل على القمع الذي يعيشه الشعب في أي دولة من الدول.
من جانبها قالت رئيسة قسم الصحافة الدكتورة ناهدة مخادمة أن قسم الصحافة ومنذ تأسيسه دأب على الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، وذلك إيمانا منه بأهمية الرسالة الصحفية ودورها الفاعل والمؤثر في بناء المتجمعات وتقدمها، مشيرة إلى أن حرية الصحافة تشكل قضية جدلية، ليس في المنطقة العربية فقط، بل في المجتمعات المتقدمة أيضا، وأن إطلاق تلك الحرية وفق ضوابط وتشريعات محددة من شأنه ان يفتح آفاقا واسعة لبناء مجتمعات ديمقراطية.
ودعت الى اقتصار القوانين التي يتم من خلالها محاكمة الصحفيين بقانون واحد هو قانون المطبوعات والنشر، لتنطلق الصحافة الوطنية برسالتها الوطنية ويعود ألقها لإعلاء شأن الوطن والمواطن تحت ظل الراية الهاشمية.
وضمن فعاليات الندوة تم عقد جلسة حوارية شارك فيها كل من مقرر لجنة التوجيه الوطني و الإعلام في مجلس النواب النائب صوان الشرفات، وعضو مجلس نقابة الصحفيين الأردنيين عمر المحارمة، وأدارها الدكتور حاتم علاونة.
وقال الشرفات خلال الجلسة إن الصحافة الحرة هي الضمانة التي تقدمها الحكومة في حرية التعبير، كما نصت المادة (15) في الدستور الأردني، وأن 14 قانونا، منها قانون المطبوعات والنشر وقانون الجرائم الإلكترونية وقانون حق الحصول على المعلومة، تم جمعها في قانون واحد وهو قانون العقوبات الأردني، لافتا إلى أن الغاية من وضع قانون الحصول على المعلومة والجرائم الإلكترونية ليس القصد منه تغليظ العقوبات على الصحفيين.
وأشار إلى أن الصحافة مهنة عالمية مرموقة تعبر عن المواطن بالصوت و الصورة والكلمة والرسم، وأننا نريد للصحافة الأردنية أن تكون صحافة حرة مسؤولة تحقق المصلحة العامة وتساهم في تعظيم الانجاز والارتقاء بالدولة الأردنية.
و أوضح المحارمة أن حرية الصحافة تجسد مستوى الحريات العامة في الدولة، مشيرا إلى أن حرية الصحافة والحرية العامة مرتبطتان ببعضهما البعض، لذلك مقياس الحريات العامة يقاس من مستوى حرية الصحافة، لافتا إلى أن الحرية العامة تجسد أيضا مستوى التعددية في المجتمع والمستوى الذي تبلغه مسارات التحول الديمقراطي داخله.
وأشار إلى أن مستوى ديمقراطية المجتمع يقاس من خلال مستوى حرية الصحافة داخله، منوها إلى أن حرية الصحافة تشير إلى مستويات أدوات المحاسبة والمساءلة في المجتمع، بالإضافة إلى مستوى الرقابة على السلطات التنفيذية والقضائية و التشريعية باعتبار الصحافة هي عين المجتمع على هذه السلطات .
وفي نهاية الندوة التي حضرها عدد من العمداء وأعضاء الهيئة التدريسية في الكلية، وحشد من الطلبة دار نقاش موسع أجاب من خلاله المشاركون في الندوة على أسئلة واستفسارات الحضور.